اسمه و كنيته و مولده :
هو الإمام حافظ المذهب المالكي ، حبر تلمسان و فاس ، حجة المغاربة على الأقاليم أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريسي التلمساني الأصل والمنشأ الفاسي الدار والمدفن ، ولد حوالي سنة 834 هـ / 1430 م بقرية من قرى ونشريس بناحية بجاية ( الشرق الجزائري )
طلبه العلم و شيوخه :
حفظ القرآن الكريم في كتاب قريته ، و تعلم مبادئ العربية على يد شيوخها ، و لما لاحظ والده حبه للعلم و اجتهاده في طلبه ، انتقل به الى مدينة تلمسان و كانت اذ ذاك حاضرة العلم و الثقافة ، فأخذ عن علمائها و شيوخها و منهم:
شيخ شيوخ وقته في تلمسان ، الفقيه المفسر، النحوي ابن العباس التلمساني ، محمد بن العباس بن محمد بن عيسى العبادي، أبو عبد الله ( ت 871 هـ ).
أبو الفضل ، قاسم بن سعيد بن محمد العقباني التلمساني المغربي المالكي( ت 854 هـ ) قال عنه أحمد بابا : " شيخ الإسلام ومفتي الأنام الفرد العلامة الحافظ القدوة العارف المجتهد المعمر " ابن سعيد بن محمد العقباني التلمساني قاضي بجاية ، و تلمسان وله في ولاية القضاء مدة تزيد على أربعين سنة ، و هو كبير عائلة العقبانيون العلماء .
و ابنه قاضي الجماعة بتلمسان ابو سالم ابراهيم بن قاسم بن سعيد العقباني ( ت 880 هـ ).
و حفيده القاضي محمد بن احمد بن قاسم بن سعيد العقباني ( ت 871 ).
و محمد بن احمد بن عيسى ابن الجلاب ( ت 875 هـ )
و محمد ابن مرزوق الكفيف ( ت 914 )، وقد وصفه الونشريسي في وفياته : " بالفقيه الحافظ المصقع ،و بالمحدث المسند الراوية " .
أبو زكريا يحيى بن موسى ( ابي عمران )ابن عيسى بن يحي المازوني ( ت 833 هـ / 1478 م ) " فقيه مالكي من اهل مازونة من اعمال وهران ، ولي قضاء بلده ، له " الدرر الكامنة في نوازل مازونة " و هي فتاوي ضخمة في ديوانين في فتاوى معاصريه من أهل تونس و بجاية و الجزائر و تلمسان و غيرهم ، ومنه استمد الونشريسي مع نوازل البرزلي و غيرها ، رحل إلى تلمسان حاضرة بني زيان ، فأصبح احد ابرز وجوهها العلمية في الفقه المالكي .
قال عنه الونشريسي : " الصدر الأوحد العلامة العلم الفضال ذي الخلال السنية ، سني الخصال شيخنا و مفيدنا و ملاذنا و سيدنا ، ومولانا و بركة بلادنا أبي زكريا يحي و هو من العلماء الكبار الذين تناولوا الفتوى ، و أصبحوا مرجعية فقهية ، و لم يتوظف بعلمه عند السلطة ".
الشيخ العالم المحدث أبو عبد الله محمد بن الحسن بن مخلوف الراشدي ( ت 868 هـ ).
المعروف بابركان (يعني الأسود بالبربرية), فقيه مالكي محدث من أهل تلمسان مؤلف : " الزند الواري في ضبط رجال البخاري " و " فتح المبهم في ضبط رجال مسلم." و " المشرع المهيأ في ضبط مشكل رجال الموطأ. " و غيرها .
