بحث حول ولاية الجلفة
التسمية:
اختلف الرواة في سبب تسمية هذه المنطقة بـ «الجلفة»، والراجح أنه قبل إنشاء المدينة، كان سكان المناطق المجاورة ينظمون سوقا أسبوعيّة يقصدونها من كل الجهات والأماكن البعيدة، وترعى مواشيهم في هذه المنطقة المسقيّة بفيضانات الأودية، حيث التربة الخصبة، وبعد جفافها تشكل قشرة (جلاف) ومنها جاءت تسمية الجلفة.
الموقع:
في سفح الأطلس الصحراوي و بمفترق الطرق من الشمال إلى الجنوب، و من الشرق إلى الغرب، تتمركز الجلفة بين أحضــان السهوب الوسطى عند التحام الصحراء بالهضاب العليا و تبعد بحوالي 300 كلم عن الجزائر العاصمة، ومع ذلك يعد جزؤها الجنوبي صحراويا . لذا تشكل همزة وصل بين شمال الجزائر وجنوبها تحد ولاية الجلفة المدية شمالا، و المسيلة شرقا، وتيارت غربا، ولها حدود جنوبية شرقية مع بسكرة و الوادي و ورقلة، ومع الأغواط و غرداية في الجنوب الغربي.
التأسيس:
ظهرت ولاية الجلفة بمقتضى التقسيم الإداري عام 1974 للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، و يبلغ عدد سكانها 940367 نسمة (في 31/12/2005م) و تبلغ الكثافة السكانية 27.8 نسمة/كلم2، وهي تضم 36 بلدية ، و 12 دائرة.
دوائر الجلفة هي: الجلفة، عين وسارة، حاسي بحبح، مسعد، الشارف، دار الشيوخ، الإدريسية، البيرين، فيض البطمة، عين الإبل، حد السحاري، سيدي لعجال.
بلديات الجلفة هي: الجلفة، قطارة، أم العظام، سد رحال، سلمانة، دلدول، عمورة، مسعد، مجلارة، فيض البطمة، زكار، عين الأبل، تعضميت، الدويس، عين الشّهداء، الإدريسية، بن يعقوب، الشارف، القديد، الزعفران، عين معبد، دار الشيوخ، مليليحة، سيدي بايزيد، حاسي العش، حاسي بحبح، فرنيني، بويرة الأحداب، حد السحاري، عين أفقة، عين وسارة، بن نهار، البيرين، الخميس، سيدي لعجال، حاسي فدول.
خريطةالطرق بالجلفة
المساحة:
تتربع على مساحة تقدر بـ: 32256.35 كلم مربع ، و تمثل 1.36 % من المساحة الإجمالية للجزائر،هذه المساحة وهذا الموقع أعطى المنطقة تنوعا طبيعيا، إذ نجد مثلا أنواعا تضاريسية متعددة على امتداد مساحتها الشاسعة . وتغطي الأشجار 150 هكتار من مساحتها (الصنوبر البحري، العرعار…)، بالإضافة إلى أنواع نباتيـة استبسيــــة، مثل الحلفــاء و الشيـــــح، والإكليل…، وهي مورد رئيسي للنباتات السهبية، كما أتاحت الطبيعة الصحراوية جنوب المنطقة وجود الواحات و الحمّادات.
المناخ:
مناخ منطقة الجلفة انتقالي في عمومه، بين مناخ البحر الأبيض المتوسط و المناخ الصحراوي . إذ يتميز بقساوة الطقس في الشتاء وكثرة موجات الصقيع المنتظمة، وبقلة الأمطار وعدم انتظامها وامتداد مدة الجفاف وقصر مدة التساقط.
الجلفة عبر التاريخ:
كان لهذه المنطقة دور حضاري كبير منذ أقدم العصور، حيث عرفت قمة ازدهارها في العهدين النوميدي والروماني، وما بقايا المدن الأثرية المنتشرة في نواحي المنطقة إلا دليل على عراقتها وشاهد على احتضانها لحضارات إنسانية فتحت بها صفحات مشرقة على دروب الحضارة والتمدن، وأضافت للتاريخ تراثا حضاريا وكنوزا أثرية أضحت من أكبر المعاني التي تزخر بها الجزائر، والمتتبع لمراحل تاريخ هذه المنطقة يلاحظ اختلاف وتعاقب الأزمنة عبر ربوعها منذ العصور الغابرة بدءا بالعصور الحجرية القديمة وانتهاء بالفتوحات الإسلامية التي تمت على يد عقبة بن نافع رضي الله عنه ومن جاء بعده فحسب الآثار المكتشفة يرجع الوجود الانساني في منطقة الجلفة إلى مائتي ألف سنة، مثل ما دلّت عليه الشواهد والأحجار المنحوتة من الحصى الصلب والتي تعود إلى العهد الحجري القديم، وقد دلّت هذه الشواهد والآثار كذلك على أن المنطقة ظلّت عامرة، وتمثّل ممرا مهما لعمق الصحراء مثلما تدل على ذلك المواقع الأثرية للفترتين ما قبل التاريخ والفترة الوسيطية بين العصر الحجري القديم والعصر الحجري الجديد، وقد وجدت آثارا في ناحية عمورة التي تبعد عن مقر الولاية بـ 160 كلم تعود إلى 20000 سنة وأخرى في الطبقات الأثرية والملاجئ يعود تاريخها إلى 7000 سنة، وبعكس التجمعات المتأخرة التي تعود إلى الفترة الاستعمارية.
ويرجع تاريخ وجود الإنسان بالمنطقة إلى عصر ما قبل التاريخ فقد تم العثور- منذ بداية القرن العشرين- على نقوش و رسومات صخرية و كتابات ليبية بربرية يعود أقدم تاريخ لهذه الآثار إلى حوالي 9000 سنة قبل الميلاد.
ومن بين المناطق الأثرية:
*منطقة زكار (آثار تاريخية قديمة منذ العهد الروماني).
* منطقة عين الناقة (عثر فيها على أدوات مأخوذة من أحجار صلبة منحوتة بشكل غليظ تعود إلى العهد الحجري، وكتابات بربرية في صافية بوزيان، وكذلك رسومات ضخرية، مثل الحيرمين العتيقين (Les deux Buffles antiques) الضخمين (أكبر هذين الرسمين مساحته 219 سم) ، ويوجد بالمحطة أيضا رسم لفيل كبير ، ورسم لامرأة و رجل يدعيان : العاشقين الخجولين).
* منطقة عين أفقة (مراكز الاتصال، أبراج للمراقبة).
* منطقة (دمد مقابر وأثار رومانية مثل أساسات المدن الموجودة على حواف الوادي).
* منطقة قلتة سطل ( مواقع أثرية، محاجر مائية..)
*منطقة عمورة (بها مجموعة من المغارات والكهوف التي استعملها الإنسان الحجري).
* محطة حصباية: اكتشفت هذه المحطة في عملية عسكرية للفرنسيين أثناء الاحتـلال، و أعيد اكتشافها سنة 1964 من قبل دوفيلاري وبلانشار. تبعد بحوالـي 75 كلما عن مدينةالجلفة جنوبا، حيث نجد نقوشا صخرية لفيلة و أبقار و نعامات و أرانب ورسما لإنسان.
* محطة خنق الهلال: اكتشفها سنة 1966 براتفيال ودوفيلاري. محطة قريبة من عين الإبل، فيها رسم لثـور (حيرم) عتيق ، وكبش تعلوه شبه كرة. ويوجد رسم لأسد كبير لا يظهر ذيله، ويتجه بوجهه إلى اليمين.
الوجود البربري: يرجع التواجد البربري في منطقة الجلفة إلى 1500 فبل الميلاد وكان يتكون من قبائل سنجاس وبني ورة والأغواط وكانت هذه القبائل مستقلة عن إمبراطوريات الشمال إلى غاية سنة 704 وهو التاريخ وهو التاريخ الذي انطلاقا منه اعتنق البربر الإسلام، وتشير الآثار التي وجدت في منطقة الجلفة ونواحيها والمتمثلة في الكتابات البربرية على الصخور والقبور التي على شكل بناءات حجرية مخروطية على التواجد المكثف في مختلف مناطق الجلفة، فعلى مقربة من الرحى التي أنشأها الاستعمار الفرنسي على حافة واد الجلفة عثر على آثار قرية بربرية وقبور على شكل بناءات مخروطية، وعلى غرار مدينة الجلفة عثر كذلك على آثار أخرى في كل من منطقة عمروش، عامرة، دمد، بني حلوان شرق تعضميت.
الوجود الروماني: يمكن القول أن منطقة الجلفة لم تكن من الإمبراطورية الرومانية بالمعنى الصحيح فقد اقتصر التواجد الروماني على بعض المناطق وتمثل ذلك في وجود حاميات وقصور هي عبارة عن محميات وحصون ودورها الرئيسي هو الدفاع والتحصن من الهجمات الخارجية، وقد عثر على عدة منشآت بين مدينتي عين معبد والجلفة تمثل قصورا وبقايا لمدن.
فالوادي الذي يمتد من حجر الملح إلى الجلفة يحوي على جنباته القصور القديمة المدمرة التي من أهمها قصر زميتة وعين ورّو وماخوخ، وفس سلسلة زكار وعلى بعد بضع كيلومترات من القرية، وعلى حافتي وادي الخنق، تم كذلك اكتشاف قصر مهم من الأحجار الجافة محمي بصفة جيدة يتوسط الوادي الذي يؤدي إلى زكار.
أما المنشأة الرومانية بمدينة الجلفة الواقعة في وادها فيحيط بساحتها الداخلية عدة غرف لا تزال واضحة المعالم وجدرانها مبنية من أحجار متزاوجة بشكل متقن، وقد عثر على أجزاء من الآجر والأواني الفخارية، وأجزاء من الأعمدة الحجرية المجلوبة من الجبال المجاورة، وقد وضع الرومان حدودا في الأجزاء الشمالية لمنطقة الجلفة هي جزء من الخط الحدودي لنوميديا، والذي يتكون من حصون وأبراج وعلاوة على الدور الدفاعي لهذه الحصون، فقد كانت تستعمل كقواعد للقيام بغارات نتيجة الضغط الممارس عليها من قبائل المنطقة.
الوجود الإسلامي: الفاتح عقبة بن نافع رضي الله عنه من سنة 706 م الذي حلت جيوشه فاتحة المغرب من القيروان إلى بلاد الزاب التي تحاذي الجلفة، التي هي ارتفعت فيها راية الإسلام، وقد شهدت الجلفة تواجد قبائل بني هلال.
الوجود التركي:تأسس بايلك التيطري في 1547 من طرف حسن باشا بن خير الدين ، و كان حده الجنوبي بوغزول و واد سباو ويسر في الشمال ،و توسعت هذه الحدود إلى غاية الأغواط سنة 1727 ، وبعد العديد من الانتفاضات الشعبية في الجنوب قام باشا الجزائر بتنظيم مدني و عسكري جديد تحول مقر بايلك التيطري بعده إلى المدية ، وتتبع كل قبيلة بالباي عن طريق وسيط وهو شيخ تختاره القبيلة ،و أسسوا سوق القمح بعين الباردة ، حيث يدفع أولاد نايل ضريبة بعد كل شراء للقمح وضريبة سنوية جماعية ، و القبائل التي رفضت عدت قبائل متمردة ، وآثار هذه المرحلة في المنطقة هي : الحصن التركي بعين الإبل.
الجلفة والمقاومة الشعبية:
تمت مبايعة الشيخ الأمير عبد القادر من طرف أولاد نائل وسكان منطقة الجلفة سنة 1837م بالمكان المعروف الكرمونية، أي الكرم والنية وهي من صفاتهم البارزة، فكانوا في طليعة الثائرين، وشاركوا في حصار الأمير الشهير لعين ماضي ضد أحمد التيجاني سنة 1877م، كما ساعدوه في تأديب القبائل الموالية للاستدمار الفرنسي. ومن بين المعارك التي خاضوها تحت لواء الأمير: معركة العين الكحلـة، معركة الخزرة.
الجلفة والثورة التحريرية الكبرى:-
في سنة 1956م عند اندلاع الكفاح المسلح ، وكان عدد سكان الجلفة 10070 ساكن.المنطقة سجلت الحضور في الفعل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي عاشته الجزائر بأكملها ، خاصة أثناء الثورة التحريرية حيث شاركت الولاية السادسة التي تلحق بها المنطقة بقوة و امتياز كجبل بوكحيل الذي كان مسرحا لعدة عمليات عسكرية قامت بها وحدات جيش التحرير الوطني ضد جيش الاحتلال.في سنة 1956م كلف الرائد عمر إدريس وزيان عاشور بالتمركز في جبال بوكحيل وتجنيد المجاهدين، وتدريبهم وتسليحهم، وبعد مؤتمر الصومام أصبحت الجلفة تابعة للمنطقة السادسة، وعين العقيد علي ملاح قائدا لها، وبعد استشهاده عين زيان عاشور خلفا له، وبعد استشهاد ابن المنطقة عين العقيد سي الحواس قائدا لها.
ومن أهم المعارك التي حدثت في المنطقة:
ـ معركة الكرمة 17/18 سبتمبر 1961، قائدها العقيد محمد شعباني.
ـ معركة جريبيع كامتداد للمعركة السابقة.
ـ معركة واد الحصباية شرق جبل حواص يوم 25 سبتمبر 1957.
ـ معركة قادها الرائد عمر إدريس ضد جيش بلونيس الخائن في جانفي 1958 بجبل بحرارة.
الجلفة عادات وتقاليد:
ـ اشتهر أهل المنطقة بكسبهم للخيول وتدليلها والاعتناء بها و تدريبها على الحرب وكانت أكبر مموِّل لجيش الأمير عبد القادر إبان المقاومة الجزائرية للاستدمار الفرنسي.
ـ صناعة الجلود والسروج.
ـ عرفت المنطقة صناعة النسيج منذ العصور القديمة، باستعمال صوف الأغنام والماعز ووبر الإبل، وكانوا ينسجون قطع الخيام[الفليج].وكذا الزرابي، والأفرشة، والملابس كالبرنس الوبري والجلابة [القشابية]والخمري والحايك.
ـ صناعة الحلي.
ـ صناعة الفخار.
ـ من أهم الأكلات المعروفة في المنطقة والتي تشتهر بها الكسكسي، البركوكس، الرفيس، البغرير، الفطير…
هذا ومما يعرف عن أهلها أنّهم أهل جود وكرم وسخاء، وأهل شجاعة وغيرة ووفاء، وأهل محبة وإخلاص وحياء .
العمران في ولاية الجلفة :
بالرغم من حداثة مدينة الجلفة إلا أنها تملك تراثا زاخرا، يقارب ما تحويه المدن العتيدة في الجزائر، فالزائر للمدينة يقف أمام عدد من الأبنية المحافظة على جوهرها والشاهدة على تاريخ المدينة، كدار البارود، البريد الرئيسي، مسجد بن دنيدينة، السوق بوسط المدينة، المتحف (الكنيسة سابقا)،مسجد سي أحمد بن الشريف، مسجد العتيد بالشارف،جامع الراس بمسعد، جامع سي بلقاسم بلحرش (البرج) أقدم مسجد بالمنطقة الذي يرجع بناءه الى سنة 1877، ما يعني مرور مئة وثلاثين سنة على تشييده…
التنمية في ولاية الجلفة :
هذا و قد أصبحت الجلفة مركزا اقتصاديـــــا و تجاريا هاما، باعتبارها منطقة عبور بين مختلف مناطق الوطن لوجود شبكة هامة من الطرقات حيث يمر عليها الطريق الوطني رقم 01،04،28. بما أهلها لتكون منطقة تجارية جد نشطة ، وتوجد بها مجموعة من المنشآت الاقتصادية كالغاز الطبيعي وخطوط نقل الطاقة الكهربائية والسد الأخضـر. و النشاط الغالب لسكانها المحليين هـــو الفلاحة و خاصة تربية الماشيــة ( الأغنام ) فهي العمود الفقري للنشاط الاقتصادي للمنطقة، بالإضافة إلى المؤهلات و المواقع السياحية (الطبيعية والتاريخية)والحمامات المتواجدة بها.
و في المدة الأخيرة تشهد ولاية الجلفة بصفة عامة نشاطا تنمويا معتبرا في المجالات التنموية المختلفة الاقتصادية و الفلاحية و الاجتماعية و الخدماتية في إطار برنامج التنمية للجمهورية و البرنامج الخاص بولايات الجنوب، لإعادة هيكلة القطاعات و تحسين أداء الخدمات للمرافق العمومية لتحقيـق المردوديـة الأفضل .. و فتح مناصب شغل لامتصاص البطالـــة و تنشيط دواليب الاقتصاد الوطني.
