أ/ التـــــــــــــــــــــــاريخ
الكفـــــــــاءة الشاملة:
في نهاية السنة الرابعة من التعليم المتوسط يكون المتعلم قادرا على تقديم تحليل نقدي للتطورات التاريخية للجزائر منذ الاحتلال الفرنسي إلى يومنا هذا. مستخلصا ما تضمنته المقاومة الوطنية والثورة التحريرية الكبرى من مآثر وبطولات شعبية .
الميــــــــــدان الأول:الوثـــــــائق التاريخية
الكفـــــــــاءة الختامية:
يدرس الوثيقة التاريخية دراسة منهجية باعتبـــــارها من أدوات بناء المعرفة التاريخية (رسائل، معاهدات وبيانات ...).
الــــــوضعية المشكلة الانطـــــــــلاقية الأم :
سمعت مقولة " التاريخ لا يتم إلا بالوثائق"، والوثائق التاريخية لا يمكن دراستها إلا بإتباع منهجية معينة، ومن أهم الوثائق التاريخية التي عرفتها الجزائر خلال الحقبة الإستعماريةرسالة بولينياك الفرنسية ونداء أول نوفمبر 1954م ... إلخ فاستغربت الأمر وقررت أن تبحث في كيفية دراسة الوثائق التاريخية واستخلاص التاريخ منها ، وما هي العلاقة بين تلك الوثيقتين ؟ وما دلالتهما على تاريخ الجزائر المعاصر؟.
الوضعية التعليمية الجزئية1:دراسة الوثائق التاريخية
الوضعية المشكلة الجزئية 1:في زيارة لك لمتحف منطقتك يوم الاحتفال بعيد الاستقلال لفت انتباهك وجـــــــــــود وثائقتاريخية إلى جانب أدوات وأسلحة الثوار... فأخبرك المرشد أنها تعتبر أيضا مصادر للمعلومات. فأردت معرفة المزيد عن الوثائق التاريخية.
1- تعريف الوثيقة التاريخية:
يطلق اسم الوثائق التاريخية على كل وثيقة لها امتداد زمني في الماضي، تساعد على كتابة التاريخ، وتنقسم إلى صنفان: الوثائق الصّامتة والوثائق المكتوبة.
2- أنواع الوثائق التاريخية:
- النصوص المختلفة مثل: ( الجرائد و المجلات...).
- وثائق الأرشيف: ( الرسمي والخاص – الأجنبي والوطني).
- كتب التراجم والسير والأعلام والطبقات والمناقب...
- القصص الشعبية والروايات الشفوية.
- الوثائق السمعية البصرية والوثائق المصورة.
- المعالم الأثرية والمسكوكات والنقوش الصخرية... إلخ
3- خطوات دراسة الوثيقة التاريخية:
عند تحليل أي وثيقة تاريخية لا بد أن نمر بثلاث مراحل هي(التقديم- التحليل- الاستخلاص) نشرحها فيما يلي:
أ- التقديـــــــم: ويتم فيه التعريف بالوثيقة من خلال :
- تحديد مصدر الوثيقة أي نوعها (كتاب، أرشيف، رسالة، بيان...).
- تحديد طبيعة الوثيقة ( رسمية مثل:المعاهدات والقوانين والأوامر والمراسيم، أو غير رسميةمثل: الشهادات الحية والمقالات الصحفية..).
- تحديد اطارها الزماني و المكاني.
- التعريف بصاحب الوثيقة.
ب- التحليل:وهذه أهم مرحلة من خلالها يتم نقد الوثيقة ظاهريا وباطنيا.
ت- الاستخلاص:يتم استخراج المعلومات و الحقائق التاريخية التي تحتوي عليها الوثيقة وتقييمها.
4- منهجية المؤرخ في التعامل مع الوثيقة المكتوبة:
*النقد الوثائقي: (الظاهري/ الخارجي والباطني/ الداخلي).
*التفسير والتأويل التاريخي للوثيقة التاريخية/ النص التاريخي.
5- العلوم المساعدة في تحليل الوثيقة ونقدها:
هناك عدة علوم تساعد في دراسة الوثائق التاريخية مثل : علم المخطوط ، فقه اللغة، علم الوثائق، تحليل الخطاب، اللسانيات، الفقه، الجغرافيا، علم الإجتماع، الاتنوغرافية، علم الآثار ... إلخ.
ادمـــــــاج جــــــــزئـــــــي:
قال ابن خلدون: « اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب، جم الفوائد، شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرتهم، والملوك في دولهم وسياساتهم، وحتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن ترومه أحوال الدين والدنيا فهو محتاج إلى مآخذ متعددة ومعارف متنوعة وحسن نظر وتثبيت يفضيان بصاحبه إلى الحق ويبعدانه عن المزلات و المغالط ...»
عبد الرحمان بن خلدون / مقدمة ابن خلدون/ دار الفكر/ ص23
التعليمة:اعتمادا من مكتسباتك القبلية، وانطلاقا من الوسائل المتوفرة لك: أبرز أهمية الوثائق التاريخية ؟
الوضـــعية التعليمية الجزئية2:دراسة رسالة بولينياك.
الوضعية المشكلة الجزئية 2:بعد تعلمك طريقة دراسة الوثيقة التاريخية، طلب منك أستاذ التاريخ دراسة احدى الوثائق الخطيرة التي تعرف باسم «رسالة بولينياك» ... فهل يمكنك تحليل الوثيقة ونقدها، ثم استخراج الدوافع الحقيقية للإحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830م منها.
1- تقديم رسالة بولينياك:
أ- طبيعة النص :وثيقة رسمية في شكل رسالة دبلوماسية من رئيس وزراء فرنسا بولينياكإلى سفير بلاده في لندن "الدوق دي لافال"
ب- الإطار المكاني :باريس – فرنسا.
ت- الإطار الزماني:12 ماي 1830م.
ث- صاحب النص:رئيس الوزراء الفرنسي بولينياك.
2- تحليل الوثيقة:
أ- أسباب صدور الوثيقة :
- اعلام ملوك وأمراء أوروبا بشأن الحملة وأخذ موافقتهم عليها.
- تبيين أسباب الحملة، وأنها ستنتهي بمجد تحقيق الأهداف ولن تكون استعمارا.
- اظهار فرنسا على أنها دائما تسعى لخدمة المصلحة الأوروبية.
ب- أوضاع الجزائر غداة اصدار الوثيقة:
- تراجع السيادة الجزائرية للبحر المتوسط بعد تحطم أسطولها البحري في معركة نافارين ( يوم 20 أكتوبر 1827م)
- حادثة المروحة (02 أفريل 1827) بسبب رفض فرنسا سداد الدين للجزائر.
- الحصار البحري الفرنسي المفروض على الجزائر منذ03 سنوات.
3- إستخلاص الوثيقة:
أ/ استخلاص الدوافع الحقيقية للإحتلال الفرنسي للجزائر– من رسالة -:
1/ الدوافع تخص فرنسا :
-رغبة فرنسا في الثأر لشرفها بعد حادثة المروحة بين الداي حسين والقنصل الفرنسي يوم (2 أفريل 1827م).
-طمع فرنسا في خيرات الجزائر، ورغبتها في الحصول على تعويضات مالية بعد افلاس خزينتها.
-عدم مقدرة فرنسا على سداد الدين المستحق عليها للجزائر.
-حماية الامتيازات التي تحصلت عليها فرنسا في الجزائر مثل: ( استغلال المرجان في القالة).
-رغبة فرنسا في إلهاء الرأي العام الداخلي، وتصدير مشاكلها إلى الخارج.
2/ دوافع تخص البلاد المسيحية:
- إلغاء نظام الرق ( تجارة العبيد).
- القضاء على القرصنة ( نشاط الأسطول الجزائري بما يعرف بالجهاد البحري).
- تخليص أوروبا من الجزية التي كانت تدفعها للجزائر.
وهنا نستنتج أن الاحتلال الفرنسي للجزائر ما هو إلا امتداد للحروبالصليبية على بلاد الإسلام و المسلمين.
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق