ابحث عن موضوعك في موقعي هنا

||

ترجمة/Translate

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

مسعود زڤار من بائع حلويات إلى أول عربي يصنع السلاح

عندما زار الرئيس السابق الشاذلي بن جديد الولايات المتحدة الأمريكية، في عهد الرئيس الأمريكي ريقان التقى جورج بوش الأب، وكان حينها يشغل منصب نائب الرئيس، قال بوش للشاذلي "بلغ سلامي لصديقي مسعود زڤار"، ولما زار الرئيس الراحل هواري بومدين الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1974 والتقى بالرئيس ريشار نيكسون، فإن المتكفل الرئيسي بهذه الزيارة، والمكلف بتحضيرها رجل اسمه مسعود زڤار.
وعند الحديث عن الرجل الذي "صفع" فرنسا فمهد لتأميم المحروقات وزعزع المصالح الفرنسية في الجزائر يطفو اسم مسعود زڤار، الذي كان العدو الأول لفرنسا في الجزائر، وعند السؤال عن الأصدقاء الأوفياء للرئيس الراحل هواري بومدين نجد المرحوم مسعود زڤار في الطليعة، وعند الحديث عن الاستخبارات الجزائرية في عهد الرئيس الراحل بومدين، فإن الملفات التي تحمل عبارة سري للغاية كانت من إمضاء مسعود زڤار... هذه الحقائق ليست سوى جزء من عالم صنعه الزعيم المجاهد زڤار لنفسه ووظفه لخدمة وطنه إبان الثورة، وبعد الاستقلال، من خلال نشاطه الاستعلامي الذي انفرد به، وشكل به طفرة لم يسبقه إليها أحد. 
يعتبر الراحل مسعود زڤار ظاهرة نادرة في الشق الخفي لتاريخ الجزائر قبل وبعد الثورة، ونقول خفي لارتباطه بالجانب الاستخباراتي الذي يعد بمثابة الحلقة المفقودة التي كانت تصنع القرار من دون الظهور على سطح الأحداث، الكثير من الأسئلة لا تزال من دون أجوبة، وفي الذكرى 88 لميلاده، تحاول الشروق نفض الغبار عن بعض من ذاكرة "الرجل اللغز". 
فالرجل في نظر العارفين يعتبر مؤسسة لها مكانتها في صناعة القرارات المتعلقة بالدول، والسياسات الخارجية، والتوجه العام للأنظمة، فهو من الرجال الذين عاشوا في الظل ورحلوا في صمت، لكن بين الظل والصمت حقائق تهز كيان دول. فالجزائر ثوريا عرفت رجالا من طينة الكبار، لكن بالنسبة لمسعود زڤارفهناك ثورة غير تقليدية، وبعد آخر لمفهوم الكفاح والنضال، فإذا كان وقود أي ثورة هو التسليح، فزڤار شذ عن الممولين للثورة الجزائرية بالسلاح الروسي المتمثل في الرشاش، والمسدس والقنبلة اليدوية، ومختلف الصناعات الروسية في هذا المجال والتي كانت تشترى وتدخل الجزائر خفية، بينما مسعود زڤار قام بإنشاء مصنع للسلاح بالمغرب من أجل تسليح الثورة الجزائرية، وهي التجربة التي تعد الأولى من نوعها في العالم العربي وفي العالم الثالث، وهو أول من اشتغل في صناعة العتاد الحربي. وهي ثمرة رجل بدأ نضاله بمدينة العلمة بولاية سطيف التي كانت مهدا الزعيم  الذي أتعب من حاول تقليده. 

من حلواجي إلى أول عربي يصنع السلاح
مسعود زڤار ولد بتاريخ 8 ديسمبر 1926 من عائلة ثورية فقيرة، درس المرحلة الابتدائية بالعلمة، واشتغل مع والده في مقهى ثم في بيع الحلوى، وبدل أن يواصل هذا النوع من التجارة فكر في صناعة الحلوى بدل الاكتفاء بشرائها وبيعها، وفعلا نجح في إنشاء ورشة لصناعة الحلوى كانت تعرف باسم البرلينغو. فكانت الورشة بمثابة معلم لميول رأسمالية لشاب يتقن حرفة كسب المال.
  وتزامن ذلك مع نشأة حركة نضالية بمدينة العلمة بقيادة جيلاني مبارك، الذي كان يرأس قسمة حزب الشعب والذي اشتهر بنضاله منذ أربيعينات القرن الماضي. وكان مسعود زڤار من الشباب الذي انخرط في النشاط الكشفي بالعلمة والنضال السياسي وكلفه ذلك السجن سنة1945،  ليستفيد سنة 1946 من عفو البرلمان الفرنسي.
في جوان 1956 التحق بمركز قيادة الولاية الخامسة بوجدة، أين تعرف على هواري بومدين، ونشأت بين الاثنين علاقة صداقة متميزة. لتبدأ مغامرة مسعود زڤار، الذي اشتهر باسمه الثوري رشيد كازا نسبة إلى مدينة الدار البيضاء، وهي التسمية التي أطلقها عليه بوصوف الذي كلف زڤار في نفس السنة بإنشاء المصلحة الخاصة بسلاح الإشارات، وعهد لها تزويد جيش التحرير الوطني بالأسلحة.
 وهي من أصعب من المهام في تلك الفترة والتي بدأها رشيد كازا من المغرب، وبفضل العلاقات التي كونها مع ضباط أمريكيين مقيمين بالقاعدة العسكرية الأمريكية الكائنة بمنطقة النواصر المغربية، حيث تمكن بدهاء كبير من الحصول على أجهزة اتصال لاسلكي، وقام بعدها بجولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإيطاليا وألمانيا ليوسع علاقاته بالممولين بالسلاح عبر العديد من المناطق.
 في جويلية 1956 يعود إلى قائده بوصوف فيفاجئه باقتراحات جريئة تتعلق بإمكانية تدعيم الثورة بأسلحة متنوعة وأجهزة راديو، كما نجح في اختراق القاعدة الأمريكية بالمغرب، وأصبح يشكل مصدرا استخباراتيا مهما وممولا للثورة بالسلاح، وأجهزة الاتصال، بما فيها الجهاز الذي استعمل في البث الإذاعي لصوت الجزائر بالناظور. وبإتقانه الإنجليزية نجح زڤار في تكوين علاقات مع شخصيات أمريكية، وحتى أعضاء بالكونغرس، وحسب صديقه جيلاني الصغير، فإن زڤار نجح في ربط علاقات بمحيط الرئيس الفرنسي ديڤول، وكان يوظف كل هذه العلاقات في خدمة الثورة الجزائرية. فكان لبنة أساسية في الاستعلام الحربي، وكان يزود قيادة الثورة بالمعلومات ويتصل مباشرة ببوصوف وبومدين.
علاقات زڤار توسعت إلى أن نجح في إنشاء مصنع للأسلحة بالأراضي المغربية، فظاهريا المصنع يبدو مختصا في صناعة الملاعق والشوكات، وشغل فيه عمال أجانب خاصة من المجر، لكن المستودعات الخفية فخصصت لصنع  قاذفات صواريخ"البازوكا".
ولداوع أمنية، أبقى زڤار على السرية في نشاط مصنعه، فكان التشغيل به يقتصر على مقربيه من العائلة، ومن أبناء مدينته العلمة أمثال جيلاني الصغير وزڤار عبد الله ومنصوري خالد وزڤار عبد الحميد، ومزنان علي وغيرهم. وكان هؤلاء يشرفون على تركيب قطع الغيار التي يستقدمها زڤار بطريقته الخاصة من أمريكا. وهي الطريقة التي ظلت مجهولة ولا يعلمها حتى المقربون منه.
و كان زڤار يؤمن بأن أي حركة ثورية يجب أن تقوم على عاملين اثنين، أولهما المعلومات التي كان يستقيها من كل مكان، وبلغ به الأمر حد التجسس على محيط ديڤول، وثانيهما المال الذي تحصل عليه بتوسيع نشاطه التجاري، وتنمية ثروته التي خصصها لخدمة القضية الوطنية. وهناك عامل آخر جسده زڤار بإتقان ويتعلق بسرية التنظيم فلم يكن يخبر أحدا بما يفعل أو بما في نيته، وحتى أمين سره ورفيقه الدائم صغير جيلاني الذي التقيناه، لم يكن يعلم من أسرار زڤار إلا القليل، ويقول إن الرجل كان متحفظا للغاية، ويملك حسا أمنيا لا يتحلى به أي شخص آخر.
وعلى سبيل المثال لم تتمكن أي شخصية من قيادات الثورة من زيارة مصنع السلاح ما عدا صديقه هواري بومدين، وكان ذلك في سنة 1961 وسبق له ذات مرة في حديث له مع فرحات عباس أن أخبره هذا الأخير بأنه منبهر بالأسلحة التي تأتي من المغرب، ويتعجب كيف لا يعلم مكان هذا المصنع فيجيبه زڤار ضاحكا "لو كنتم تعلمون بمكانه ما وصلتكم كل هذه الأسلحة ولكنا جميعا في السجن"، وعند الاستقلال، يقول جيلاني صغير بأنه بقي مع بعض الرفاق بالمصنع لبضعة أسابيع، ثم أمرهم مسعود بالدخول بعد تفكيك المصنع، وردم آلياته تحت التراب لتنتهي بذلك قصة هذه المؤسسة التي أدت مهمتها بنجاح.

علاقات تمتد إلى قلب أمريكا وثروة تفوق ميزانية دولة
وبعد الاستقلال خلع زڤار قبعة العسكري المجند، وفضّل الخروج من الجيش ليعود لنشاطه كرجل أعمال، فأصبح يتكفل بطعام ولباس الجيش الوطني، وكان يشرف على تسيير عدة مصانع لإنتاج الحلوى واللبان والمصبرات، والعجائن، كما أصبح وسيطا بين الدولة الجزائرية، ومختلف الشركات الأجنبية، ولم يتوقف عند هذا الحد بل وسع نشاطه إلى عدة دول عربية وإسلامية كالعراق والسعودية، ومصر وليبيا وإيران، وسوريا.
وحسب جيلاني صغير، فإن الرجل أصبح يشتري البترول من دول الخليج ويصدره إلى الدول الأمريكية والأوروبية، وطبعا بهذا النشاط تمكن من تكوين ثروة هائلة، ويقول البعض بأن رأسماله في السبعينات فاق  ملياري دولار. وهي الثروة التي تفوق ميزانية دولة في تلك الفترة.
وبالرغم من التوجه الاشتراكي للجزائر في الستينات، والسبعينات، إلا أن مسعود زڤار كان يميل دوما نحو الرأسمالية، فقد تنبأ بسقوط الاشتراكية، والاتحاد السوفياتي، وكان موقنا بأن الهيمنة العالمية ستكون أمريكية، ولذلك كان تعامله مركزا أكثر على الولايات المتحدة الأمريكية التي يرى فيها القوة الفعلية التي  فرضتها الأوضاع الدولية، فكان بمثابة عين بومدين في أمريكا، وظل الوضع كذلك بالرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والولايات المتحدة بعد الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1967، وبقي زڤار "الدبلوماسي السري" الذي له أيد في معظم الإدارات الأمريكية، وأهّله ذلك إلى تكوين شبكة من الاستخبارات جعلته يتحكم في المعلومات عبر العديد من الدول، وهذا مكنه من التعرف على أبرز الشخصيات كالرئيس السابق نيكسون الذي يقنعه مسعود باستقبال الرئيس هواري بومدين سنة 1974، ويتولى بنفسه التحضير للزيارة وضبط برنامجها.
كما كانت له علاقة مع كاسي المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية، وكذا رائد الفضاء فرونك بورمان الذي زار الجزائر بدعوة من مسعود، ويستقبل من طرف الرئيس هواري بومدين.
علاقاته امتدت أيضا إلى جورج بوش الأب قبل أن يصل إلى الرئاسة، والذي يصبح فيما بعد نائبا للرئيس ريغن، وقد كان جورج بوش الأب صديقا لمسعود، ولما زار الرئيس السابق الشادلي بن جديد الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس ريغن التقى بجورج بوش الأب الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس وقال للشاذلي "بلغ سلامي لصديقي زڤار".
والحقيقة التي يجهلها الكثيرون هي إنقاذ الجزائر من هجوم أمريكي وشيك، وكان ذلك سنة 1967 خلال الحرب العربية الإسرائيلية، ففي الوقت الذي كانت الجيوش العربية في مواجهة مع الصهاينة، كان الأسطول السادس لأمريكا يحوم في البحر الأبيض المتوسط، وبالضبط في نواحي شرشال، وبفضل التحركات التي قام بها زڤار مع القيادة الأمريكية غادر الأسطول المكان، وتم تجنب الكارثة بسلام.

صفع فرنسا وأصبح عدوها الأول
ومن جهة أخرى، كان مسعود يدعو المستثمرين الأجانب خاصة الأمريكان إلى النشاط في الجزائر، واكتشاف السوق الجزائرية، وفعل ذلك مع الملياردير روكفيلر، كما كان وراء إبرام عقد مع شركة "البازو" الأمريكية من أجل شراء 10 ملايير متر مكعب من الغاز السائل على مدى 25 سنة، وهي العملية التي تعتبر من أكبر الصفقات الجزائرية في سنة 1969.
 كما كان مسعود وراء استفادة الجزائر من قرض يقدر بـ 300 مليون دولار قدم لها من طرف بنك يدعى"ايكسيم بنك" وكان ذلك من أجل تمويل مشروع مركب الغاز المميع بأرزيو، ومثل هذه العمليات مهدت الطريق لدى المسؤولين الجزائريين لبسط السيادة على الغاز، وتحريره من السيطرة  الفرنسية، وبذلك تم تأميم المحروقات بتاريخ 24 فبراير1971، حيث يؤكد بلعيد عبد السلام بأن عقد شركة "البازو" الأمريكية، وقرض "أيكسيم بنك" كانا عاملا مهما في تأميم 51 % من المحروقات.