بالإضافة إلى التوسع العمراني الذي عرف تسارعا كبيرا جدا بالنظر إلى الزيادة السكانية والنزوح الريفي، وهذا وتحتوي الجلفة على قطب جامعي هام من خلال عدد الطلبة والأساتذة والتخصصات المتنوعة، والمعاهد التي بنيت بشكل عمراني جميل والمكتبة المركزية.
التسمية:
اختلف الرواة في سبب تسمية هذه المنطقة بـ «الجلفة»، والراجح أنه قبل إنشاء المدينة، كان سكان المناطق المجاورة ينظمون سوقا أسبوعيّة يقصدونها من كل الجهات والأماكن البعيدة، وترعى مواشيهم في هذه المنطقة المسقيّة بفيضانات الأودية، حيث التربة الخصبة، وبعد جفافها تشكل قشرة (جلاف) ومنها جاءت تسمية الجلفة.
الموقع:
في سفح الأطلس الصحراوي و بمفترق الطرق من الشمال إلى الجنوب، و من الشرق إلى الغرب، تتمركز الجلفة بين أحضــان السهوب الوسطى عند التحام الصحراء بالهضاب العليا و تبعد بحوالي 300 كلم عن الجزائر العاصمة، ومع ذلك يعد جزؤها الجنوبي صحراويا . لذا تشكل همزة وصل بين شمال الجزائر وجنوبها تحد ولاية الجلفة المدية شمالا، و المسيلة شرقا، وتيارت غربا، ولها حدود جنوبية شرقية مع بسكرة و الوادي و ورقلة، ومع الأغواط و غرداية في الجنوب الغربي.
التأسيس:
ظهرت ولاية الجلفة بمقتضى التقسيم الإداري عام 1974 للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، و يبلغ عدد سكانها 940367 نسمة (في 31/12/2005م) و تبلغ الكثافة السكانية 27.8 نسمة/كلم2، وهي تضم 36 بلدية ، و 12 دائرة.
دوائر الجلفة هي: الجلفة، عين وسارة، حاسي بحبح، مسعد، الشارف، دار الشيوخ، الإدريسية، البيرين، فيض البطمة، عين الإبل، حد السحاري، سيدي لعجال.
بلديات الجلفة هي: الجلفة، قطارة، أم العظام، سد رحال، سلمانة، دلدول، عمورة، مسعد، مجلارة، فيض البطمة، زكار، عين الأبل، تعضميت، الدويس، عين الشّهداء، الإدريسية، بن يعقوب، الشارف، القديد، الزعفران، عين معبد، دار الشيوخ، مليليحة، سيدي بايزيد، حاسي العش، حاسي بحبح، فرنيني، بويرة الأحداب، حد السحاري، عين أفقة، عين وسارة، بن نهار، البيرين، الخميس، سيدي لعجال، حاسي فدول.
خريطةالطرق بالجلفة
المساحة:
تتربع على مساحة تقدر بـ: 32256.35 كلم مربع ، و تمثل 1.36 % من المساحة الإجمالية للجزائر،هذه المساحة وهذا الموقع أعطى المنطقة تنوعا طبيعيا، إذ نجد مثلا أنواعا تضاريسية متعددة على امتداد مساحتها الشاسعة . وتغطي الأشجار 150 هكتار من مساحتها (الصنوبر البحري، العرعار…)، بالإضافة إلى أنواع نباتيـة استبسيــــة، مثل الحلفــاء و الشيـــــح، والإكليل…، وهي مورد رئيسي للنباتات السهبية، كما أتاحت الطبيعة الصحراوية جنوب المنطقة وجود الواحات و الحمّادات.
المناخ:
مناخ منطقة الجلفة انتقالي في عمومه، بين مناخ البحر الأبيض المتوسط و المناخ الصحراوي . إذ يتميز بقساوة الطقس في الشتاء وكثرة موجات الصقيع المنتظمة، وبقلة الأمطار وعدم انتظامها وامتداد مدة الجفاف وقصر مدة التساقط.
الجلفة عبر التاريخ:
كان لهذه المنطقة دور حضاري كبير منذ أقدم العصور، حيث عرفت قمة ازدهارها في العهدين النوميدي والروماني، وما بقايا المدن الأثرية المنتشرة في نواحي المنطقة إلا دليل على عراقتها وشاهد على احتضانها لحضارات إنسانية فتحت بها صفحات مشرقة على دروب الحضارة والتمدن، وأضافت للتاريخ تراثا حضاريا وكنوزا أثرية أضحت من أكبر المعاني التي تزخر بها الجزائر، والمتتبع لمراحل تاريخ هذه المنطقة يلاحظ اختلاف وتعاقب الأزمنة عبر ربوعها منذ العصور الغابرة بدءا بالعصور الحجرية القديمة وانتهاء بالفتوحات الإسلامية التي تمت على يد عقبة بن نافع رضي الله عنه ومن جاء بعده فحسب الآثار المكتشفة يرجع الوجود الانساني في منطقة الجلفة إلى مائتي ألف سنة، مثل ما دلّت عليه الشواهد والأحجار المنحوتة من الحصى الصلب والتي تعود إلى العهد الحجري القديم، وقد دلّت هذه الشواهد والآثار كذلك على أن المنطقة ظلّت عامرة، وتمثّل ممرا مهما لعمق الصحراء مثلما تدل على ذلك المواقع الأثرية للفترتين ما قبل التاريخ والفترة الوسيطية بين العصر الحجري القديم والعصر الحجري الجديد، وقد وجدت آثارا في ناحية عمورة التي تبعد عن مقر الولاية بـ 160 كلم تعود إلى 20000 سنة وأخرى في الطبقات الأثرية والملاجئ يعود تاريخها إلى 7000 سنة، وبعكس التجمعات المتأخرة التي تعود إلى الفترة الاستعمارية.
ويرجع تاريخ وجود الإنسان بالمنطقة إلى عصر ما قبل التاريخ فقد تم العثور- منذ بداية القرن العشرين- على نقوش و رسومات صخرية و كتابات ليبية بربرية يعود أقدم تاريخ لهذه الآثار إلى حوالي 9000 سنة قبل الميلاد.
*منطقة زكار (آثار تاريخية قديمة منذ العهد الروماني).
* منطقة عين الناقة (عثر فيها على أدوات مأخوذة من أحجار صلبة منحوتة بشكل غليظ تعود إلى العهد الحجري، وكتابات بربرية في صافية بوزيان، وكذلك رسومات ضخرية، مثل الحيرمين العتيقين (Les deux Buffles antiques) الضخمين (أكبر هذين الرسمين مساحته 219 سم) ، ويوجد بالمحطة أيضا رسم لفيل كبير ، ورسم لامرأة و رجل يدعيان : العاشقين الخجولين).
* منطقة عين أفقة (مراكز الاتصال، أبراج للمراقبة).
* منطقة (دمد مقابر وأثار رومانية مثل أساسات المدن الموجودة على حواف الوادي).
* منطقة قلتة سطل ( مواقع أثرية، محاجر مائية..)
*منطقة عمورة (بها مجموعة من المغارات والكهوف التي استعملها الإنسان الحجري).
* محطة حصباية: اكتشفت هذه المحطة في عملية عسكرية للفرنسيين أثناء الاحتـلال، و أعيد اكتشافها سنة 1964 من قبل دوفيلاري وبلانشار. تبعد بحوالـي 75 كلما عن مدينةالجلفة جنوبا، حيث نجد نقوشا صخرية لفيلة و أبقار و نعامات و أرانب ورسما لإنسان.
* محطة خنق الهلال: اكتشفها سنة 1966 براتفيال ودوفيلاري. محطة قريبة من عين الإبل، فيها رسم لثـور (حيرم) عتيق ، وكبش تعلوه شبه كرة. ويوجد رسم لأسد كبير لا يظهر ذيله، ويتجه بوجهه إلى اليمين.
الوجود الروماني: يمكن القول أن منطقة الجلفة لم تكن من الإمبراطورية الرومانية بالمعنى الصحيح فقد اقتصر التواجد الروماني على بعض المناطق وتمثل ذلك في وجود حاميات وقصور هي عبارة عن محميات وحصون ودورها الرئيسي هو الدفاع والتحصن من الهجمات الخارجية، وقد عثر على عدة منشآت بين مدينتي عين معبد والجلفة تمثل قصورا وبقايا لمدن.
فالوادي الذي يمتد من حجر الملح إلى الجلفة يحوي على جنباته القصور القديمة المدمرة التي من أهمها قصر زميتة وعين ورّو وماخوخ، وفس سلسلة زكار وعلى بعد بضع كيلومترات من القرية، وعلى حافتي وادي الخنق، تم كذلك اكتشاف قصر مهم من الأحجار الجافة محمي بصفة جيدة يتوسط الوادي الذي يؤدي إلى زكار.
أما المنشأة الرومانية بمدينة الجلفة الواقعة في وادها فيحيط بساحتها الداخلية عدة غرف لا تزال واضحة المعالم وجدرانها مبنية من أحجار متزاوجة بشكل متقن، وقد عثر على أجزاء من الآجر والأواني الفخارية، وأجزاء من الأعمدة الحجرية المجلوبة من الجبال المجاورة، وقد وضع الرومان حدودا في الأجزاء الشمالية لمنطقة الجلفة هي جزء من الخط الحدودي لنوميديا، والذي يتكون من حصون وأبراج وعلاوة على الدور الدفاعي لهذه الحصون، فقد كانت تستعمل كقواعد للقيام بغارات نتيجة الضغط الممارس عليها من قبائل المنطقة.
الوجود الإسلامي: الفاتح عقبة بن نافع رضي الله عنه من سنة 706 م الذي حلت جيوشه فاتحة المغرب من القيروان إلى بلاد الزاب التي تحاذي الجلفة، التي هي ارتفعت فيها راية الإسلام، وقد شهدت الجلفة تواجد قبائل بني هلال.
الوجود التركي:تأسس بايلك التيطري في 1547 من طرف حسن باشا بن خير الدين ، و كان حده الجنوبي بوغزول و واد سباو ويسر في الشمال ،و توسعت هذه الحدود إلى غاية الأغواط سنة 1727 ، وبعد العديد من الانتفاضات الشعبية في الجنوب قام باشا الجزائر بتنظيم مدني و عسكري جديد تحول مقر بايلك التيطري بعده إلى المدية ، وتتبع كل قبيلة بالباي عن طريق وسيط وهو شيخ تختاره القبيلة ،و أسسوا سوق القمح بعين الباردة ، حيث يدفع أولاد نايل ضريبة بعد كل شراء للقمح وضريبة سنوية جماعية ، و القبائل التي رفضت عدت قبائل متمردة ، وآثار هذه المرحلة في المنطقة هي : الحصن التركي بعين الإبل.
الجلفة والمقاومة الشعبية:
تمت مبايعة الشيخ الأمير عبد القادر من طرف أولاد نائل وسكان منطقة الجلفة سنة 1837م بالمكان المعروف الكرمونية، أي الكرم والنية وهي من صفاتهم البارزة، فكانوا في طليعة الثائرين، وشاركوا في حصار الأمير الشهير لعين ماضي ضد أحمد التيجاني سنة 1877م، كما ساعدوه في تأديب القبائل الموالية للاستدمار الفرنسي. ومن بين المعارك التي خاضوها تحت لواء الأمير: معركة العين الكحلـة، معركة الخزرة.
الجلفة والثورة التحريرية الكبرى:-
في سنة 1956م عند اندلاع الكفاح المسلح ، وكان عدد سكان الجلفة 10070 ساكن.المنطقة سجلت الحضور في الفعل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي عاشته الجزائر بأكملها ، خاصة أثناء الثورة التحريرية حيث شاركت الولاية السادسة التي تلحق بها المنطقة بقوة و امتياز كجبل بوكحيل الذي كان مسرحا لعدة عمليات عسكرية قامت بها وحدات جيش التحرير الوطني ضد جيش الاحتلال.في سنة 1956م كلف الرائد عمر إدريس وزيان عاشور بالتمركز في جبال بوكحيل وتجنيد المجاهدين، وتدريبهم وتسليحهم، وبعد مؤتمر الصومام أصبحت الجلفة تابعة للمنطقة السادسة، وعين العقيد علي ملاح قائدا لها، وبعد استشهاده عين زيان عاشور خلفا له، وبعد استشهاد ابن المنطقة عين العقيد سي الحواس قائدا لها.
ومن أهم المعارك التي حدثت في المنطقة:
ـ معركة الكرمة 17/18 سبتمبر 1961، قائدها العقيد محمد شعباني.
ـ معركة جريبيع كامتداد للمعركة السابقة.
ـ معركة واد الحصباية شرق جبل حواص يوم 25 سبتمبر 1957.
ـ معركة قادها الرائد عمر إدريس ضد جيش بلونيس الخائن في جانفي 1958 بجبل بحرارة.
الجلفة عادات وتقاليد:
ـ اشتهر أهل المنطقة بكسبهم للخيول وتدليلها والاعتناء بها و تدريبها على الحرب وكانت أكبر مموِّل لجيش الأمير عبد القادر إبان المقاومة الجزائرية للاستدمار الفرنسي.
ـ صناعة الجلود والسروج.
ـ عرفت المنطقة صناعة النسيج منذ العصور القديمة، باستعمال صوف الأغنام والماعز ووبر الإبل، وكانوا ينسجون قطع الخيام[الفليج].وكذا الزرابي، والأفرشة، والملابس كالبرنس الوبري والجلابة [القشابية]والخمري والحايك.
ـ صناعة الحلي.
ـ صناعة الفخار.
ـ من أهم الأكلات المعروفة في المنطقة والتي تشتهر بها الكسكسي، البركوكس، الرفيس، البغرير، الفطير…
هذا ومما يعرف عن أهلها أنّهم أهل جود وكرم وسخاء، وأهل شجاعة وغيرة ووفاء، وأهل محبة وإخلاص وحياء .
العمران في ولاية الجلفة :
بالرغم من حداثة مدينة الجلفة إلا أنها تملك تراثا زاخرا، يقارب ما تحويه المدن العتيدة في الجزائر، فالزائر للمدينة يقف أمام عدد من الأبنية المحافظة على جوهرها والشاهدة على تاريخ المدينة، كدار البارود، البريد الرئيسي، مسجد بن دنيدينة، السوق بوسط المدينة، المتحف (الكنيسة سابقا)،مسجد سي أحمد بن الشريف، مسجد العتيد بالشارف،جامع الراس بمسعد، جامع سي بلقاسم بلحرش (البرج) أقدم مسجد بالمنطقة الذي يرجع بناءه الى سنة 1877، ما يعني مرور مئة وثلاثين سنة على تشييده…
التنمية في ولاية الجلفة :
هذا و قد أصبحت الجلفة مركزا اقتصاديـــــا و تجاريا هاما، باعتبارها منطقة عبور بين مختلف مناطق الوطن لوجود شبكة هامة من الطرقات حيث يمر عليها الطريق الوطني رقم 01،04،28. بما أهلها لتكون منطقة تجارية جد نشطة ، وتوجد بها مجموعة من المنشآت الاقتصادية كالغاز الطبيعي وخطوط نقل الطاقة الكهربائية والسد الأخضـر. و النشاط الغالب لسكانها المحليين هـــو الفلاحة و خاصة تربية الماشيــة ( الأغنام ) فهي العمود الفقري للنشاط الاقتصادي للمنطقة، بالإضافة إلى المؤهلات و المواقع السياحية (الطبيعية والتاريخية)والحمامات المتواجدة بها.
و في المدة الأخيرة تشهد ولاية الجلفة بصفة عامة نشاطا تنمويا معتبرا في المجالات التنموية المختلفة الاقتصادية و الفلاحية و الاجتماعية و الخدماتية في إطار برنامج التنمية للجمهورية و البرنامج الخاص بولايات الجنوب، لإعادة هيكلة القطاعات و تحسين أداء الخدمات للمرافق العمومية لتحقيـق المردوديـة الأفضل .. و فتح مناصب شغل لامتصاص البطالـــة و تنشيط دواليب الاقتصاد الوطني.
بالإضافة إلى التوسع العمراني الذي عرف تسارعا كبيرا جدا بالنظر إلى الزيادة السكانية والنزوح الريفي، وهذا وتحتوي الجلفة على قطب جامعي هام من خلال عدد الطلبة والأساتذة والتخصصات المتنوعة، والمعاهد التي بنيت بشكل عمراني جميل والمكتبة المركزية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق