ابحث عن موضوعك في موقعي هنا

||

ترجمة/Translate

الأحد، 17 نوفمبر 2013

ولاية الجزائر

الجَزَائِـرالعاصمةالسياسية والاقتصادية للجمهورية الجزائرية، وإحدى أهم الحواضر في إفريقيا والعالمالعربي. بلغ عدد سكانها 2,168,000 نسمة (المنطقة الحضرية 3,702,000 نسمة) عام 1995م، وتمتد على مساحة 67,640 هكتارًا.
جغرافية العاصمة
تقع مدينة الجزائر على خط عرض 6 َ4 ، 36° شمالاً، وخط طول 3 َ5,3 ° إلى الشرق منخط جرينيتش، وتتميز بموقعها البري والبحري الممتاز؛ فهي تقع على حافة السفوحالشمالية الشرقية لجبل بوزريعة، المطل على البحر المتوسط، والذي يحميها من الرياحالشمالية، والشمالية الغربية. يمتد خليجها من رأس الرّيس حميدو، إلى رأس تمنفوست،في شكل قوس طوله 31كم. كما تنتهي إليها أهم الطرق البرية والحديدية في البلاد.
ويُطلق على الجزائر العاصمة، حسب اختلاف النطاقات الحضرية، عدة مصطلحات هي:
الجزائر الكبرى. وتضم الكتلة العمرانية التابعة إداريًالولاية العاصمة، باستثناء بلديات باب الزوار وبرج الكيفان والدار البيضاء وبئر خادموبني مسوس.
التجمع الحضري للعاصمة. ويضم الامتدادات العمرانيةالمتكاملة والمتلاحمة، من حيث البناء، رغم انتهاء بعض أجزائها إلى ولايات بومرداسوتيبازة والبليدة، ويبلغ عدد سكانها مليونين ونصف المليون نسمة.
النطاق الإقليمي للجزائر العاصمة. ويشمل كل الامتداداتالعمرانية، الممتدة شرقًا إلى ولاية بو مرداس، وجنوبًا إلى ولاية البليدة، وغربًاإلى ولاية تيبازة، وهي تمثل نطاق الضواحي الحضرية للعاصمة، ويبلغ عدد سكانها أربعةملايين نسمة.
وتمثل العاصمة الجزائرية، بحكم موقعها البحري، كل مميزات مناخ البحر المتوسط،حيث يمتاز مناخها بالاعتدال، فهو أقرب إلى الدفء منه إلى البرودة شتاءً، حيث لاتنخفض درجة الحرارة إلى مادون الصفر إلا نادرا (متوسط حرارة يناير 15°م). أما فصلالصيف، فتغلب عليه الحرارة التي يمكن تحملها بارتياح، نظرا للرطوبة الجوية المنخفضةوهبوب نسيم البحر الذي يلطف الطقس (متوسط حرارة أغسطس 24°م).
وتهب الرياح شتاءً من الشمال والغرب، والشمال الغربي، وهي تحمل الأمطار الغزيرة،حيث يتساقط على العاصمة 718 ملم في السنة، يسقط معظمها في الشتاء والخريف، ويزيدعدد الأيام الممطرة عن 100 يوم في السنة، وفي الصيف تهب الرياح من الشرق والجنوب،وهي رياح جافة، فترتفع درجة الحرارة.
السكان. معظم سكان مدينة الجزائر مسلمون. تبلورت شخصيتهممن خلال تراث الحضارات المتنوعة التي تعاقبت على المدينة، والتي تدعَّمت وتعمَّقتبأصالة الدين الإسلامي والثقافة العربية. بقيت العاصمة الجزائرية محتفظة بالمسحةالتاريخية لمظهرها الحضري القديم في منطقة القصبة التي تضم أهم المواقع، والعمائرالتاريخية، والمتاحف الزاخرة بالكنوز الثمينة، والقصور الأثرية والمناطق السياحيةوالأسواق الشعبية العامرة.
وتبلغ مساحة حي القصبة العتيق ـ النواة التاريخية للعاصمة ـ 36 هكتارًا، وهويمثل أحد عطاءات التاريخ والحاضر والمستقبل، رغم تعرض الكثير من معالمه للهدموالتخريب إبان فترة الاحتلال الفرنسي للمدينة.
وقد سُجلت القصبة من طرفمنظمة اليونسكوفي دورتها السابعة عشرةبسانتافيبالولايات المتحدة الأمريكية عام 1993م، لكونها تراثًا إنسانيًايهم العالم، وجزءًا من شواهد التاريخ الحي للبشرية.
ويضم حي القصبة العديد من العمائرالتاريخية المهمة، منها مسجد الجامع الكبيرالذي يمثل إحدى روائع العمارة الإسلامية، ونموذجًا مشرفًا للحضارة الإسلامية. بناهيوسف بن تاشفين عام 1097م ومازال يحمل مشعل العلم ورسالة الثقافة والدين حتىاليوم.
ويوجد بالعاصمة أيضًا الجامع الجديد الذي بُني عام 1660م، ومسجد كتشاوة الذي بنيعام 1794م، وهما يعبّران عن آيات فنية ومعمارية رائعة.
أما القسم الحديث من العاصمة، فتلتقي فيه مختلف ألوان العمارة الحديثة التي يغلبعليها الطابع الأوروبي في تناسق بديع بعماراته الشاهقة التي تتخللها الشوارعالواسعة والحدائق الغناء التي صممها المهندس العالميأوسكار نيمار، والتيتتكامل مع العمران الحديث للعاصمة بعد الاستقلال.

تمتاز العاصمة الجزائرية، من بين عواصم البحر الأبيض المتوسط بلون مبانيهاوتشكيلاتها المعمارية التي يغلب عليها اللون الأبيض، ولذلك تُسمى باسمالجزائرالبيضاءأوالبهجة؛ لأنها تبدو للناظر وكأنها شلالات من المنازل البيضاءالمتدفقة من علٍ، إلى البحر الأبيض المتوسط.
وقد أولت الدولة الجزائرية اهتمامًا خاصًا بالعاصمة باعتبارها واجهة البلاد،ورصدت لها إمكانات ضخمة حتى ترقى إلى المستوى الذي يتفق مع ثقلها السياسيوالاجتماعي والاقتصادي ومكانتها الدولية.
العمران الحديث
أنجز بعض أهم المشاريع العمرانية التي تهدف إلى تطوير ورفع المستوى الحضاريللعاصمة وتوفير سبل الحياة العصرية لسكانها وزوارها، وبعضها مازال قيد الإنجاز. نذكررياض الفتح؛ وهو مُجمع ثقافي تجاري، بُنِي على أحدث الطرز العالميةفزُود بكل التجهيزات والكماليات التي تضمن الأمن والراحة والتقنية العصرية. يضم هذاالمجمع عددًا من المنشآت الثقافية والفنية الراقية، كمقام الشهيد ـ وهو تحفةمعمارية فريدة ـ ومتحف الجهاد ومتحف الجيش الوطني وأروقة للصناعات التقليديةوالحرف، ودورًا للسينما والمسرح، والقاعات التجارية المتخصصة وساحات اللعبوالترويح.
مشروع الحامة. من أهم وأضخم مشاريع تخطيط العاصمة، فهوينافس من حيث ضخامته وتفصيلاته، أهم الإنجازات المعمارية في كبريات العواصمالعالمية. ويُخطط لهذا المشروع الذي تم إنجاز نصفه تقريبًا، أن يشكل عند الانتهاءمن تنفيذه مركز الأعمال الجديد للعاصمة الجزائرية. يضم فنادق من الطراز العالمي،ومكتبة وطنية تتسع لـ 4,000 قارئ وعشرة ملايين كتاب، وقصرًا للمؤتمرات بـ 5,000مقعد، ومركزًا تجاريًا عصريًا على أحدث النظم والمقاييس العالمية، ومقر البرلمان،وعددا من الأبراج المخصصة للسكن والأعمال الحرة.
مترو العاصمة. يمتد مترو العاصمة على طول 12,5كم ويضم 16محطة، وينطلق من واديقريشإلى باش جرح مرورًا بوسط العاصمة، ومقرر إنجازه كليًاعام 2000م.
وتعاني العاصمة الجزائرية ـ بفعل مركزها الوطني ـ من عدة مشكلات تتصدرها مشكلةالإسكان؛ حيث تقدر الفجوة الإسكانية فيها بنحو 38 ألف وحدة، إذ يعيش نحو 10,663عائلة في مساكن عشوائية. ويبلغ متوسط إشغال المسكن سبعة أفراد. كما تعاني العاصمةمن مشكلة الازدحام والاختناق في المرور والنقل. وقد بُذلت في السنوات العشر الأخيرةجهودٌ جبارة للتخفيف من حدة هذه المشكلة، حيث تم إنشاء 124كم من الطرق السريعة التيأصبحت توفر ـ إلى جانب 215كم من الطرق الوطنية الجيدة ـ سهولة كبيرة للمرور.


المراكز الثقافية. تضم العاصمة الجزائرية مؤسسات تعليميةوثقافية ذات سمعة عالمية كجامعة الجزائر، إحدى أقدم جامعات إفريقيا والعالم العربيفقد تأسست عام 1859م، وجامعة العلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، ومعاهد عليا متخصصةعديدة. كما توجد فيها العديد من المتاحف من أهمها المتحف الوطني للفنون الجميلةبالحامة، ومتحف باردو للتراث الإسلامي، ومتحف ما قبل التاريخ، ومتحف الفنونوالتقاليد الشعبية ومتحف الطفولة. كما توجد بها الدار الوطنية للمحفوظات (الأرشيف)،والعديد من دور الثقافة والمسارح والسينما والمراكز الثقافية الأجنبية.
كما تضم الجزائر العاصمة أضخم وأهم النوادي الرياضية في إفريقيا، وهو ناديمجويلية (محمد بوضياف)، الذي يشتمل على العديد من الملاعب والقاعات المغلقةوالمسابح، فضلا عن فندق ومعهد عالٍ للطب الرياضي.
الاقتصاد
تحتكر العاصمة الجزائرية الدور الرئيسي في النشاط الاقتصادي للبلاد؛ حيث تشرفعلى معظم القطاعات الحيوية، وذلك بفضل مينائها الذي يغطي 4% من حركة النشاط البحريالاقتصادي في الجزائر. كما تتركز فيها مراكز اتخاذ القرار التي تهيمن على سيرالاقتصاد الوطني، كالوزارات ومقر الحكومة، والمراكز الرئيسية للشركات والمصارفوبيوت الخبرة.
ويتركز بالعاصمة العديد من الصناعات وخصوصًا في منطقة رويبة رغاية، على مساحة 800 هكتار، وبها 30 وحدة صناعية كبرى، أهمها مصانع الحافلات والشاحنات والمركباتالصناعية والصناعات الكيميائية والإسمنت والصناعات الغذائية وصناعة الملابسوالأحذية. وهذه الصناعات تستوعب ما يزيد على50 ألف عامل.
وتشكل السياحة رافدًا مهمًا لاقتصاديات المدينة؛ حيث تمتد على طول شواطئهاالعديد من المنتجعات السياحية ذات السمعة العالمية، كنادي الصنوبر وزرالده وسيديفرج.
نبذة تاريخية
تُعدّ الجزائر العاصمة من أعرق المدن في العالم العربي والبحرالأبيض المتوسط،وتمتد جذورها ضاربة في أعماق التاريخ. وحتى ندرك بعض جوانب عظمة هذه المدينةالعريقة؛ نعود إلى بدايات قيام هذه الحاضرة الزاهرة. فقد أوحى اسم هذه المدينةأفكارًا وأراء كثيرة ومتناقضة، حيث يرى بعض المؤرخين، أن رحلة مدينة الجزائر معالتاريخ تبدأ في العصور القديمة، حيث كانت تقوم مقام العاصمة الحالية، مدينة تسمىأرغل؛ أي المكان المستور العميق. وصلها الفينيقيون عام 880 ق.م حيث رسواهناك وسكنوا المنطقة وأقاموا مستعمرة تجارية أطلقوا عليها اسمأسكوريم.
وتختلف الأراء في تفسير هذا الاسم، فمنهم من يرى أن معناها الجزائر، أي جمعجزيرة، ومنهم من يرى، أن الاسم يتكون من كلمتين معناهما جزيرة الأشواك، بينما يذهببعضهم الآخر إلى أنها تعني رقم 20 معتمدين في ذلك على الأسطورة القائلة، بأن هرقلبن جوبتر، مرّ مع رفاقه العشرين، وكانوا تجارًا، فأغراهم موقع المدينة فقررواالاستقرار بها وعمروها وسموها إيسكوسيم أي مدينة العشرين.
ولقد هيأت الأقدار والظروف الطبيعية والتاريخية شأنًا عظيما لهذه المدينة التيسميت بعد ذلك بجزائر بني مزغنة، نسبة إلى بني مزغنة، وهي قبيلة من صنباجة البربرية (صنهاجة) حيث يذكرها الرحالة والجغرافيون العرب بهذا الاسم. وهذه القبيلة حلت بهذهالمنطقة عام 950م، بقيادة بولوغين بن زيري، الذي كان أبوه يحكم بإمرة الخليفةالفاطمي المنصور. فقد أُعجب هذا القائد بموقع المدينة فأعاد بناءها، وأصبحت منذ ذلكالتاريخ تسمى الجزائر. توالى عليها الموحِّدون والمرابطون في القرن الثاني عشرالميلادي، ثم الحفصيون وملوك تلمسان، إلى أن جاء الأتراك العثمانيون عام 1514م،لتبدأ المدينة عهدًا جديدًا سرعان ما تحولت الجزائر فيه إلى قاعدة بحرية للجهادالإسلامي في البحر المتوسط، وتعزز مركزها الدولي، بعد أن أصبحت مركز القوة البحريةالأولى فيه، كما اتسع نطاقها الإقليمي، فأصبحت عاصمة الدولة الجزائرية بحدودهاالسياسية القائمة اليوم فتزايد عدد سكانها، ونشطت حركة العمران فيها.
احتلها الفرنسيون عام 1830م، وعرفت الجزائر العاصمة منذ ذلك التاريخ ضروبًا منالمقاومة الشعبية، وعاشت معارك عنيفة ضارية، وازدادت بطولات سكان المدينة بعداندلاع ثورة عام 1954م التي شهدت ضروبًا من الفداء والاستبسال والتضحيات الجسام،إلى أن استقلت البلاد عام 1962م.
والمتتبع لتاريخ مدينة الجزائر، يغمره إحساس بإيجابية هذه المدينة التي تزخربنشاط حضاري وسياسي فعَّال، وبحركة عمرانية واقتصادية متواصلة، وبعطاء علمي مبدعأنجب العديد من العظماء والعلماء في السياسة والعلوم والفنون، الذين أسهموا بفعاليةفي تراث الإنسانية.

0 التعليقات:

أرسل أسئلتك في رسالة الآن هنا

http://abdenour-hadji.blogspot.com/

قناتي على اليوتوب

أعلن معنا... إعلانات الآن هنا ...


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More