محنته و سفره الى فاس:
في أول محرم سنة 874 هـ و كان قد بلغ الأربعين من عمره و ذاع صيته في تلمسان و المغرب العربي و اشتهر بعلمه و فقهه و شدته في قول الحق و انه قوال للحق لا تأخذه في الله لومة لائم و ذلك في تيئة انتشرت فيها الاضطرابات و المشاكل السياسية ، فانتشرت
اللصوصية و الظلم و الضرار و تهريب السلاح و المصادمات الجماعية و الاوبئة و المجاعات و نحوها ، و هي الدوافع التي ارغمت الناس على مغادرة منازلهم و اوطانهم ، فالحروب و الغارات لم تسمح للفلاحين بالقيام بزراعة الاوض و توفير الانتاج ، و انعدام الامن و تراخي قبضة السلطان جعلت الناس يفتقدون العدل في الحكم و يعتمدون على انفسهم في نيل حقوقهم ، و هكذا اصبح العلماء و القضاة ، هم الذين يقومون بالسهر على تنفيذ القانون و انى لهم ذلك في مجتمع يسوده الفساد و الاضطراب ، و هكذا تعرض العلماء الى مضايقات الحكام و ظلمهم لصدعهم بكلمة الحق ، و منهم مترجمنا الذي غضب عليه السلطان ابو ثابت الزياني فامر بنهب داره فخرج فارا بدينه و اهله الى مدينة فاس بالمغرب الأقصى
سنة 874 هـ ،
إقامته بمدينة فاس المضيافة:
لما وصل فارا الى مدينة فاس استقبلته هذه البلدة الطيبة استقبالا رائعا ، و لقي من أهلها كل ترحيب و تبجيل ، فقد احتفى به علمائها و فقهائها ، و أقبل عليه العلماء و طلبة العلم ينهلون من دروسه و فقهه ما جعله ينسى غربته ، و يستقر فيها هو و أهله ، حتى وفاته رحمه الله، و بمدينة فاس كان يحضر مجلس القاضي
محمد بن محمد بن عبد الله اليفرني الشهير بالقاضي المكناسي ( ت 917 هـ ) ، كما أخذ العلم عن معاصره
- الامام المسند المحدث المقرئ ابن غازي المكناسي ( ت 919 )، و قد اجازه بجميع مروياته و فهرسته المسماة (التعلل برسوم الإسناد)
وقد قام بتحقيقها الاستاذ محمد الزاهي ، و نشرتها دار المغرب الدار البيضاء: 1399هـ/1979هـ.
و قد ذكره تلميذه الونشريسي في فهرسته فقال عنه :
كان متقدما في الحديث حافظا له واقفا على أحوال رجاله وطبقاتهم ضابطا لذلك كله مقنيا به ذاكرا للسير والمغازي والتواريخ والأدب فاق في ذلك حلة أهل زمانه وألف في الحديث حاشية علي البخاري في أربعة كراريس وهي أنزل تواليفه واستنبط من حديث أبا عمير ما فعل التغير مائتي فائدة وله في التاريخ الروض الهتون وفهرسة شيوخه وكان يسمع في كل شهر رمضان صحيح البخاري قال وبالجملة فهو آخر المقرئين وخاتمة المحدثين" [ عبد الحي الكتاني فهرس الفهارس: (2 / 892)].
و هكذا العالم الحقيقي فان كبر سنه و ما بلغه من علم و فقه لم يمنعاه من طلب العلم و الجلوس للأخذ و التلقى عن العلماء.
و أقبل عليه طلاب العلم يستفيدون من دروسه و مجالسه ، فكان يدرس المدونة و مختصر ابن حاجب الفرعي ،
و علوم العربية من نحو و صرف و بلاغة.
قال المنجور في فهرسته ص 50 : " و كان مشاركا في فنون من العلم حسب ما تظمنت فهرسته .....و كان فصيح اللسان و القلم ، حتى كان بعض من يحضر تدريسه يقول : لو حضر سيبويه لأخذ النحو من فيه ، أو عبارة نحو هذا ".
و اشتهر اكثر ما اشتهر بالفتوى و الفقه ، فكان الناس يقصدونه من كل صوب يستفتونه ، كما راسله العلماء يطلبون منه الافتاء و الرأي.
هو الإمام حافظ المذهب المالكي ، حبر تلمسان و فاس ، حجة المغاربة على الأقاليم أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريسي التلمساني الأصل والمنشأ الفاسي الدار والمدفن ، ولد حوالي سنة 834 هـ / 1430 م بقرية من قرى ونشريس بناحية بجاية ( الشرق الجزائري )
طلبه العلم و شيوخه :
حفظ القرآن الكريم في كتاب قريته ، و تعلم مبادئ العربية على يد شيوخها ، و لما لاحظ والده حبه للعلم و اجتهاده في طلبه ، انتقل به الى مدينة تلمسان و كانت اذ ذاك حاضرة العلم و الثقافة ، فأخذ عن علمائها و شيوخها و منهم:
شيخ شيوخ وقته في تلمسان ، الفقيه المفسر، النحوي ابن العباس التلمساني ، محمد بن العباس بن محمد بن عيسى العبادي، أبو عبد الله ( ت 871 هـ ).
أبو الفضل ، قاسم بن سعيد بن محمد العقباني التلمساني المغربي المالكي( ت 854 هـ ) قال عنه أحمد بابا : " شيخ الإسلام ومفتي الأنام الفرد العلامة الحافظ القدوة العارف المجتهد المعمر " ابن سعيد بن محمد العقباني التلمساني قاضي بجاية ، و تلمسان وله في ولاية القضاء مدة تزيد على أربعين سنة ، و هو كبير عائلة العقبانيون العلماء .
و ابنه قاضي الجماعة بتلمسان ابو سالم ابراهيم بن قاسم بن سعيد العقباني ( ت 880 هـ ).
و حفيده القاضي محمد بن احمد بن قاسم بن سعيد العقباني ( ت 871 ).
و محمد بن احمد بن عيسى ابن الجلاب ( ت 875 هـ )
و محمد ابن مرزوق الكفيف ( ت 914 )، وقد وصفه الونشريسي في وفياته : " بالفقيه الحافظ المصقع ،و بالمحدث المسند الراوية " .
أبو زكريا يحيى بن موسى ( ابي عمران )ابن عيسى بن يحي المازوني ( ت 833 هـ / 1478 م ) " فقيه مالكي من اهل مازونة من اعمال وهران ، ولي قضاء بلده ، له " الدرر الكامنة في نوازل مازونة " و هي فتاوي ضخمة في ديوانين في فتاوى معاصريه من أهل تونس و بجاية و الجزائر و تلمسان و غيرهم ، ومنه استمد الونشريسي مع نوازل البرزلي و غيرها ، رحل إلى تلمسان حاضرة بني زيان ، فأصبح احد ابرز وجوهها العلمية في الفقه المالكي .
قال عنه الونشريسي : " الصدر الأوحد العلامة العلم الفضال ذي الخلال السنية ، سني الخصال شيخنا و مفيدنا و ملاذنا و سيدنا ، ومولانا و بركة بلادنا أبي زكريا يحي و هو من العلماء الكبار الذين تناولوا الفتوى ، و أصبحوا مرجعية فقهية ، و لم يتوظف بعلمه عند السلطة ".
الشيخ العالم المحدث أبو عبد الله محمد بن الحسن بن مخلوف الراشدي ( ت 868 هـ ).
المعروف بابركان (يعني الأسود بالبربرية), فقيه مالكي محدث من أهل تلمسان مؤلف : " الزند الواري في ضبط رجال البخاري " و " فتح المبهم في ضبط رجال مسلم." و " المشرع المهيأ في ضبط مشكل رجال الموطأ. " و غيرها .
محنته و سفره الى فاس:
في أول محرم سنة 874 هـ و كان قد بلغ الأربعين من عمره و ذاع صيته في تلمسان و المغرب العربي و اشتهر بعلمه و فقهه و شدته في قول الحق و انه قوال للحق لا تأخذه في الله لومة لائم و ذلك في تيئة انتشرت فيها الاضطرابات و المشاكل السياسية ، فانتشرت
اللصوصية و الظلم و الضرار و تهريب السلاح و المصادمات الجماعية و الاوبئة و المجاعات و نحوها ، و هي الدوافع التي ارغمت الناس على مغادرة منازلهم و اوطانهم ، فالحروب و الغارات لم تسمح للفلاحين بالقيام بزراعة الاوض و توفير الانتاج ، و انعدام الامن و تراخي قبضة السلطان جعلت الناس يفتقدون العدل في الحكم و يعتمدون على انفسهم في نيل حقوقهم ، و هكذا اصبح العلماء و القضاة ، هم الذين يقومون بالسهر على تنفيذ القانون و انى لهم ذلك في مجتمع يسوده الفساد و الاضطراب ، و هكذا تعرض العلماء الى مضايقات الحكام و ظلمهم لصدعهم بكلمة الحق ، و منهم مترجمنا الذي غضب عليه السلطان ابو ثابت الزياني فامر بنهب داره فخرج فارا بدينه و اهله الى مدينة فاس بالمغرب الأقصى
سنة 874 هـ ،
إقامته بمدينة فاس المضيافة:
لما وصل فارا الى مدينة فاس استقبلته هذه البلدة الطيبة استقبالا رائعا ، و لقي من أهلها كل ترحيب و تبجيل ، فقد احتفى به علمائها و فقهائها ، و أقبل عليه العلماء و طلبة العلم ينهلون من دروسه و فقهه ما جعله ينسى غربته ، و يستقر فيها هو و أهله ، حتى وفاته رحمه الله، و بمدينة فاس كان يحضر مجلس القاضي
محمد بن محمد بن عبد الله اليفرني الشهير بالقاضي المكناسي ( ت 917 هـ ) ، كما أخذ العلم عن معاصره
- الامام المسند المحدث المقرئ ابن غازي المكناسي ( ت 919 )، و قد اجازه بجميع مروياته و فهرسته المسماة (التعلل برسوم الإسناد)
وقد قام بتحقيقها الاستاذ محمد الزاهي ، و نشرتها دار المغرب الدار البيضاء: 1399هـ/1979هـ.
و قد ذكره تلميذه الونشريسي في فهرسته فقال عنه :
كان متقدما في الحديث حافظا له واقفا على أحوال رجاله وطبقاتهم ضابطا لذلك كله مقنيا به ذاكرا للسير والمغازي والتواريخ والأدب فاق في ذلك حلة أهل زمانه وألف في الحديث حاشية علي البخاري في أربعة كراريس وهي أنزل تواليفه واستنبط من حديث أبا عمير ما فعل التغير مائتي فائدة وله في التاريخ الروض الهتون وفهرسة شيوخه وكان يسمع في كل شهر رمضان صحيح البخاري قال وبالجملة فهو آخر المقرئين وخاتمة المحدثين" [ عبد الحي الكتاني فهرس الفهارس: (2 / 892)].
و هكذا العالم الحقيقي فان كبر سنه و ما بلغه من علم و فقه لم يمنعاه من طلب العلم و الجلوس للأخذ و التلقى عن العلماء.
و أقبل عليه طلاب العلم يستفيدون من دروسه و مجالسه ، فكان يدرس المدونة و مختصر ابن حاجب الفرعي ،
و علوم العربية من نحو و صرف و بلاغة.
قال المنجور في فهرسته ص 50 : " و كان مشاركا في فنون من العلم حسب ما تظمنت فهرسته .....و كان فصيح اللسان و القلم ، حتى كان بعض من يحضر تدريسه يقول : لو حضر سيبويه لأخذ النحو من فيه ، أو عبارة نحو هذا ".
و اشتهر اكثر ما اشتهر بالفتوى و الفقه ، فكان الناس يقصدونه من كل صوب يستفتونه ، كما راسله العلماء يطلبون منه الافتاء و الرأي.
تلاميذه :
استفاد من علمه و فقهه و تخرج على يديه عدد من الفقهاء الذين بلغوا درجات عليا في التدريس و القضاء و الفتيا منهم:
- ولده عبد الواحد الونشريسيي ، شهيد المحراب قاضي فاس و مفتيها ( ت 955 هـ )
- محمد بن محمد ابن الغرديس التغلبي قاضي فاس و ابن قاضيها ( ت 976 هـ ) ،
- محمد بن عبد الجبار الورتدغيري المحدث الفقيه ( ت 956 هـ ) ،
- ابن هارون المطغري،أبو الحسن علي بن موسي بن علي ابن موسى بن هارون وبه عرف من مطغرة تلمسان " الإمام العلامة المؤرخ المتفنن مفتي فاس وخطيب جامع القرويين ، توفي بفاس سنة 951 وقد ناف على الثمانين " و غيرهم خلق كثير .
آثاره :
- المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى إفريقية والمغرب.
