الفصل الثاني :
1- مرحلة ما قبل الأبجدية:
هي
مرحلة البدايات الأولى للكتابة، ومن أهم خصائص الكتابة خلال هذه المرحلة
أنها كتابة بدأت تصويرية، أي تصوير الأشياء المادية لتدل على المعاني
المعنوية، وفي فترة لاحقة من تاريخ هذا النوع من الكتابة جردت الرموز
الكتابية من السمة التصويرية وأصبحت كتابة رمزية، ذات أصوات مقطعية . ويمثل
مرحلة ما قبل الأبجدية
1-1- الخط المسماري
في الجزء الجنوبي من بلاد الرافدين ، وتحديداً في مدينة أوروك ،
أخترع السومريون في نهاية الألف الرابع قبل الميلاد نظاماً للكتابة يعتمد
في الأساس على الصورة ، أي تصوير الأشياء المادية لتدل على المعاني
المعنوية، كأن يرسم الكاتب قرص الخبز للدلالة عليه، أو قرص الخبز وأمامه فم
إنسان للدلالة على الأكل ، أو سنبلة القمح للدلالة على القمح والشعير .
وأول
هذه المخطوطات اللوحية ترجع لسنة 3000ق.م. وهذه الكتابة تسبق ظهور
الأبجدية منذ 1500 سنة. وظلت سائدة حتى القرن الأول ميلادي. و تم اختراع
الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين قبل العام 3000 قبل الميلاد في
العراق وسوريا حيث كانت تدون بالنقش على ألواح من الطين أو المعادن أو
الشمع وغيرها من المواد. و تطورت الكتابة من استعمال الصور إلى استعمال
الأنماط المنحوتة بالمسامير والتي تعرف بالكتابة المسمارية. وأول كتابة تم
التعرف عليها هي الكتابة السومرية والتي لا تمت بصلة إلى أي لغة معاصرة.
وفي
حوالي 2700-2800 قبل الميلاد حدث تطور على نظام الكتابة المسمارية فقدت
على إثره الرموز سمتها التصويرية إلى سمة تجريدية، فلم تعد الصورة الواقعية
هي الأساس في نقل المعاني وتوارثها بل ابتعدت عن شكلها التصويري إلى شكل
رمزي مجرد من واقع الأشياء المراد كتابتها، وفي هذه الأثناء أيضا أصبحت
الرموز المجردة تدل على أصوات محددة في اللغة السومرية ، وذات سمة مقطعية،
أي أن يشترك في الرمز الواحد أكثر من صوت . وهذه المساعي الحثيثة لتطوير
أسلوب الكتابة أتاحت في حوالي عام 2000قبل الميلاد اختزال الرموز المعبرة
عن أصوات اللغة إلى حوالي 500 رمز، بعد أن كانت قبل ذلك تزيد على ألفي رمز
تصويري . ونتيجة لاستخدام السومريون أسافين( مسامير) ذات رؤوس حادة لرسم
رموز خطهم على ألواح من الطين الرطب، فقد اتخذت شكلاً يشابه المسامير، وهذا
هو السبب في تسميته باسم الخط المسماري.
لم
يقتصر استخدام الخط المسماري على السومريين وحدهم، ولكنه سرعان ما انتشر
أداةً للتعبير عن لغات متعددة في أرجاء متفرقة من الشرق القديم ، فبحلول
عام 2400 قبل الميلاد كتب به اللغة الأكادية بفرعيها البابلي والآشوري، كما
كُتبت به اللغة الإيبلاوية، والعيلامية والحثية.
وعلى
الرغم من تلاشي الخط المسماري خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل
الميلاد ، إلا أنه ظل يستخدم على نطاق ضيق في جنوب بلاد الرافدين حتى القرن
الأول الميلادي .
وتم فك
رموز الخط المسماري في القرن التاسع عشر وبذلك تسنى للعلماء قراءة النصوص
الإدارية والرياضية والتاريخية والفلكية والمدرسية والطلاسم والملاحم
والرسائل والقواميس المسمارية. ويوجد حوالي 130000 لوح طيني من بلاد
الرافدين في المتحف البريطاني
من الحضارات القديمة ومملكة ماري السورية التي اكتشف فيها أكبر مكتبة في
التاريخ القديم وبلاد الرافدين. وكانت الكتابة المسمارية لها قواعدها في
سنة 3000 ق.م. إبان العصر السومري حيث انتشر استعمالها. فدون السومريون بها
السجلات الرسمية وأعمال وتاريخ الملوك والأمراء والشؤون الحياتية العامة
كالمعاملات التجارية والأحوال الشخصية والمراسلات والآداب والأساطير و
النصوص المسمارية القديمة و الشؤون الدينية والعبادات . وأيام حكم الملك
حمورابي (1728 – 1686ق.م.) وضع شريعة واحدة تسري أحكامها في جميع أنحاء
مملكة بابل. وهذه الشريعة عرفت بشريعة حمورابي
الذي كان يضم القانون المدني والأحوال الشخصية وقانون العقوبات .وفي عصره
دونت العلوم . فانتقلت الحضارة من بلاد الرافدين في العصر البابلي القديم
إلى جميع أنحاء المشرق وإلى أطراف العالم القديم. وكان الملك آشوربانيبال
(668-626ق.م.) من أكثر ملوك العهد الآشوري ثقافة. فجمع الكتب من أنحاء
البلاد وخزنها في دار كتب قومية خاصة شيّدها في عاصمته نينوى بالعراق. و
جمع فيها كل الألواح الطينية التي دونت فوقها العلوم والمعارف . وكان
البابليون والسومريون والآشوريون في العراق و سوريا يصنعون من عجينة
الصلصال Kaolin (مسحوق الكاولين) ألواحهم الطينية الشهيرة التي كانوا
يكتبون عليها بآلة مدببة من البوص بلغتهم السومرية. فيخدشون بها اللوح وهو
لين. بعدها تحرق هذه الألواح لتتصلب.
و الكتابة في أوروبا بدأت على شكل صور تعبر عن الحياة اليومية ، كبعض النقوش والصور التي عمرها 35000 سنة كما وجدت في كهوف " لاسكو " في فرنسا و " التميرا " في إسبانيا
. وكانت لغة مصورة في شكلها البدائي . . وقد كانت الكتابة في بداية عهدها
عبارة عن صور توحي تماما بما رسم فيها . ثم تطورت إلى صور رمزية توحي بمعنى
معين . وكانت هذه الرموز يصعب فهم العامة لها . فلجئوا إلى استعمال رموز
توحي بأصوات معينة ، وهذه الرموز الصوتية كانت خطوة أساسية في نشوء
الأبجدية وفي تطوير الكتابة فيما بعد .
2-1-الخط الهيروغليفي
تمكن سكان وادي النيل(مصر) في نهاية الألف الرابع قبل الميلاد( 3100ق.م)
من اختراع أسلوب آخر للكتابة يسمى الخط الهيروغليفي ، وهي كلمة يونانية
أطلقها الإغريق سنة 300 قبل الميلاد على الكتابة المصرية، وتتكون من مقطعين
الأول ( هيرو) ويفيد معنى "مقدس" ، والثاني (غليف) ويعني" حفر ونقش"،
وعليه فالكلمة بمقطعيها تعني "النقش المقدس".
والخط
الهيروغليفي مثله مثل الخط المسماري منقول عن البيئة، فهو يعتمد على تصوير
الأشياء المادية لتعبر عن المعاني، فصورة الإنسان تعبر عن الإنسان،
والحيوان عن الحيوان، وموجة الماء تعبر عن الماء نفسه. وتحتوي الكتابة
الهيروغليفية على رموز تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
· رمز المعنى:
ويعني الأشياء المصورة نفسها، أو شيئاً آخر متعلقاً بها، كأن يرسم الكاتب
قرص الشمس ، فإن كان المقصود به الشيء المصور نفسه ، أصبح يفيد معنى
الشمس"، وإن قصد به شيء متعلق به، أصبح يعني " اليوم، أو النهار" . وتُميز
رموز المعاني برسم خط عمودي أسفلها أو جانبها، وذلك للتفريق بينها وبين
رموز الأصوات.
· رمز الصوت: وهي علامة تصويرية، أو رموز هجائية يقصد منها أصواتها لا معانيها .
· مخصص المعنى:
وهو علامة تصويرية تضاف في آخر الكلمة ولا تنطق، والغرض من رسمها تحديد
المعنى، كأن يرسم قرص الشمس في نهاية الكلمات المتعلقة بالشروق ، والظل،
واليوم،...الخ ، لتقريب المعنى وتحديده.
ظهرت اللغة الهيروغليفيةhieroglyphs لأول مرة في مخطوط رسمي مابين عامي 3300 ق.م. و3200 ق.م. وكان يسمي هيروغليفي.
وفي
هذا المخطوط استخدمت الرموز فيه لتعبر عن أصوات أولية. وأخذت الهيروغليفية
صورها من الصور الشائعة في البيئة المصرية. وكانت تضم الأعداد والأسماء
وبعض السلع. وفي عصر الفراعنة استعملت الهيروغليفية لنقش أو زخرفة النصوص
الدينية علي جدران القصور والمعابد والمقابر وسطح التماثيل والألواح
الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة. وظلت الهيروغليفية ككتابة
متداولة حتى القرن الرابع ميلادي. وظهرت الهيراطيقية Hieratic كنوع من
الكتابة لدي قدماء المصريين. وهي مشتقة من الهيروغليفية . لكنها مبسطة
ومختصرة . وهي مؤهلة للكتابة السريعة للخطابات والوثائق الإدارية
والقانونية. وكانت هذه الوثائق تكتب بالحبر علي ورق البردي. وظلت هذه اللغة
سائدة بمصر حتى القرن السابع ق.م. بعدما حلت اللغة الديموطقية محلها
1-2-1- الحجر الرشيد :
لم يكن هناك وقبل بدايات القرن الثامن عشر من يعرف الرموز الهيروغليفية المصرية ، وفي عام 1977 في شمال مصر اكتشف الجنود الفرنسيون حجرا كتب عليه نفس النص بثلاثة لغات قديمة هي:الإغريقية ، والرموز الهيروغليفية ، والكتابة المحلية المصرية . واكتشف العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبولين في عام 1824م باستعمال هذا الحجر كيفية ترجمة الهيروغليفية ، فقد كانت الأسماء الملكية في النص الإغريقي مع ما اعتقده بأنها الأسماء الملكية في الهيروغليفية ، وبعدها تمكن من معرفة معاني الرموز الأخرى .
2- مرحلة الأبجدية:
إن طريقة الكتابة التصويرية والمقطعية المتمثلة في الخط المسماري والهيروغليفي التي تتطلب الكتابة بهما إتقان مئات من الرموز لم تكن تواكب متطلبات العصور اللاحقة، لذلك لجأ الإنسان في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط مستنيراً بتجارب طويلة إلى اختراع كتابة هجائية( ألفبائية) مختزلة يُمثل فيها كل رمز(حرف) صوتاً محدداً وقائماً بذاته. ويتمثل هذا النوع من الكتابة في الخطوط السامية الشمالية والجنوبية وفروعهما المختلفة، وكذا في الكتابة اليونانية واللاتينية وما تفرع منهما، وهي على النحو التالي :
لم يكن هناك وقبل بدايات القرن الثامن عشر من يعرف الرموز الهيروغليفية المصرية ، وفي عام 1977 في شمال مصر اكتشف الجنود الفرنسيون حجرا كتب عليه نفس النص بثلاثة لغات قديمة هي:الإغريقية ، والرموز الهيروغليفية ، والكتابة المحلية المصرية . واكتشف العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبولين في عام 1824م باستعمال هذا الحجر كيفية ترجمة الهيروغليفية ، فقد كانت الأسماء الملكية في النص الإغريقي مع ما اعتقده بأنها الأسماء الملكية في الهيروغليفية ، وبعدها تمكن من معرفة معاني الرموز الأخرى .
2- مرحلة الأبجدية:
إن طريقة الكتابة التصويرية والمقطعية المتمثلة في الخط المسماري والهيروغليفي التي تتطلب الكتابة بهما إتقان مئات من الرموز لم تكن تواكب متطلبات العصور اللاحقة، لذلك لجأ الإنسان في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط مستنيراً بتجارب طويلة إلى اختراع كتابة هجائية( ألفبائية) مختزلة يُمثل فيها كل رمز(حرف) صوتاً محدداً وقائماً بذاته. ويتمثل هذا النوع من الكتابة في الخطوط السامية الشمالية والجنوبية وفروعهما المختلفة، وكذا في الكتابة اليونانية واللاتينية وما تفرع منهما، وهي على النحو التالي :
1-2-الأبجدية السينائية
في
حوالي القرن الرابع عشر قبل الميلاد تمكن مجموعة من الكنعانيين العاملين
في مناجم الفيروز والنحاس في صحراء سيناء من ابتكار هجائية جديدة تعتمد على
رموز(حروف) أغلبها مشتقة من الخط الهيروغليفي ( المصري القديم) ، حيث أضحى
كل رمز من رموزها يؤدي صوتاً معيناً فصوت الألف له رمز خاص به، والباء له
رمز قائم بذاته، وهكذا مع بقية الحروف حتى اكتملت أصوات لغتهم .
2-2-الأبجدية الأوغاريتية
سميت
الأبجدية الأوغاريتية نسبة إلى موطن اكتشافها في مدينة أوغاريت رأس شمرة
حالياً) في شمال سوريا، فقد تمكن سكان هذه المدينة في حوالي القرن الخامس
عشر قبل الميلاد من اختراع نظام جديد للكتابة، يمثل أبجدية هجائية، أي أن
يكون لكل صوت من أصوات اللغة رمز واحد فقط. وعلى هذا النحو استعار
الأوغاريتيون رموز الخط المسماري، واستطاعوا أن يكتبوا لغتهم بثلاثين حرفاً
أبجدياً ، يؤدي فيها كل حرف صوتاً محدداً من أصوات لغتهم.
3-2- الخط الكنعاني
عاش
الكنعانيون قديمًا في فلسطين، واستطاعوا أن يبتكروا نظامًا للحروف يحتوي
على نحو اثنتين وثلاثين علامة مشتقة من الهيروغليفية، وانتقلت هذه الحروف
من الكنعانيين إلى اليونانيين، ثم انتشرت في البلاد المحيطة باليونان.
4-2- الخط الفينيقي
يتألف
الخط الفينيقي من اثنين وعشرين حرفاً ساكناً، ويعود تاريخ أقدم شواهده إلى
القرن العاشر قبل الميلاد. وقد انتشر في مستوطنات الشعب الفينيقي في لبنان
وأجزاء من سوريا وفلسطين.
وتتميز
الكتابة الفينيقية بأنها تكتب من اليمين إلى اليسار ،وتطرح حروف المد (
الواو، والياء ، والألف ) من رسم كتابتها، كما يفصل بين كلمات نصوصها
المبكرة بخط عمودي ، أو نقطتين مترادفتين.
5-2- الخط الآرامي
الأبجدية الآرامية العتيقة كانت أبجدية من أصل فينيقي كتب بها الآراميون في سورياثم استعملتها الإمبراطورية الفارسية، فأصبحت لغة الإدارة وأخيرا لغة الشعب في كلالشام والعراق.
6-2- الخط العبري
تعود
أقدم شواهد الخط العبري إلى حوالي القرن التاسع الميلاد، وملامحه الخطية
تنبئ بما لا يدع مجالاً للشك- عن أن العبرانيين تعلموا الخط من الفينيقيين
سكان بلاد الشام وفلسطين بعد أن حوروا في رسم بعض أشكال حروفه.
ويتكون الخط العبري من اثنين وعشرين حرفاً ساكناً ، ويكتب من اليمين إلى اليسار.
7-2- الخط البوني
وهو
فرع متطور من الخط الفينيقي، انتشر استخدامه في المستوطنات الفينيقية في
شمال أفريقيا، وعثر على شواهد من نقوشه في تونس، وإسبانيا، وإيطاليا،
ومالطا.
وتعود أقدم كتابة بالخط البوني إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وبقي يستخدم حتى القرن الثالث الميلادي .
8-2- لخط المؤابي
يسمى
هذا الخط باسم الخط المؤابي، وذلك نسبة إلى القبائل المؤابية التي استوطنت
المنطقة الواقعة شرق البحر الميت ومابين وادي الحسا ووادي الموجب في
المملكة الأردنية الهاشمية، وتمكنت منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد من
تأسيس مملكة قوية يُعد ملكها ( مِيشَع) من أبرز حكامها .
والخط
المؤابي أصله مشتق من الخط الفينيقي، وذلك في حوالي القرن التاسع قبل
الميلاد، وهو يتكون من اثنين وعشرين حرفاً، ويكتب من اليمين إلى اليسار،
ولا أثر لكتابة الحروف المتحركة( الواو، والياء، والألف) في رسمه.
9-2- الخط العموني
هو
خط القبائل العمونية التي استوطنت المنطقة الواقعة شمالي الأردن منذ الألف
الثاني قبل الميلاد، وتمكنت في حوالي القرن التاسع قبل الميلاد من تأسيس
مملكة قوية ذات كيان سياسي واجتماعي وديني مستقل، وقد اتخذت من ربة عمون(
عمّان حالياً) حاضرة لها.
وكتبت القبائل العمونية موروثها اللغوي بخط يتكون من اثنين وعشرين حرفاً ساكناً، كلها متفرعة عن الخط الفينيقي ومتطورة عنه.
10-2- الخط اليوناني
يقول
المؤرخ اليوناني هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد ما نصه:"
قدم الفينيقيون بزعامة شخص يدعى ( قادم) إلى بلاد اليونان.....، وجلبوا
معهم علوماً وفنوناً كثيرة إلى بلاد اليونان ، من بينها الخط الذي أخذه
اليونانيون عنهم ، وتعلموه منهم"، وهذه الرواية التاريخية تتفق أيضا مع
نتائج الدراسات العلمية الحديثة التي أثبتت أن الخط اليوناني مشتق من الخط
الفينيقي وذلك في حوالي القرن التاسع قبل الميلاد.
ونظراً
لأن اللغة اليونانية القديمة تختلف تماماً عن لغة الخط الفينيقي السامية،
فقد أدخل اليونانيون تغييرات على خطهم المنقول من الخط الفينيقي حيث
أضافوا إليه حروف المدّ ( الواو ، والألف ، والياء ) وغيروا أصوات الحروف
لتتناسب مع أصوات لغتهم اليونانية .
11-2- الخط اللاتيني
يعود أقدم نقش مكتوب بالخط اللاتيني إلى حوالي القرن السادس قبل الميلاد، والخط اللاتيني الذي
تكتب بع شعوب أوروبا الغربية ودولها حتى اليوم متفرع من الخط اليوناني ومتطور عنه.
ويتميز
الخط اللاتيني في مراحله المبكرة بأنه يكتب من اليمين إلى اليسار، أما
أسلوب كتابته من اليسار إلى اليمين الذي اعتادت الشعوب الأوروبية المعاصرة
الكتابة بع فتعود أقدم شواهده إلى القرن الرابع قبل الميلاد
12-2- الخط الثمودي
طوال
مدة تربو على ألف ومائتي عام قبل الإسلام كتب سكان شمال الجزيرة العربية
لغتهم العربية بخط اصطلح الدارسون على تسميته باسم " الخط الثمودي" وذلك
نسبة لقوم ثمود الذي أشارت المصادر إلى استيطانهم في أماكن متفرقة من شمال
الجزيرة العربية . ويحتوي قلم الخط الثمودي الذي تعود أقدم شواهده-
المعروفة حتى الآن- إلى القرن السادس قبل الميلاد على تسعة وعشرين حرفاً،
كل واحد منها يمثل صوتاً ساكناً من أصوات اللغة.
ومما
يتضح من خلال رسم حروف الخط الثمودي أن فكرته الأساسية مستمدة من أبجديات
نهاية النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد التي انتشرت في بلاد الشام
ومصر ( الأوغاريتية، والسينائية، ...الخ )، فعلى ضوء تلك الأبجديات
الهجائية تمكن سكان شمال الجزيرة العربية من ابتكار رموز مجردة ( حروف)
تتناسب مع أصوات لغتهم العربية وتفي بأغراضها.
ويتركز
استخدام الخط الثمودي في شمال الجزيرة العربية، كما عُثر على شواهد نقوشه
مكتوبة على صفحات الجبال على امتداد الطريق التجاري القديم الذي يمتد من
أقصى جنوب بلاد العرب إلى أقصى شمالها وكذلك في أنحاء متفرقة من مصر .
في نهاية الموضوع سيكون هناك في المرفقات صور بأنواع الخطوط
0 التعليقات:
إرسال تعليق