من قتل رشيد كازا؟
بعد وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين تغير كل شيء بما فيها السياسة الداخلية والخارجية للبلاد، حيث أعلن الرئيس الشادلي القطيعة مع كل الرموز البومدينية، وأصبح مسعود زڤار من الأسماء المستهدفة، ليتم القبض عليه من طرف رجال الآمن العسكري سنة 1983 ويودع الحبس المؤقت، بعدما وجهت له تهمة الخيانة والمساس بالدفاع الوطني والاقتصاد الوطني، فمكث في الحبس المؤقت مدة 33 شهرا، وبعد امتثاله أمام المحكمة العسكرية بالبليدة تحصل على البراءة، وكان كالزعيم داخل جلسة المحاكمة، حيث أثبت براءته وكل الشهادات كانت لصالحه، وفهم حينها زڤار أن العملية مدبرة. وقد تأثر صحيا من فترة حبسه ورغم نيله للبراءة لم يفكر إطلاقا في الانتقام، وهو الرجل الذي كان بإمكانه الاستنجاد بعلاقاته الخارجية لكنه رفض هذا الأمر.
وعند خروجه من السجن استأنف نشاطه بصفة عادية، وشاءت الأقدار أن يفارق الحياة بتاريخ 21 نوفمبر 1987، وكان ذلك بالفندق الذي يملكه بالعاصمة الإسبانية مدريد، أين كان جالسا رفقة العائلة، ولما صعد إلى غرفته سقط فجأة مغشيا عليه، ولم يستيقظ بعدها أبدا.
وحسب أخته، فإن وفاته كانت صدمة كبيرة، ومفاجأة غير منتظرة، لأن مسعود لم يكن مصابا بأي مرض، ولذلك ظلت وفاته إلى يومنا هذا لغزا محيرا، خاصة أن عملية الدفن تمت من دون تشريح الجثة. وأمام هذا الغموض ظل البعض يطرح سؤالا كبيرا من قتل رشيد كازا؟ ربما قد نكتشف الحقيقة يوما ما.
إعداد: سمير مخربش 

اقرأ المزيد

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

دولة بني حمادـ صفحة رائعة من التاريخ الجزائري

دولة بني حماد



استخلف آل زيري بن مناد الصنهاجي عن العبيديين المغرب الذي كان يشعل نارا بالفتن الناشئة عن النزاع القائم بين العبيديين والأمويين، وما كادوا يتغلبون على الأمويين حتى بدأ الخلاف بينهم، وبعد موت بولوغين تولى ابنه المنصور الحكم بدولته الزيرية وجعل حماد على رأس أشير والمسيلة) .حتى يرد هذا الأخير قبيلته زناته المتحالفة مع الأمويين.
بعد موت المنصور خلفه ابنه باديس الذي أبقى عمه حماد في عمله وأفراده فيه عام 387هـ، وكان باديس يستقدم عمه حماد على صبره ليطفئ الثورات، وفي سنة 395هـ خلفه لمحاربة زناته واشترط عليه حماد ولاية المغرب الأوسط وكل ما يتم فتحه على يديه، فقبل الشرط، وفي سنة 398هـ يختط حماد مدينته الجديدة (القلعة) وكان ينزل بها وبأشير.
هكذا ظل في المغرب الأوسط يقاتل زناته وينتصر عليها في أكثر من مرة فعظم صيته، وبلغ باديس فخشي أن يخرج عن طاعته وبعد تعيين المعز باديس 403هـ ولي للعهد لأبيه,أراد المعز أن يختبر حماد فأرسل إليه بأن يتنازل له عن مدينة قسنطينة والمدن المجاورة لها فأبى حماد ذلك ودخل في حرب أسفرت في الأخير عن تأسيس الدولة الحمادية.
كان آل زيري يبدون الولاء للعبيديين لكن الحقيقة كانت عكس ذلك وبدخول حماد قطع كل صلته معهم وادعى صراحة ولاءه لبني العباس.
وإثر هذا جهز باديس الجيش لقتال حماد الذي استطاع الانتصار عليه، فخرج باديس شخصيا لقتال عمه حماد فانتصر عليه حتى حاصره في القلعة.
وبينما كان حماد محاصراً، توفي باديس واستخلفه المعز، وسار المعز لقتال حماد سنة 408هـ وأخرجه من باغاي وجرح حماد واستطاع أن ينجو بنفسه(
مال حماد بعد هذه الواقعة إلى السلم وأرسل إلى المعز يعرض عليه طاعته فتم الصلح بينهما واستبقى المعز حماد على ملكه السابق.
وابتداء من 408هـ تفرعتصنهاجة إلى دولتين:
الدولة الزيرية التي حكمت في افريقية والدولة الحمادية التي تولت الحكم في المغرب الأوسط، هذا الوضع المتأزم والصراع الدائم على السلطة أدى إلى عقد اتفاقيات بين طرفي النزاع مما يؤكد أهمية الإحتماء، فسمح ذلك بإيجاد طرق دفاعية لحماية العاصمة الجديدة والتي سنوضحها لاحقاً.
1) حماد بن بلكين قبل بناء القلعة
أ) مولده ونشأته:
هو حماد بن بلكين بن زيري بن منقوش الصنهاجي، كان الرابع في ترتيب أبناء بلكين الصنهاجي وهو أول أمراء هذه الأسرة، لقد انفرد حماد بحكم معظم أجزاء الجزائر الحالية. نشأ حماد في بيت الخلافة الفاطمية)في المغرب بسبب كون أبوه وجده زيري اليد اليمنى للدولة الفاطمية، وهناك توضحت ملامح شخصيته وهو طفل صغير.و في جل الكتب التي تتحدث على حماد لا تتطرق إلى تاريخ مولده بشكل دقيق ولكن على حسب عبد الفتاح مقلد الغنيمي << فإن ولادته كانت قبل استقلال أبيه بلكين بحكم المغرب سنة 361هـ بعد سنوات ربما في أعوام 353هـ أو 354هـ<<.)(
ولقد تلقى في قصر الخلافة "الفاطمية" جميع مقومات الشخصية الإسلامية، إضافة لتعلمه فنون القتال والفروسية هذا ما جعله متميزا بين أخوته.
كان حماد على علم كبير بالقرآن الكريم وعلم الحديث ولكنه لم يكن ميالا لتعلم المذهب الإسماعيلي الشيعي)( لأنه كان مهتما بالجانب القتالي، وبرزت شخصيته على مسرح الأحداث في عهد أخيه المنصور بن بلكين سنة 373هـ/983م لما استعان به هذا الأخير لقتال زناته المنافسة لصنهاجة على حكم المغرب.
ب) أهم أعماله:
لقد لمع اسم حماد كقائد عسكري من خلال الحروب مع قبائل زناته حيث كان قائد للجيوش الصنهاجية في الجبهة الغربية للبلاد وقد وعده المنصور بأن يمنحه حكم البلاد التي يستخلصها من أيدي الزناته، ولأن الحروب معها كانت طويلة ومرتبطة مع بعضها البعض فاضطر حماد إلى اتخاذ أشير عاصمة له.)وفي عهد ابن أخيه ابن المنصور 386هـ/996م كان حماد يقوم بحماية حدود الدولة الغربية من هجوم الزناتة اضافة الى انه طيلة حكم ابن اخيه باديس ظل الرجل الثائر الاول و استطاع منذ 373 هـ حتى 363 هـ جمع اعوان له من مختلف البلدان للاطاحة بزناتة الشئ الذي ادى في سنة 395 هـ إلى عقد هدنة معها مما جعله في نفس العام بأخذ عهدا من ابن أخيه باديس بحكم جميع الأقاليم التي يفتحها، إضافة إلى أن بعض المصادر ترى أن نفس العام الذي أمر فيه بتخطيط بناء القلعة والتي ستصبح عاصمة له.
كما أنه قام بقتل الشيعة وإظهار السنة والمذهب المالكي وخلع نفسه من طاعة الفاطميين وإعلانه طاعته للعباسيين عام 405هـ، هذا العام نفسه الذي انتصر فيه على أخوه كرامة بن المنصور الذي كان تحت راية قوات المعز بن باديس.
ومن خلال هذه الأحداث كلها وامتلاكه إلى الأراضي الواسعة من نهر الشلف حتى نهر الملوية، رأى أنه من واجبه أن يقوم بتأسيس دولة ووضع عاصمة سياسية وبناء حصن يحتمي فيه من الأعداء.
لقد شهدت عاصمة الحماديين (القلعة) في عهد حماد ازدهاراً كبيراً من ناحية العمران إلى الناحية الحضارية، وكان عهده متميزا بكثرة البناء والتشييد وقوة الحكم وقد كان الفن المعماري فيها عبارة عن خليط من الفن العراقي والأندلسيكما عمل حماد على توطيد دعائم الدولة بتقريبه لرجال الفكر والعلم والدولة من مجلسه، إضافة إلى أنه كان يزيد من التوسع العمراني والزراعي للدولة،ويشجع على الهجرة إليها حيث نقل إليها أهل المسيلة وأولاد حمزة.
توفي حماد بن بلكين في شهر رجب من سنة 419هـ/1028م، عن عمر يناهز 100عام .
2) بناء القلعة وتأسيس الدولة:
أ- بناء القلعة:

بنيت قلعة بني حماد أو قلعة أبي الطويل في سنة 398هـ/1007 م على منحدر وعر، فوق سفوح جبل تكربوست على الحدود الشمالية لسهول الحضنة على مسافة 36كلم من المسيلة.
تميزت القلعة بمزايا إستراتيجية كبيرة أو أكثر من عاصمة الزيريين لأن حماد سارع لتحصينها وعمرها بسكان المسيلة وأولاد حمزة, إضافة أنها ازدهرت ازدهارا جعل منها قبلة لطلبة العلم، وبعد زحف عرب بني هلال على افريقية محط سكان القيروان فاضطر أهلها للتوجه إلى القلعة، ويرجع الفضل في تطويرها إلى هؤلاء.
ويذكر الإدريسي أن: <<....مدينة القلعة من أكبر البلاد قطرا وأكثرها خلقا وأغزرها خيراً وأوسعها أموالا وأحسنها قصوراً ومساكن....وهي في سند جبل سامي العلو صعب الارتفاع وقد استدار صورها بجميع الجبل ويسمى تكربوست وأعلى هذا الجبل متصل بسيط من الأرض >>.
يمكننا أن نتساءل لماذا لم تتخذ أشير كعاصمة للدولة الحمادية رغم ما عرفت به من إستراتيجية الموقع وحصانتها الطبيعية وكونها نقطة وصل بين الشرق والغرب,من افريقية إلى تيهرت وعلى الطريق التي تصل تلمسان بالأوراس. فيمكن أن يكون إبعادها كعاصمة إستراتيجية يعود لكونها منطقة آهلة بالحركة ثم أن القبائل الرحل الآتية من الشرق تهددها باستمرار، والمدينة تطل على أراضي زناته إلى جانب أن أشير كانت عاصمة الزيريين، كل هذا جعل حماد في اعتقادنا يبادر بإنشاء عاصمة جديدة ليبرهن في ذلك على استقلاله التام. كما أن الموقع الجديد يقع في موطن صنهاجة وهو يعرفه جيدا بأن طبيعته قاسية ومسالكه وعرة ويكمن حمايته بسهولة وبإعداد قليلة من الجند كونه موقع محصن طبيعياً.
ب- تأسيس الدولة:
بعد وفاة باديس بويع ابنه المعز 454هـ/1062م) كخليفة لوالده الذي واصل مشواره الحربي ضد حماد إذ بمجرد وفاة باديس، قام حماد بالزحف على أشير التي خرجت على سيطرته نتيجة خيانة أهلها وكان ذلك الوقت بها كرامة الوصي المؤقت على عرش افريقية بعد وفاة باديس، حيث تفاجأ بحماد على رأس قوة تعدادها 1500 مقاتل وقد انتهت
بهزيمة كرامة وعودته إلى القيروان.)(
وبعدها بعث حماد إلى باغاية أخاه إبراهيم ليلتقي بأيوب بن يطوفت ليحمل سلام حماد، ويعلن إليه أن ما حدث كان بقضاء الله (الحرب بينهما) وأنه وأخاه على طاعة المعز بن باديس وأخبره أن حماد يطلب الصلح منه، ويبعث له من يثق به من أجل أن يخلفه ويأخذ العهود المكتوبة ليطمئن، فصدقه أيوب وبعث معه أخاه حمامة وحبوس بن القائم بن حمامة وتبعهما غلام أيوب يورين، فغدر حماد بهم وجردهما من الثياب وألبسهم ثياب رثة، وقتل غلام أيوب الذي كان عنده أعز من الولد.)ثم زحف حماد لمحاصرة باغاية فبلغ الخبر بذلك المعز فزحف إليه وسارع بالعساكر إلى حماد وقاتله حتى هزمه وقتل أصحابه وأسر أخاه إبراهيم( سنة 408هـ/1017م.
ونتيجة لانهزام حماد وتفرق أصحابه عنه طلب الصلح من المعز, ولكن المعز اشترط عليه أن يبعث ابنه كضمان على صدق نواياه، فبعث حماد ابنه القائد عام408هـ/ 1017م فعقد له المعز الصلح، واستقل حماد بذلك بعمل المسيلة وطبنة ومقرة ومرسى الدجاج وسوق حمزة وزواوة، وزاد النويري عليها مدينة دكة
وهكذا انتهت الحرب بينهما وانقسمت صنهاجة إلى دولتين: دولة آل زيري ودولة بني حماد ملوك القلعة.
وهكذا نعتبر تاريخ 408هـ/1017م هو التاريخ الفعلي لتأسيس قلعة بني حماد بعد الاعتراف الزيري بها.
3) أمراء بني حماد قبل الانتقال لبجاية:
أ- عمر حماد بن بلكين 408-419هـ/1017-1028م:

يقول لسان الدين بن الخطيب أن حماد كان نسيج وحده وفريد دهره وفحل قومه، ملكا كبيرا وشجاعا، قد قرأ الفقه بالقيروان وناظر في كتب الجدل وأخباره المشهورة وهو الذي بنى القلعة المنسوبة إليه فاتخذ بها القصور العالية والقصاب المنيعة والمساجد الجامعة والبساتين الأنيقة ونقل إليها الناس من سائر البلاد،وهذا بعدما اشترط على باديس أن يحكم كل المناطق التي يفتحها ويستولي عليها من أيادي زناته خارج نطاق الدولة الزيرية، وتوصل حماد إلى الاتفاق مع باديس وهذا يعتبر بمثابة الوثيقة القانونية التي يستند إليها حماد للحصول على الاستقلال الكامل عن بني زيري بعد الحرب التي دارت بين طرفي آل زيري ثبت سلطان بنو حماد وآل باديس،(5)وهذا بعد انعقاد الاتفاق مع الأمير الزيري والاعتراف باستقلال الدولة الحمادية، وتوطد الصلح الذي
تم انعقاده بين الطرفين بتزويج المعز لأخته أمو العلو بعبد الله بن حماد في 415هـ، وبعد ذلك بأربع سنين توفي حماد وخلفه ابنه القائد.)ب- عهد القائد بن حماد بن بلكين 419-446هـ/1028-1054م:
تميزت فترة حكم القائد بالاستقرار وهذا بسبب انشغال المعز بن باديس عنه وهذا لمداهمته من طرف العرب.
وكان القائد سديد الرأي، عظيم القدر، وتحرك إلى محاربة حمامة بن زيري المعز المغراوي أمير مدينة فاس وكانت بينهما حروب أسفرت على موادعة وخلع القائد بني عبيد كما فعل ابن عمه وأدى ولائه إلى بني العباس إلى أن هلك سنة 446هـ فكان ملكه 27 سنة وولي بعده ولده المحسن.)تولى القائد الحكم بعد وفاة أبيه، وعين أخوه يوسف على المغرب وريغلان على حمزة، وزحف إليه حمامة بن زيري بن عطية ملك فاس من مغراوة سنة ثلاثين، فخرج إليه القائد، وأحس بذلك حمامة فصالحهوقد ساعدت عدة عوامل في استقامة أمر الدولة في الحقبة الأولى من عصر القائد بن حماد (419هـ-430هـ) إلى جانب جهود أبيه ومن أبرز هذه العوامل: أن القائد بن حماد قد لعب دورا فعالا في توطيد أسس الصفاء بين أبيه وبين المعز بن باديس، إذ كان السفير والرهينة التي بواسطتها تم الصلح، كما أن العلاقة بين المعز والفاطميين في القاهرة كانت تمر بفترة قلق واضطراب وكان هذا في مصلحة القائد
ج- عهد المحسن بن القائد 446-447هـ/1054-1055م:
بعد وفاة القائد تولى من بعده ابنه المحسن، فحسب ابن خلدون فإن محسن كان جبارا وخرج على عمه يوسف ولحق بالمغرب فقتل سائر أولاد حماد وبعث محسن في طلب بلكين ابن عمه محمد بن حماد وأصحابه من العرب، خليفة بن بكير وعطية الشرف، وأمرهما بقتل بلكين في طريقهما فأخبر بلكين بذلك وتعهدوا جميعا على قتل محسن، وفر إلى القلعة وأمسكوه وقتله بلكين لتسعة أشهر من ولايتهوهذا راجع إلى محسن الذي لم يأخذ بوصية أبيه، حيث أوصاه بالإحسان إلى عمومته، فلما مات أبوه خالف ما أمره به، وأراد عزل جمعا عظيما وبنى قلعة في جبل منيع وسماها الطيارة، وإن محسن قتل من عمومته أربعة، وإن هذا الأمير الحمادي لم يعمل على نصيحة أبيه، أي ألا يخرج من القلعة إلا بتمام ثلاث سنين، لكن محسن لم يكد يتولى الأمور حتى خالف الوصيتين معا فقد عزم على عزل جميع أعمامه فلما ثار عليه يوسف (عمه) عندما سمع على أمر عزله خرج من القلعة لمحاربته، وأن محسن امتاز إلى جانب استبداده برأيه، بالقسوة الشديدة ونتيجة لأعماله اغتاله ابن عمه بلكين بن محمد بن حماد، وعاد إلى القلعة فدخلها ليلا وملكها.
وكانت ولاية محسن ثمانية شهور وثلاثة وعشرون يوم د- عهد بلكين بن محمد بن حماد بن بلكين 446-454هـ/1055-1062م:
كان بلكين شهما وحازما شجاعا، جريئا على العظائم، سفاكا للدماء، ابتدأ بسفك دم وزير محسن، وكان كثير الغارة على المغرب،وعنه قال لسان الدين بن الخطيب: <<....كان بلكين أحد جبابرة الإسلام....> وبلغ بلكين من الغلظة والجفاء من قومه وإخافة أقرانه وأقربائه وعلا في الغدر منهم فقتل وسفك دماء الكثير ممن حامت حولهم الشكوك والظنون، وكانت من بين هؤلاء القتلى زوجته (تاضميرت) ابنة عمه وأخت الناصر بن علناس، الذي حقد عليه وأراد الانتقام منهوكان بلكين كثيرا ما يردد الغزو على المغرب وبلغه استيلاء يوسف بن تاشفين والمرابطين على المصامدة فنهض نحوهم سنة 454هـ ففر المرابطين إلى الصحراء وتوغل بلكين في ديار المغرب ونزل بفاس فاحتمى بأكابر أهلها وأشرافهم فانتهز منهم الناصر بن عمه الفرصة في الثأر لأخته وقتله في تسالهإن عهد الناصر بن علناس رغم تعرضه لبعض الصعوبات والمآمرات والهجومات إلا أنه استطاع السيطرة عليها وتحقيق نوع من الاستقرار لدولته، واتساع رقعتها الجغرافية.
هـ- عهد الناصر بن علناس 454-461هـ/1062-1088م:
ساءت العلاقات بين تميم وابن عمه الناصر في 457هـ، بسبب تدخل هذا الأخير في شؤون افريقيةوحسب ابن الأثير, أنه اتُّصل بتميم (قيل له) أن الناصر بن علناس يقع فيه في مجلسه ويذمه، وأنه عزم على المسير إليه ليحاصره بالمهدية وأنه حالف بعض صنهاجة وزناته وبني هلال ليعينوه على حصار المهدية، فلما صح ذلك عنده أرسل إلى أمراء بني رباح فأحضرهم إليه لمقابلة عساكر الناصرأما حسب ابن خلدون أن الناصر وابن عمه تميم تواقعوا بسببه فغدرت بهم زناته وجروا عليه وعلى قومه الهزيمة فانهزم الناصر بن علناس، وقتل أخوه القاسم وكاتبه ونجا إلى قسنطينة في أتباعه ثم لحق بالقلعة وبعث وزيره ابن أبي الفتوح للإصلاح فعقد بينهما صلحاًوفي هذا الموضوع أيضا تحدث صاحب الاستبصار أن العرب لما دخلوا إفريقيا وأفسدوا القيروان وأكثر مدن إفريقية وهرب منهم صاحب القيروان الصنهاجي وسكن بمدينة المهدية، وكان ابن عمه صاحب القلعة المنصور بن بلكين بن حماد أشد شوكة من صاحب القيروان وأكثره جيشاً فخرج لنصرة ابن عمه وجهز جيشا كبيرا فلقيه العرب بلحم سبيبة على مقربة من القيروان فكان بينهم يوم عظيم إن صاحب الاستبصار يقصد أن الناصر وليس المنصور قد أراد مساعدة أبناء عمومته في مقابلته للعرب وهذا ليس ممكنا لأن في تاريخهم المعروف أن علاقتهم تمتاز بالعداء أكثر من المهادنة والمساعدة وأن تاريخهم لموقعة سبيبة ليس بالمواجهة بين الناصر وأبناء عمومته، ومن هنا نقول أن ابن خلدون وابن الأثير اللذان يتحدثان على نفس الحادثة و بصفة صحيحة و واحدة هم الأصدق في ذلك، وإثر هزيمة الناصر في موقعة سبيبة بلغت الدولة كثيرا من السوء وقد أصبحت بلاد الجزائر مفتوحة أمام القبائل العربية، وبدأ كان الناصر سيفقد كل شيء وكان في يد الناصر لاسترجاع مكانة دولته وهيبتها، فسارع إلى كسب كلتا القوتين المناهضتين له كل من بني زيري والعرب، حيث يريد الاتفاق بينهما ضد العرب وبهذا العمل سارع تميم إلى إرسال رسول (محمد بن بعيع) أحد رجاله لإجراء وإتمام الصلح بينهما.
أما سياسة الناصر مع العرب هي سياسة التفريق عن طريق التحالف مع بعضها البعض ويبدو أن الناصر قد عمق صلته بقبيلة الأثبج) لكن ما لبث إن ظهر العرب على الحماديين فملكوا الضواحي وحجزوا العمال في المدن واختط الناصر بجاية فرارا منهم
وقدوم بني هلال سرعان ما وضع حدا لبناء القلعة التي ظلت مدة من الزمن نقطة الارتكاز الوحيدة بالنسبة للدولة الصنهاجية وبعد بناء بجاية بقيت المدينة باستمرار في مظهر العاصمة ولكن دورها أصبح ثانوياً

الكتاب

دولة بني حمادـ صفحة رائعة من التاريخ الجزائري
حجم الكتاب
3.692 ك.ب
عدد الصفحات 317 صفحة

صيغة الكتاب  
PDF

اقرأ المزيد

قلعة بني حماد

قلعة بني حماد
تعد قلعة بني حماد عاصمة ثاني دولة تقوم بالمغرب الأوسط (الجزائر) بعد دولة الرستميين الإباضية وتقع على بعد 20كلم شمال مدينة المسيلة ، وقد أسسها حماد بن بلكين بن زيري الصنهاجي البربري ، بعد أن استأثر بولاية الجزائر الشرقية في عهد الدولة الصنهاجية عام 1007 ميلادية ، بنيت القلعة الحصينة على سفح جبل المعاضيد ، وسط سلسلة جبلية وعرة لتكون صعبة المنال غير هينة المسالك ( بين عامي 1007 و 1008 م).




عرفت هذه العاصمة وقلعتها التي لم تصمد منها إلا منارة مسجدها وبعض بقايا أعمدة قاعة الصلاة ، حركة عمرانية نشيطة ، وقد شيدت بهذه العاصمة عدة قصور منها قصر المنار وقصر الملك وقصر السلام وقصر اللؤلؤة.
امتدت رقعة الدولة الحمادية على كل من إقليم الجزائرالحالية تقريبا والمغرب الأقصى وتونس ، وبقيت قلعة بني حماد عاصمة لها إلى غاية سنة 1062م حيث شهدت الدولة أوج توسعها ، ثم راح خامس ملوكها الناصر بن علناس ليقوم بنقل عاصمتها إلى بجاية التي أصبحت بعدها عاصمته الناصرية ، ولتسقط قلعة بني حماد بعدها مع الزحف الهلالي نتيجة نشوب خلافات بين حكامها
عام 1153 ميلادية.


اقرأ المزيد

أرسل أسئلتك في رسالة الآن هنا

http://abdenour-hadji.blogspot.com/

قناتي على اليوتوب

أعلن معنا... إعلانات الآن هنا ...


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More