- إيضاح المسالك الى قواعد الإمام مالك.
- القواعد في الفقه المالكي.
- تعليق على ابن الحاجب.
- المنهج الفائق، والمنهل الرائق في أحكام الوثائق.
- غنية المعاصر والتالي على وثائق الفشتالي.
- اضاءة الحلك في الرد على من أفتى بتضمين الراعي المشترك.
- الولايات في مناصب الحكومة الاسلامية والخطط الشرعية.
- المختصر من أحكام البرزلي.
- الفروق في مسائل الفقه.
و غيرها.
وفاته :
توفي رحمه الله يوم الثلاثاء موفى عشرين من صفر سنة 914 هـ ، وقد ناف عن 80 عاما بمدينة فاس و دفن بها.
كلمة عن موسوعته الفقهية : " المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والمغرب"
هذه الموسوعة الفقهية تقع في 12 مجلدا ، و قد حوت على اجتهادات فقهاء القيروان و بجاية و تلمسان و فاس و مراكش و سبتة و غرناطة و قرطبة و غيرها من عواصم الغرب الاسلامي طوال ثمانية قرون ، و قد التزم فيها الونشريسي الأمانة العلمية و النقل الصادق فكان " يثبت اسماء المفتيين و نصوص الاسئلة الا في حالات نادرة جدا يعتذر فيها عن عدم وقوفه على نص السؤال او يقول سئل فلان عن مسألة او مسائل تظهر من الجواب ، و ياتي بنصوص الاسئلة كما هي و لو انها في الغالب محررة من طرف العوام او اشباه العوام ، و لا تسمح له امانته العلمية بالتصرف فيها او تقويمها ، فتنحرف احيانا عن الاسلوب الفصيح ، فلذلك تجد الكلمات الدارجة و العبارات الملحونة
استغرق فيه نحو ربع قرن من نحو سنة 890 هـ الى سنة وفاته 914 هـ
ليس الونشريسي جامع فتاوي فقط بل هو ناقد بصير ، يقبل و يرد ، يرجح و يضعف ، فتبدئ تعقيباته ب: " قلت " كما ان له فتاويه الخاصة اضافة الى تعقيباته
تتجلى مكانة المعيار في اهتمام الفقهاء به منذ عصر المؤلف الى يومنا هذا حتى انك لا تجد كتابا فقهيا الف بعده الا و فيه نقول منه اة احالات عليه و يزيد من قيمة المعيار اشتماله على تصوص من كتب فقهية اصيلة ضاعت فيما ضاع من كتب التراث في القرون الاخيرة " .
نموذجين من فتاويه - رحمه الله-
1 - في السماع الصوفي ، والرقص، والتواجد:
قال الونشريسي: (حكى عياض عن التنيسي أنه قال: كنا عند مالك وأصحابه حوله، فقال رجل من أهل نصيبين: يا أبا عبد الله، عندنا قوم يقال لهم الصوفية، يأكلون كثيراً، ثم يأخذون في القصائد، ثم يقومون فيرقصون.
فقال مالك: أصبيان هم؟
قال: لا.
قال مالك: أمجانين هم؟
قال: لا، قوم مشايخ، وغير ذلك عقلاء.
فقال مالك: ما سمعت أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا إلا أن يكون مجنوناً أوصبياً.
فهذا بين أنه ليس من شأن الإسلام، ثم يقال: فلو فعلوه على جهة اللعب كما يفعله الصبيان لكان أخف عليهم، مع ما فيه من إسقاط الحشمة، وإذهاب المروءة، وترك هدى أهل الإسلام، وأرباب العقول، لكنهم يفعلونه على جهة التقرب إلى الله والتعبد به، وأن فاعله أفضل من تاركه، هذا أدهى وأمر، حيث يعتقدون أن اللهو واللعب عبادة، وذلك من أعظم البدع المحرمات، الموقعة في الضلالة، الموجبة للنار، والعياذ بالله).
2 - إنتصاب الجاهل للفتوى و التدريس :
" و منها المناكر العظيمة القاصمة للظهور ، المورثة للقبور ، المنجرة بتعاطي الجهال العلم و انتصابهم للفتوى و الطلب و الإلقاء ، فهذا أمر فاشي قد كثرت البلوى به و عمت المصيبة به، و هلكت بسببه الأديان و الأبدان ، و ذلك لما ضاع العلم و قل القائم به و المناضل عنه ، و ذهب أهل التحقيق و التمييز ، فانهمك الناس ، و تعاطى العلم جُهالهم ، و أفْضُوا إلى ما حذر منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في نزع الحقِ (... حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) [ متفق عليه] أعاذنا الله ان نكون منهم ، ووقانا التبعات."
المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى إفريقية والمغرب :( 2 / 502 )
المصادر و المراجع :
- المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى إفريقية والمغرب لأحمد الونشريسي – تحقيق مجموعة من الفقهاء باشراف د. محمد حجي – وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية المملكة المغربية 1981 م.
- شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف.
- معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة ـ دمشق 1957.
- الأعلام خير الدين الزركلي - دار العلم للملايين.
- ابو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائرالثقافي ج 1
- فهرس أحمد المنجور لابي العباس أحمد المنجور الفاسي، تحقيق محمد حجي، نشر دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط: 1396هـ/1976م.
- البستان في ذكر العلماء و الاولياء بتلمسان لابن مريم ، تحقيق ابن شنب – المطبعة الثعالبية 1908 م.
- فهرسة ابن غازي (التعلل برسوم الإسناد) ص 36-37. تحقيق محمد الزاهي، مطبوعات دارالمغرب الدار البيضاء: 1399هـ/1979هـ.
- عبد الحي الكتاني فهرس الفهارس - دار الغرب الإسلامي 1982.
استفاد من علمه و فقهه و تخرج على يديه عدد من الفقهاء الذين بلغوا درجات عليا في التدريس و القضاء و الفتيا منهم:
- ولده عبد الواحد الونشريسيي ، شهيد المحراب قاضي فاس و مفتيها ( ت 955 هـ )
- محمد بن محمد ابن الغرديس التغلبي قاضي فاس و ابن قاضيها ( ت 976 هـ ) ،
- محمد بن عبد الجبار الورتدغيري المحدث الفقيه ( ت 956 هـ ) ،
- ابن هارون المطغري،أبو الحسن علي بن موسي بن علي ابن موسى بن هارون وبه عرف من مطغرة تلمسان " الإمام العلامة المؤرخ المتفنن مفتي فاس وخطيب جامع القرويين ، توفي بفاس سنة 951 وقد ناف على الثمانين " و غيرهم خلق كثير .
آثاره :
- المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى إفريقية والمغرب.
- إيضاح المسالك الى قواعد الإمام مالك.
- القواعد في الفقه المالكي.
- تعليق على ابن الحاجب.
- المنهج الفائق، والمنهل الرائق في أحكام الوثائق.
- غنية المعاصر والتالي على وثائق الفشتالي.
- اضاءة الحلك في الرد على من أفتى بتضمين الراعي المشترك.
- الولايات في مناصب الحكومة الاسلامية والخطط الشرعية.
- المختصر من أحكام البرزلي.
- الفروق في مسائل الفقه.
و غيرها.
وفاته :
توفي رحمه الله يوم الثلاثاء موفى عشرين من صفر سنة 914 هـ ، وقد ناف عن 80 عاما بمدينة فاس و دفن بها.
كلمة عن موسوعته الفقهية : " المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والمغرب"
هذه الموسوعة الفقهية تقع في 12 مجلدا ، و قد حوت على اجتهادات فقهاء القيروان و بجاية و تلمسان و فاس و مراكش و سبتة و غرناطة و قرطبة و غيرها من عواصم الغرب الاسلامي طوال ثمانية قرون ، و قد التزم فيها الونشريسي الأمانة العلمية و النقل الصادق فكان " يثبت اسماء المفتيين و نصوص الاسئلة الا في حالات نادرة جدا يعتذر فيها عن عدم وقوفه على نص السؤال او يقول سئل فلان عن مسألة او مسائل تظهر من الجواب ، و ياتي بنصوص الاسئلة كما هي و لو انها في الغالب محررة من طرف العوام او اشباه العوام ، و لا تسمح له امانته العلمية بالتصرف فيها او تقويمها ، فتنحرف احيانا عن الاسلوب الفصيح ، فلذلك تجد الكلمات الدارجة و العبارات الملحونة
استغرق فيه نحو ربع قرن من نحو سنة 890 هـ الى سنة وفاته 914 هـ
ليس الونشريسي جامع فتاوي فقط بل هو ناقد بصير ، يقبل و يرد ، يرجح و يضعف ، فتبدئ تعقيباته ب: " قلت " كما ان له فتاويه الخاصة اضافة الى تعقيباته
تتجلى مكانة المعيار في اهتمام الفقهاء به منذ عصر المؤلف الى يومنا هذا حتى انك لا تجد كتابا فقهيا الف بعده الا و فيه نقول منه اة احالات عليه و يزيد من قيمة المعيار اشتماله على تصوص من كتب فقهية اصيلة ضاعت فيما ضاع من كتب التراث في القرون الاخيرة " .
نموذجين من فتاويه - رحمه الله-
1 - في السماع الصوفي ، والرقص، والتواجد:
قال الونشريسي: (حكى عياض عن التنيسي أنه قال: كنا عند مالك وأصحابه حوله، فقال رجل من أهل نصيبين: يا أبا عبد الله، عندنا قوم يقال لهم الصوفية، يأكلون كثيراً، ثم يأخذون في القصائد، ثم يقومون فيرقصون.
فقال مالك: أصبيان هم؟
قال: لا.
قال مالك: أمجانين هم؟
قال: لا، قوم مشايخ، وغير ذلك عقلاء.
فقال مالك: ما سمعت أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا إلا أن يكون مجنوناً أوصبياً.
فهذا بين أنه ليس من شأن الإسلام، ثم يقال: فلو فعلوه على جهة اللعب كما يفعله الصبيان لكان أخف عليهم، مع ما فيه من إسقاط الحشمة، وإذهاب المروءة، وترك هدى أهل الإسلام، وأرباب العقول، لكنهم يفعلونه على جهة التقرب إلى الله والتعبد به، وأن فاعله أفضل من تاركه، هذا أدهى وأمر، حيث يعتقدون أن اللهو واللعب عبادة، وذلك من أعظم البدع المحرمات، الموقعة في الضلالة، الموجبة للنار، والعياذ بالله).
2 - إنتصاب الجاهل للفتوى و التدريس :
" و منها المناكر العظيمة القاصمة للظهور ، المورثة للقبور ، المنجرة بتعاطي الجهال العلم و انتصابهم للفتوى و الطلب و الإلقاء ، فهذا أمر فاشي قد كثرت البلوى به و عمت المصيبة به، و هلكت بسببه الأديان و الأبدان ، و ذلك لما ضاع العلم و قل القائم به و المناضل عنه ، و ذهب أهل التحقيق و التمييز ، فانهمك الناس ، و تعاطى العلم جُهالهم ، و أفْضُوا إلى ما حذر منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في نزع الحقِ (... حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) [ متفق عليه] أعاذنا الله ان نكون منهم ، ووقانا التبعات."
المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى إفريقية والمغرب :( 2 / 502 )
المصادر و المراجع :
- المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى إفريقية والمغرب لأحمد الونشريسي – تحقيق مجموعة من الفقهاء باشراف د. محمد حجي – وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية المملكة المغربية 1981 م.
- شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف.
- معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة ـ دمشق 1957.
- الأعلام خير الدين الزركلي - دار العلم للملايين.
- ابو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائرالثقافي ج 1
- فهرس أحمد المنجور لابي العباس أحمد المنجور الفاسي، تحقيق محمد حجي، نشر دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط: 1396هـ/1976م.
- البستان في ذكر العلماء و الاولياء بتلمسان لابن مريم ، تحقيق ابن شنب – المطبعة الثعالبية 1908 م.
- فهرسة ابن غازي (التعلل برسوم الإسناد) ص 36-37. تحقيق محمد الزاهي، مطبوعات دارالمغرب الدار البيضاء: 1399هـ/1979هـ.
- عبد الحي الكتاني فهرس الفهارس - دار الغرب الإسلامي 1982.
0 التعليقات:
إرسال تعليق