نترجم لأبي العباس التيفاشي أحد العلماء الموسوعيين الجزائريين في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي –وأنا أعرف أن الكثيرين من أبناء وطني يجهلونه - فهو يعتبر موسوعة معارف كاملة في الطب وعلم الاجتماع والجغرافية والفلك والكلام والقانون، والأدب وقد اشتهر خاصة كعالم معادن من الطراز الرفيع، كان يجري التجارب العلمية والمشاهدات الشخصية لتأكيد معلوماته مزيلا بذلك عنها ما علق بها من خرافات وأساطير اليونان والإغريق والرومان،
يعد أول من ألف من المسلمين في علم الأرصاد الجوي، كتب في تفسير القرآن الكريم ونقل الكثير من الأحاديث الشريفة بإسناده، أشتهر بأنه أديب متمكن له شعر حسن، ونثر جيد، ملما بكثير من علوم عصره، رحالة كبير جاب كثيرا من أقطار العالم للحصول على المعلومات العلمية الدقيقة من مصادرها تدل على ذلك آثاره التي تعتبر حجة بمقاييس عصره، وهي حبيسة المكتبات تنتظر من يزيح عنها غبار السنين لتعود إلى الواجهة.
وقد تعرضت بعض كتبه إلى التشويه والتحريف ، فزيد فيها مما جعل الناس تنفر منها وتتجنب قراءتها، وهذا عمل الزنادقة والشواذ كما سنرى في توثيق نسبتها إليه إن شاء الله.

اسمه ونسبه و كنيته:
التيفاشي (580-651هـ / 1184 -1253م)
احمد بن يوسف بن احمد بن أبي بكر بن حمدون بن حجاج بن ميمون بن سليمان ابن سعد القيسي، لقب بشرف الدين و شهاب الدين و صباح الدين ، ويكنى بأبي العباس و بأبي الفضل.
ولد في تيفاش وهي قرية صغيرة تابعة لولاية سوق أهراس بأقصى الشرق الجزائري على الحدود التونسية، وفي عصر مترجمنا كانت تيفاش تتبع لمدينة قفصة التونسية ولذلك يكنى في بعض المراجع بالقفصي، أما القيسي فنسبة إلى قبيلة بنو قيس بن ثعلبة الذي ترجع أصول أسرته اليها.

نشأته و طلبه العلم و شيوخه و رحلاته :

نشأ التيفاشي في أسرة ذات جاه وحسب، حيث أن والده كان يشغل منصب القضاء في مدينة قفصة، وعمه يحي بن أحمد أديب و شاعر مقرب من الحكام و السلاطين ، أُدخِل إلى كُتَابِ قريته،حيث حفظ القرآن الكريم و تعلم مبادئ اللغة العربية ، لينتقل بعدها مع أسرته إلى مدينة قفصة.
وفي قفصة درس على والده ، وتقيل كثيراً من خطواته؛ ولعل شغفه بعلوم الأوائل إنما كان تأثراً به، واعتماداً على الكتب التي جمعها أبوه في تلك العلوم ، ومنها انتقل إلى تونس فسمع فيها على أساتذة منهم أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن جعفر المقدسي، ثم غادرها إلى مصر وهو لم يبلغ الرابعة عشر من العمر كما حدث ذلك بنفسه ، و لعل السبب في ذلك هو قلة العلماء و المراجع العلمية المتعلقة بعلم المعادن و الطب في قفصة وتونس ، و هناك في مصر اظهر رغبة كبيرة في طلب العلم فكان ينتقل بين مجالس العلماء و مقابلة الشيوخ ، فقرأ و تفنن و استفاد كثيرا ، بعدها انتقل إلى دمشق وبغداد واشتغل بهما على علمائها و أدبائها وبعد هذه الرحلة العلمية عاد مترجمنا إلى مدينة قفصة و استقر بها و عين في وظيفة القضاء الذي لم يستمر فيها طويلا ، ليستأنف رحلاته العلمية ، خاصة ما يتعلق بعلم المعادن و الحجارة حيث عرف عنه خرجاته و جولاته الميدانية لاستخراجها البحث عنها ، و إجراء التجارب التطبيقية عليها ، و البحث عن المتخصصين و المهتمين بهذا العلم، فكان يدرس معهم و يناقشهم و يقوم بالرحلات الميدانية معهم ، ولم يكتف بما عرفه من معادن وحجارة في هذه البلدان ، بل زار أرمينية و فارس و تركستان و بلاد ما وراء النهرين وفي جولاته هذه كان يدون كل ما يسمعه من العلماء من أوصاف للأحجار وأماكن تواجدها، كما كان يقف على امتحان الجواهر و الحجارة بنفسه مما عرفه من المتخصصين، كما كان ينتقل للجلوس مع التجار ليتعرف على أثمان هذه المعادن وقيمتها، وهي إفادات شفوية جمعها من أعيان تجار الهند وسرنديب [تعرف اليوم باسم (سيرلانكا)]واليمن وبلاد الشام ومصر، والمغرب والأندلس.
و عرف عنه كثرة المطالعة، و اقتناء الكتب ولهذا تجده يقول في بعض المواقف: " إني امرؤ استنبطت العلوم وحذقت النجوم وطالعت جميع الكتب من العلوم بأسرها على اختلاف أجناسها وأصنافها " (1) ، ومع ذلك فلم تكن المطالعة مصدره الأهم في المعرفة، بل ربما كان أهم منها المعرفة التي حصلها عن طريق السماع والمشاهدة والاختبار العملي، وأعانه على ذلك دقة في الملاحظة، ومسارعة إلى تقييد ما يلاحظه أو يسمعه أو يجري فيه اختباراً، تستوي في ذلك بسائط الأمور ومعقداتها.
ولعل السب في رأي - و الله أعلم -الذي جعله يتفرغ ويغرق نفسه في طلب العلم و التجول في البلدان هي المأساة التي تعرضت لها أسرته التي غرقت كلها في البحر بساحل برقة ونجا هو بحشاشة نفسه على لوح من خشب بعد أن سلب منه ماله ومتاعه، وقد ذكر هذه الحادثة للأديب المؤرخ ابن العديم الذي أوردها في كتابه " بغية الطلب في تاريخ حلب 1/447" حيث ذكر بأنه التقى به في القاهرة فوجده شيخاً كيساً، ظريفاً، حريصاً على الاستفادة لما يورده في تصانيفه ويودعه مجاميعه، وأنه : "... ذكر لي أنه ولد بقفصة من بلاد إفريقية، وأنه خرج وهو صبي، واشتغل بالديار المصرية على شيخنا أبي محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي، ورحل إلى دمشق وقرأ بها على شيخنا أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي، وأحب المقام بها ثم إن نفسه اشتاقت إلى الوطن، فعاد إلى قفصة، ثم إنه حن إلى المشرق وطالبته نفسه بالمقام بدمشق، فباع أملاكه وما يثقل عليه حمله، وأخذ معه أولاده وزوجه وماله، وركب البحر في مركب اتخذه لنفسه، فغرق أهله وأولاده، وخلص بحشاشة نفسه، وخلص عرب برقة بعض متاعه، فخرج معهم متفكراً خوفاً منهم أن يهلكوه بسبب أخذ متاعه، وسبقهم إلى الإسكندرية، وتوصل بعمل مقامة يذكر فيها ما جرى له في طريقه، وعرف الملك الكامل أبو المعالي محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب ملك الديار المصرية بذلك فكتب له إلى الإسكندرية بتخليص ماله، فخلص له منه جملة، ثم إنه لما رحل الملك الكامل إلى آمد وافتتحها، توجه إلى دمشق، ومنها إلى حلب، ومنها إلى آمد، فوجد الملك الكامل راجعاً إلى الديار المصرية، فعاد معه إليها، وسكن بها"
ونستشف من كلام ابن العديم أنه كانت تربطه صلات قوية بالملك الكامل ، و أنه كان يقدره لعلمه وفضله ، وقد عرف عن الملك الكامل حبه لأهل العلم ومجالستهم ومناظرتهم، و صلتهم بالهدايا و العطايا.
لم تقتصر علاقة التيفاشي بالملوك و الأمراء على الملك الكامل ، بل نجده من المقربين في بلاط الصاحب نحيي الدين الكبير حاكم جزيرة ابن عمر بالقرب من الموصل ، الذي خصه يدار كبيرة يقيم فيها ووفر له كل لوازم الراحة و جعل خزائن كتبه المسماة بالصاحبية تحت تصرفه ليل نهار ، و كرد لهذا الجميل ألف له التيفاشي موسوعته " فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولي الالباب" وأهداها لخزانته.
وفي بلاط هذا الأمير التقى مترجمنا بحشد من العلماء و الأدباء و نشأت بينهم صداقات وأخوة فتبادلوا الزيارت والمجالس معارفهم و أجاز بعضهم البعض بكتبهم و مروياتهم وقد ذكر الصلاح الصفدي في كتابه ( الوافي بالوفيات: 1: 172.) منهم :
- شرف الدين التيفاشي، مترجمنا.
- رشيد الدين الفرغاني.
- أثير الدين الأبهري.
- صدر الدين الخاصي.
- ضياء الدين أبو طالب السنجاري.
- شهاب الدين أبو شامة.
- نور الدين ابن سعيد الأندلسي.
- نجم الدين القمراوي.
وأضيف إلى ما عدده الصفدي : الطبيب أبو الحجاج يوسف بن عتبة الإشبيلي ( ت سنة 636 هـ ) و أبو المحامد القرطبي ( ت سنة 643 هـ).
وعاد إلى مصر بعد إقامته مدة بجزيرة عمر ، وولاه الكامل رئاسة دائرة التعدين بها، كما ضمه إلى مجلسه الرئيس جمال الدين موسى بن يغمور (663 هـ ) الذي شغل مناصب متعددة في الدولة، وكان لعطفه على القادمين من المغرب يسمى " كهف المغاربة " وجعله من جلسائه المقربين ، و قد شارك التيفاشي في مجالس هذا الأمير أصدقائه المغاربة الطبيب أبو الحجاج يوسف بن عتبة، وأبو المحامد القرطبي، ونور الدين ابن سعيد الأندلسي مؤلف الكتابين الشهيرين: " المُغرب في أخبار أهل المَغرب" و " المُشرق في أخبار أهل المَشرق " و قد أهدى للتيفاشي نسخة من كتابه الأول و أجازه بروايته و سيأتي نص هذه الإجازة، وسجل التيفاشي قصة الإهداء والإجازة في قطعتين من شعره، فقال في الأولى: ( 02)
سعد الغرب وازدهى الشرق عجباً ... وابتهاجاً بمغرب ابن سعيد
طلعت شمسه من الغرب تجلى ... فأقامت قيامة التقييد
لم يدع للمؤرخين مقالاً ... ولا ولا للرواة بيت نشيد
إن تلاه على الحمام تغّنت ... ما على ذا في حسنه من مزيد

وقال في الثانية:
يا طيب الأصل والفرع الزكي كما ... يبدو جنى ثمر من أطيب الشجر
ومن خلائقه مثل النسيم إذا ... يبدو إلى بصري أبهى من القمر
أثقلت ظهري ببر لا أقوم به ... لو كنت أتلوه قرآناً مع السور
أهديت لي الغرب مجموعاً بعالمه ... في قاب قوسين بين السمع والبصر

و قضى بقية حياته بمصر يصطحب أصدقائه في جولات للقاء العلماء و الأدباء، يتبادل معهم المناقشات العلمية و الفكرية و يتناشدون الأشعار، ويدونون الأخبار ، ولم يتوقف عن الكتابة و التأليف إلى حين وفاته.

شيوخه:

- العلامة موفق الدين البغدادي ( 629 هـ ): أبو محمد موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن سعد، العلامة موفق الدين البغدادي الشافعي النحوي اللغوي المتكلم الطبيب الفيلسوف المعروف بابن اللباد، ولد في بغداد سنة 557هـ، بعد أن تخرج و تهذب جاور بالمدرسة النظامية نسبة إلى الوزير نظام الملك. ثم توجه إلى دمشق الشام حيث جمع السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى بلاطه كثير من أهل العلم و بعد ما درس في الجامع الأموي مدة توجه لزيارة بيت المقدس ثم جاء إلى القاهرة و اجتمع فيها بالعلماء، و كان في النهار يقرئ الناس بالجامع الأزهر و في الليل يشتغل على نفسه.
كان مشهورا بالعلوم اشتغل على الأخص بعلم الطب و كان مليح العبارة كثير التصنيف متميزا في النحو و اللغة عارفا بعلم الكلام و الطب و تطرقا من العلوم النقلية و مصنفاتها عديدة منها كتاب " الإفادة و الاعتبار في الأمور المشاهدة و الحوادث المعاينة بأرض مصر".
- أبو اليمن الكندي ( ت 613 هـ) :زيد بن الحسن بن زيد بن سعيد الحميري، تاج الدين أبو اليمن الكندي النحوي اللغوي الحافظ المحدّث، ولد ونشأ ببغداد، حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وأكمل القراآت العشر وهو ابن عشر، وكان أعلى أهل الأرض إسناداً في القرآات.
سمع الحديث من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي وأبي القاسم هبة الله بن البطر وأبي منصور القزّار ومحمّد بن أحمد بن توبة وأخيه عبد الجبّار وأبي القاسم ابن السمرقندي وأبي الفتح ابن البيضاوي وطائفة سواهم. وله مشيخة في أربعة أجزاء خرّجها له أبو القاسم ابن عساكر، وقرأ النحو على ابن الشجري وابن الخشّاب وشيخِه أبي محمّد سبط الخيّاط، وأخذ اللغة عن موهوب الجواليقي. وقدم دمشق في شبيبة وسمع بها من المشايخ وبمصره، وسكن دمشق ونال بها الحشمة الوافرة والتقدّم، وازدحم الطلبةُ عليه.
له تصانيف، منها " كتاب شيوخه" رتبه على حروف المعجم، و "شرح ديوان المتنبي" و "ديوان شعر".
- أحمد بن أبي بكر بن جعفر المقدسي، أبو العياش: الإمام، برع في الفقه ورسخ فيه وفي الأصلين والعربية وفنون شتى وله معارف في علم النظر وعلم البلاغة والإنشاء ، اشتغل بالتدريس وولي الأحباس والمساجد في مدينة قفصة، وكان خطيباً مصقعاً سمع من أبيه ومن أبي بحر.
ومن العلماء الذين التقاهم و استفاد منهم في علوم التعدين و تشكيل الجواهر وتجارتها:
- القاضي الحسيب معين الدين بن ميسر كبير المعدنين في عصره.
- الشريف الجوهري.

وفاته:
أصيب بالصمم في السنوات الأخيرة من عمره "... وكذلك أصيب بعد ذلك بنزول الماء في عينيه حتى عمي، فقدحهما وأبصر واستأنف الكتابة، وعوفي، ثم شرب مسهلاً، وأعقبه بشرب آخر، فأدركه حمامه على أثر ذلك [ أنظر ابن العديم "بغية الطلب في تاريخ حلب 2: 161"].
كانت وفاته رحمه الله في 13 محرم سنة 651 هـ بالقاهرة و دفن بمقبرة باب النصر.
مؤلفاته:
خلف مترجمنا تراثا موسوعيا ضخما شمل موضوعات شتى ، في علوم البلدان، المعادن، الطب، الأدب، الشعر،الفنون، لم يطبع منه إلا القليل و كثيره لا زال مخطوطا حبيس المكتبات و بعضه الأخر في حكم المفقود، وقد أرجع بعض الباحثين ومنهم الدكتور أحمد الليثي ضياع كتبه إلى نفاستها مما أغرى الناس بالاستئثار بها فضاع معظمها ، وهو قول وجيه، وهذا سرد لما استطعت جمعه:

01 - في علم المعادن:
- " أزهار الأفكار في جواهر الأحجار" وقد انتهى من تأليفه عام 640هـ / 1242 م، أي قبل أحد عشر عاما من وفاته، يقع في 25 فصلايختص كل فصل بدراسة معدن من المعادنعالج فيه:
- تكوّن الحجر في معدنه.
-معدنه الذي يتكوّن فيه.
-جيّده و رديئه.
- خواصه في ذاته.
- قيمته و ثمنه .
طبع أول مرة سنة 1818 م مع ترجمة الى اللغة الايطالية ، بمطبعة مدينة فلورنسا من طرف الكونت الايطالي رينري بيشيا RAINERI BISCIA ، وهي طبعة ناقصة عن النسخ الخطية الموجودة من هذا الكتاب في خزائن العالم (3).
وعدد بروكلمان ما يربو على عشرين مخطوطة في المكتبات المختلفة، عدا ما لم يره مثل مخطوطتين بمكتبة الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب، ومخطوطة مكتبة الكونغرس الأمريكي وغير ذلك.
وقد طبع سنة 1977 م بالهيئة المصرية للكتاب – القاهرة، وهي طبعة منقحة و محققة مذيلة بتعليقات هامة للدكتور محمد يوسف والدكتور محمد بسيوني خفاجي.
- " الأحجار التي توجد في خزائن الملوك و ذخائر الرؤساء " توجد منه نسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم ميكروفيلم 14888 و عدد أوراقها 44 ورقة أولها : " بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين ثقتي ...". وقد " رتبه على 25 حجراً - كسابقه - تكلم عن كل حجر في خمسة أبواب منها أوجه تكونها و تكون معدنه و جيده و رديئة و قيمته، طبع قسم منه في الحجارة الكريمة و الجواهر في مدينة اوترخت على نهر الراين في هولندا سنة 1884م".(4).
و قد سماه صاحب كشف الظنون 1/621 " جوهر نامه " و لست أدري من أين استقاها؟
- " خواص الأحجار و منافعها " توجد منه نسخ مخطوطة بباريس وكلها مبتورة وناقصة، و حسب ما يبدو من عنوانه فهو يذكر خواص الاحجار سواء الكريمة منها و غيرها وفائدة كل نوع ومنافعه.
02 – في الطب:
- " الشفاء في الطب عن المصطفى صلى الله عليه وسلم" وقد نهج فيه مهج المحدث الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه" الطب النبوي"، جمع فيه عدداً كبيراً من الأحاديث مما خرجه الإمام أبو نعيم الأصبهاني ضمن تصنيف واسع حول التطبيقات الطبية لرسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم مجردا من الأسانيد إلا القليل منها.
توجد منه نسخة مخطوطة مصورة في دار الكتب المصرية تحت رقم 515 ميكروفيلم 20241 يضم حوالي 91 ورقة منسوخة بقلم شيخي حسن من رجال القرن التاسع الهجري ، جاء في مقدمته : " بسم الله الرحمن الرحيم قال العبد الفقير إلى الله تعالى احمد بن يوسف التيفاشي اللهم يا من لطف حتى دق عن الأوهام و الظنون ، و جل حتى ظهر في كل حركة وسكون ، وتفرد بالوحدانية التي لا تدركه العيون ، و التأثر عن خليقته بعلمه المكنون المشتمل على علم ما كان و ما هو كائن و ما سيكون ، أهدنا لعمل يقرب في دار القرار ، و احشرنا في زمرة أوليائك المصطفين الأخيار ، و يحول بيننا و بين أهل النار ، وصلى الله على نبيك و خليلك محمد المختار [ صلى الله عليه وسلم]". ثم يشرع في شرح منهجه في الكتاب ، و كيف رتب مواضيعه جريا على ما كان شائعا في المؤلفات في عصره و قبله ، و يوضح انه أورد في الكتاب الأحاديث الموجودة في كِتَاب الطِّب من صحيح البخاري ، كما أورد أحاديث غريبة بأسانيدها حاول تخريجها وشرحها ، و الكلام عنها من جانب الصناعة الحديثية – رغم أنه ليس من أئمة هذا الشأن - ثم يذكر عنوان هذا الكتاب فيقول : " وسميت هذا التخريج بالشفاء في الطب المسند عن المصطفى صلى الله عليه وسلم".
وقد طبع هذا الكتاب سنة 1988م بتحقيق عبد المعطي قلعجي - جزاه الله خيرا - وصدر عن دار المعرفة ببيروت لبنان في حلة قشيبة.
- " المنقذ من التهلكة في دفع مضار السمائم المهلكة " : من الكتب المفقودة، و قد ذكره التيفاشي ضمن مؤلفاته في خاتمة كتابه " أزهار الأفكار" حيث جاء في آخر النسخة المحفوظة بمكتبة طوبقبوسراي استانبول ( تركيا ) : " ... يتلوه كتاب " المنقذ من التهلكة".
[ انظر مقدمة أزهار الأفكار في جواهر الأحجار ص 13.]
- " رسالة فيما يحتاج إليه الرجال والنساء في استعمال الباه مما يضر وينفع ".
- " رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه "
ينسب إلى التيفاشي تأليفه هذين الكتابين – وأنا أرجح إنهما كتاب واحد غُيِّر عنوانه – في المعرفة الجنسية وفوائد الأعشاب و الأطعمة التي تقوي الرغبة الجنسية لدى الزوج و الزوجة و بعض الأمور المتعلقة بهما.
وقد قام أحمد بن سليمان الشهير بابن كمال باشا المتوفي سنة 940 هـ (05) بترجمة الكتاب الأول وترك مضمونه على حاله ، لكن هذا الكتاب تعرض إلى الكثير من التشويه و التحريف على يد المجان و الشواذ و المنحرفين و من ذوي الثقافة المحدودة، حيث أن النسخ المتداولة منهما حاليا تحتوي على كثير من الألفاظ والعبارات البذيئة والفاحشة، إلى جانب كثير من أخبار المجان، وكذلك الألفاظ العامية ( ومصطلحات لم تعرفها اللغة العربية إلا في العصور الأخيرة ابتداء من القرن 11 هـ) التي لم تكن معروفة في عصر التيفاشي، مما يجعلني أشكك في نسبة هذين الكتابين إليه، خاصة بعد اطلاعي على التحقيق الذي أنجزه كل من العالمين المدققين الخبيرين ( كارل بروكلمان و صارتون جورج ) اللذان ناقشا نسبة الكتاب إلى التيفاشي و رجحا انه ليس من تأليفه ، وهو الرأي الذي ذهب إليه أيضا الدكتور إحسان عباس في مقدمة تحقيقه لكتاب سرور النفس بمدارك الحواس الخمس حيث قال عن كتاب " رجوع الشيخ إلى صباه " ما يلي : " ... فهو لا يعد من كتب التيفاشي، ولا يشبه طريقته في التأليف " (06).
03 – في علم الجغرافية:
" سجع الهديل في أخبار النيل" موسوعة في تاريخ و جغرافية نهر النيل و يبدو مما نقله منه السيوطي في كتابه " حسن المحاضرة" و المقريزي في " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" أنه أهم مرجع معروف في ذلك الوقت عن نهر النيل فهو موسوعة اشتملت على وصف حوض النيل وذكر أحواله و فيضانه و مزروعاته، و ما قيل فيه من أشعار، ومما أورده التيفاشي فيه " ... أن الله سبحانه و تعالى لم يسم من انهار العالم إلا نهر النيل و أستشهد بأقوال المفسرين في تفسير اليم بأنه نهر النيل في الآية الكريمة : { أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ } الآية 39 من سورة طه، كما ذكر أن نهر النيل من أنهار الجنة و أورد الحديث الشريف : " سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّة "(07).
04 - في علم الأرصاد الجوي :
- " طل الأسحار على الجلنار في الهواء و النار و جميع ما يحدث بين السماء و الأرض من الآثار ": و هو جزء من موسوعته فصل الخطاب في مدارك الحواس، تناول فيه التيفاشي وصفا لأحوال الفصول الأربعة، و علاقتها بزيادة مقدار الليل والنهار، ودلائل المطر و والاستسقاء و دلائل الصحو ومعرفة الشتاء الذي يطول وهل يتقدم أو يتأخر؟
و البرق والرعد والغيم والرباب، وهالة القمر وقوس قزح والاعتدالين والحر والبرد والغيوم والبروق، والرياح و الضباب ، و الأعاصير و الزلازل و الكسوف و الخسوف ، و في النار ذات اللهب وما تعلق بها ونار النفط والصاعقة ونار الفحم والكوانين.
و هذا الكتاب يعتبر أقدم موسوعة وافية في علم الأرصاد الجوية حيث احتوى على تفسيرا و حقائق علمية يؤكدها العلم الحديث ، لكنه لا يخلو من بعض النقول و الكلام الساذج الملئ بالخرافات.
وقد أختصر الكتاب و نقل منه الكثير من العلماء كابن منظور و القلقشندي و الجبرتي و ابن الاكفاني و الغزولي وغيرهم ، وهو في حكم المفقود.
05 - في التاريخ:
- كتاب في تاريخ الأمم : ذكر الصلاح الصفدي أن له كتاب في تاريخ الأمم، و أورده كذلك الادفوي في البدر السافر ، أما الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب الصمادحي فذكر أن للتيفاشي كتابين في تاريخ الأمم مفقودان (ورقات 2: 455).

06 - في الشعر:
الديباج الحسرواني في شعر ابن هانئ : وهو عبارة عن كتاب شرح فيه ديوان الحسن محمد بن هانئ الأزدي الاندلسي (326 - 363هـ ) وركز على شغف ابن هانئ بالغريب والألفاظ الصعبة التي قام التيفاشي بشرها و التعليق عليها ، و أعلن أنه من المعجبين بشعره و اعتبره ذو طابع خاص مميز عند اهل المغرب لا يضاهيه فيه إلا المتنبي عند أهل المشرق.
- " درة الآل في عيون الأخبار مستحسن الأشعار" : هذا الكتاب يعتبر من مجاميع الاختيارات الشعرية ، حيث ضمنه مجموعة من القصائد والمقطوعات الشعرية وقد التزم بشرطه في الكتاب فكان لا يعرض إلا النصوص المختارة السبك والرصف والمعنى.

07 - في الأدب و الفنون:
- " مشكاة أنوار الخلفاء وعيون أخبار الظرفاء ": ذكره الحافظ الأديب محمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري ( ت سنة 727 هـ ) في كتابه " الروض المعطار في خبر الأقطار: 1 / 146 " و قال عنه :" وهو كتاب مطول حسن ممتع ضاهى به عقد ابن عبد ربه [ يقصد العقد الفريد ] فأبدع فيه وأجاد ".و هو مفقود أيضا.

- " كتاب في البديع": جمع فيه سبعين نوعا من أنواع البديع(08) ، وقد ذكر جملة كبيرة من أنواع البديع والألوان البلاغية الواردة في القرآن الكريم ، و في خطب العرب، وأشعارهم، و نهج فيه طريقة عبد الله بن المعتزّ العبّاسيّ ( ت سنة 296هـ) الذي جمع سبعة عشرة نوعا في أول مصنف لليديع و سماه " كتاب البديع "، وحسن بن عبد الله العسكري ( ت سنة 382 هـ) الذي جمع سبعة وثلاثين نوعا في كتابه " كتاب الصناعتين ".

08 - في الموسوعات:
" فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لاولي الالباب": موسوعة كبيرة في مختلف العلوم و التاريخ و الآداب و القانون و اللغة تقع في
40 مجلدا، وقد أكد الدكتور إحسان عباس – رحمه الله - في مقدمة نشرته لكتاب " سرور النفس بمدارك الحواس الخمس " نقلا عن الاستاذ الحسني الوهابي ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر: بيروت، 1400هـ 1980م ص31 بأن الموسوعة تقع في (40) جزءاً، لا يقل حجم الجزء عن (200) صفحة.
ألف التيفاشي هذه الموسوعة و أهداها للصاحب محيي الدين ابن ندي الجزري الكبير(ت651هـ) صاحب جزيرة ابن عمر، واستعان التيفاشي في جمع كتابه بمؤلفات الموفق التلعفري (ت602هـ) ومكتبة بني ندى أعيان جزيرة ابن عمر، وقد فقدت أجزاء كثيرة منها كما نُقِل عن كل من ذكرها، فها هو صلاح الدين الصفدي يقول بكل إنصاف ويصرح بعدم وقوفه عليها و إنما اطلع فقط على اختصار ابن منظور لها، قال في ترجمته للتيفاشي : " ... وله كتاب كبير إلى الغاية وهو في أربع وعشرين مجلدة [24] جمعه في علم الأدب وسمّاه فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولي الألباب، ورتبّه وجمع فيه من كل شيء وتعب عليه إلى الغاية. ولم أقف عليه لكن رأيت الذي اختصره منه الفاضل جلال الدين محمد بن المكرّم "
[الصلاح الصفدي الوافي بالوفيات: 3/125.]
و الصفدي هنا يشير الى انه اطلع على المختصر الذي هذبه و نقحه اللغوي الأديب أبو الفضل محمد بن مكرم الشهير بابن منظور ( ت711هـ) صاحب المعجم الكبير " لسان العرب"، فلولا ابن منظور و اختصاره لبعض أجزاء من هذه الموسوعة لضاعت هي الأخرى كما ضاع غيرها من مؤلفات مترجمنا ، و السبب في تلخيصها كما ذكر ابن منظور في مقدمة سرور النفس: " ...كنت في أيام الوالد - رحمه الله - أرى تردد الفضلاء إليه، وتهافت الأدباء عليه؛ ورأيت الشيخ شرف الدين أحمد بن يوسف بن أحمد التيفاشي القيسي في جملتهم، وأنا في سن الطفولة لا أدري ما يقولونه، ولا أشاركهم فيما يلقونه؛ غير أني كنت أسمعه يذكر للوالد كتاباً صنّفه، أفنى فيه عمره، واستغرق دهره، وأنه سماه " فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولي الألباب " ، وأنه لم يجمع ما جمعه كتاب. وكنت على صغر السن أنكر تجاسره على هذا الاسم الذي عده الله عز وجل من النعمة، ومنَّ على نبيه بأنه آتاه فصل الكتاب مع الحكمة.
وكنت شديد الشوق إلى الوقوف عليه، وتوفي الوالد رحمه الله في سنة خمس وأربعين وستمائة، وشُغلْتُ عن الكتاب، وتوفي شرف الدين التيفاشي بعده بمدة، فلما ذكرته بعد سنين، وقد جاوزت الستين، تطلّبتُه من كل جهة، ورمته من كل وجهة، فلم أجد من يدلني عليه، ولا من يذكر أنه نظر إليه؛ فبذلت الجهد في طلبه إلى أن ظفرت به عند شخص كان من أصحابه، فسعيت إلى بابه، وبذلت له جملة لم تكن في حسابه، فلم يسمح لي مع فقره ببيع ولا عارية، ولا استحسنتُ تملكه باليد العادِيَةِ؛ وعدت إلى طلبه منه، واستعنت عليه بمن لا غنى له عنه، فلم يفد فيه سؤال ولا شفاعة. ولم يعط لنا فيه طاعة. إلى أن قدَّر الله تعالى تملّكه في سنة تسعين وستمائة. فرأيته مجرداً في مسودات وجزازت. وظهور وتخريجات. وقد جعلته من تجزئة أربعين جزءاً. لم أجد منها سوى ست وثلاثين ربطة. وهو في غاية الاختلال، لسوء الحظ، وعدم الضبط. ولو لم يكن تكرر وقوفي على خطة في زمن الوالد، وعرفت اصطلاحه، في تعليقه. لما قدرت على قراءة حرف منه غير أني عرفت طريقته في خطه واصطلاحه، وتحققت فساده من صلاحه، ووقفت منه على أوراق في مفرقات ومفردات. وجزازات تفعل في مطالعها ما لا تفعل الزجاجات. فضممت ما وجدت منه بعضه إلى بعض. وأحرزته بتجليده من الأرضة والقرض." (09)

09 - في التفسير:

" كتاب في تفسير القرآن الكريم": ذكر القلقشندي في " صبح الأعشى: 1: 471" أن للتيفاشي تفسيرا تغلب عليه القصص، و أورد الدكتور إسماعيل سامعي ضمن مؤلفات التيفاشي تفسيرا للقرآن الكريم في مقالة كتبها بمجلة جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية (10) و قال عنه أنه مفقود ولم يذكر مصدره.
وقد وجدت في " تاج العروس " للعلامة المحدث اللغوي مرتضى الزبيدي إستشهادا بقول للتيفاشي أثناء عرضه لمختلف التفاسير و الشروح لكلمة غاسِقٍ من قولِه تَعالى في الآية الكريمة :{ ومن شَرِّ غاسِقٍ إذا وقَب} [ الفلق : 3 ].
بالإضافة الى ذلك فإنني أثناء مطالعاتي لبعض آثاره وجدت له تفسيرا لبعض الآيات و أقوال تفسيرية مبثوثة هنا و هناك.
10 – في فنون شتى:
- "الدرة الفائقة في محاسن الأفارقة": أهدى المؤلف منه نسخة إلى ابن العديم حين لقيه بالقاهرة ، لعله كتاب يتحدث عن فضائل الأفارقة ودورهم العلمي و الثقافي ، ويذكر ما اتصفوا به من فروسية والأخلاق الحسنة.
[ انظر بغية الطلب 2: 160 وكشف الظنون: 742، وهدية العارفين 1: 94.]
- " قادمة الجناح في آداب النكاح " ذكره الحميري صاحب الروض المعطار ص 146 ، في مادة " تيفاش "،كما أن أبو محمد التونسي التجاني (721 هـ) في كتابه " تحفة العروس و نزهة النفوس " أكثر من النقل عنه في عدة مواضع.
- "كتاب في المسالك": ذكره الصلاح الصفدي في (الوافي 8: 291).
- " نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب" : توجد منه نسخ كثيرة منها نسختين بالمكتبة الوطنية بباريس تحت رقمي : Arabe 3055 و Arabe 5943منه نسخة بالمكتبة الملكية بكونهاجن رقم Code Arabe CCXIIو نسخة بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 1333 ك، وقد طبع الكتاب سنة 1992 م بتحقيق جمال جمعة ونشرته رياض الريس للكتب والنشر بلندن في طبعة تجارية أطلعت عليها و أظن – والله أعلم – أن هذا الكتاب قد تعرض أيضا إلى الكثير من التحريف وأن هناك أيادي خبيثة أضافت إليه أمور و كلام لا يمكن ان يصدر من رجل عاقل، فكيف بالتيفاشي؟!.
لاحظت أن المخطوطات التي اعتمدها الكاتب اضطرابا كبيرا و اختلافا في الأسلوب داخل الفصل الواحد، فأنت تقرأ مرة كلاما فصيحا رصينا بلغة عربية فصيحة راقية، و مرة أخرى كلاما ركيكا وألفاظا سوقية بذيئة لا تصدر إلا عن مريض شاذ، كما لاحظت أن هناك تناقضا و اضطرابا في المتن حيث يختلط الاستشهاد بالآيات القرآنية و تفسيرها و الحديث الشريف و أقوال الصحابة رضي الله عنهم و التابعين و علماء الإسلام من المحدثين والفقهاء في الإحماض و ملح الآداب كما جاء في الورقة الأولى من المخطوطة " ... وجعل ملح الآداب جلاء للعقول و صيقلا لصدأ الألباب ، وحببها لأهل المروءة في الخلوات كما حببها لهم في الجلوات ، وجعلها مع الخواص من الحسنات ، ومع العوام من السيئات ..." و ما يتبعه من كلام هادف حول الظرافة و الفكاهة و نوادر الأدباء و الشعراء كل ذلك في أدب و احتشام، قلت يختلط مع الكلام الفاحش و الأشعار الساقطة والكلمات العامية التي لم تعرفها اللغة العربية في عصر المؤلف.
مع العلم أن التيفاشي بدأ في تسويد صفحات هذا الكتاب بعد أن جاوز الستين من العمر، فكيف بالله عليكم نقبل أن شيخا كبيرا في السن أمتهن القضاء وكان ملازما وصديقا للعلماء والفضلاء أمثال الإمام رشيد الدين الفرغاني والشيخ أثير الدين الأبهري وصدر الدين الخاصي وجلال الدين المكرم- والد العلامة ابن منظور- وضياء الدين أبو طالب السنجاري، و صهره الإمام العلامة مجد الدين أبو الحسن القشيري (زوج ابنة التيفاشي) وهو والد الحافظ ابن دقيق العيد وغيرهم، يكتب عن بائعات الهوى و الزناة ( حاشاكم) وعن نوادر أخبارهن، وملح أشعارهن
أعاذنا الله وأياكم من مكر الزنادقة واليهود.

ثناء العلماء عليه وتعليق بسيط: