التحولات الاقتصادية و التقنية و الاجتماعية
بأوربا في القرن 18
- مقدمة:عرفت أوربا خلال القرن 18 نموا ديموغرافيا، و تراكما ماليا و تطور في أساليب الإنتاج فنتجت عن ذلك تحولات اقتصادية و تقنية و اجتماعية.
- ساهم النمو الديموغرافي المرتفع في تنشيط الاقتصاد الأوربي:• سمي النمو الديموغرافي الذي شهدته أوربا خلال القرن 18 "بالثورة الديموغرافية" و التي كانت نتيجة:
- ارتفاع نسبة الولادات.
- تراجع نسبة الوفيات بسبب، التقدم الطبي، تحسن النظام الغذائي، تحسن ظروف النظافة و تقدم وسائل النقل.
• كان من نتائج النمو الديموغرافي تنشيط الاقتصاد لأنه أدى إلى:
- توفير سوق استهلاكية ضخمة.
- هيمنة عنصر الشباب مما ساهم في توفير يد عاملة حيوية طورت أساليب الإنتاج.
- هجرة سكان البوادي إلى المدن التي نمت مثل (لندن).
- هجرة السكان نحو الأراضي الفلاحية بأوربا الشرقية (هنغاريا – أوكرانيا).
- تزايد الاهتمام بالمستعمرات (العالم الجديد).
- اهتمام الحكومات بظاهرة النمو الديموغرافي إحصاء السكان + صدور كتاب مالتوس (حول السكان). - نتج عن تراكم الأموال تطوير الأساليب و المعاملات النقدية و البنكية:• عرفت الدول الأوربية خلال القرن 18 تراكما للأموال نتيجة:
- ازدياد أهمية الزواج التجاري بين أوربا و مستعمراتها (في الشرق الأقصى و إفريقيا و أمـريكا) و الذي استفاد من دور التأمين و تطور وسائل النقل و مضاربة القرصنة.
- تزايد قيمة الصادرات بأوربا الصناعية.
- اكتشاف مناجم جديدة للذهب و الفضة بالبرازيل و المكسيك تزايد قوة العملات الأوربية.
• نتج عن هذا التراكم المالي:
- تطوير أساليب المعاملات النقدية و البنكية مثل ظهور الأوراق البنكية و حوالات الأداء.
- نمو أشكال القرض بسبب انخفاض نسب الفائدة ق 18.
- ظهور البورصات ( بورصة لندن 1689 + باريس 1724) و تزايد رأسمال الأبناك.
نستخلص أن تزايد عدد السكان + تراكم الأموال و تطوير أساليب المعاملات النقدية و البنكية إلى تنشيط المؤسسات الإنتاجية الفلاحية و الصناعية. - تمثلت مظاهر التطور الاقتصادي للقرن 18 في الثورتين الفلاحية و الصناعية:1- شهدت أوربا الغربية ثورة فلاحية نتيجة:
- توفر سوق استهلاكية + تقدم وسائل النقل.
- اهتمام النبلاء باستغلال الأراضي لتحقيق أكبر الأرباح.
- استثمار التجار لقسط من أموالهم في شراء الأراضي الفلاحية.
- اهتمام كبار الملاكين بتطوير أساليب و أدوات الإنتاج.
• تمثلت الثورة الفلاحية في:
- ابتكار و انتشار عدد من التقنيات (مثل البذار الآلي – المحراث الحديدي).
- إدخال زراعات جديدة (البطاطس بألمانيا) الشمندر و النباتات العلفية (هولندا + انجلترا) الذرة، الأرز.
- توسيع المجال الفلاحي عن طريق اجتثات الغابة (فرنسا) و تجفيف المستنقعات (إيطاليا) أو التوسع على حساب البحر (هولندا).
- التحلي التدريجي عن إراحة الأرض ضمن الدورة الزراعية.
ربح مساحات فلاحية.
- تطوير تربية الماشية اعتمادا على انتقاء السلالات.
- قيام كبار الملاكين بتسييج أراضيهم.
كل هذه التحولات ساهمت في التحول بالفلاحة إلى نمط الاستغلال الرأسمالي.
2- عرف القطاع الصناعي تحولات هامة أطلق عليها الثورة الصناعية:
• تميز القرن 18 بتطبيق عدد كبير من الاختراعات المسلسلة الزيادة في سرعة و حجم الإنتاج.
- ففي صناعة النسيج استفادت من:
+ اختراع المكوك الطائر ( جون كي 1733) إنتاج قماش طويل.
+ صنع آلة الغزل إنتاج خيوط رقيقة و قوية.
+ التركيز الذي عرفته صناعة النسيج بتجميع الصناعة في معامل قرب الأنهار.
- أما الصناعة التعدينية فتطورت لتزايد الطلب على الآلات و يتجلى ذلك في:
+ استعمال معدن الحديد بدل إنتاج الصلب و الفولاذ.
+ الاعتماد على الفحم عوض خشب الغابات.
+ اندماج مناجم الفحم و الحديد في إطار وحدات صناعية كبرى التقليل من تكاليف الإنتاج.
مثل توصل جيمس واط إلى اختراع الآلة البخارية 1784 ثورة حقيقية في الصناعة لأنها:
+ وفرت طاقة عوضت الطاقة البشرية و المائية.
+ استعملت في مصانع النسيج و المناجم و طرق الحديد و المطاحن.
+ أدت إلى تحرير الصناعة من الارتباط بالمجاري المائية. - أسفرت التحولات الاقتصادية للقرن 18 عن عدة نتائج:1- اشتد الصراع الاستعماري بين انجلترا و فرنسا:
• نتج عن الثورة الصناعية تزايد الحاجة إلى الأسواق الخارجية احتدام الصراع الاستعماري بين الدول الأوربية خاصة بين القوتين الفرنسية و الإنجليزية، وشمل هذا الصراع:
- شمال القارة الأمريكية: تعارضت المصالح الإنجليزية و الفرنسية و اندلعت حرب 1740 انتهت بتوقيع معاهدة [إكس لاسييل 1748] ثم معاهدة باريس 1763 و التي مكنت الإنجليز من التوسع في كندا بفضل تفوق أسطولهم البحري.
- الهند: كان الصراع في البداية بين الشركتين التجاريتين الفرنسية و الإنجليزية ثم أصبح بين الدولتين بعد محاولة فرنسا بسط نفوذها داخل الهند.
• تمكنت انجلترا من إبعاد المنافسة الفرنسية بفعل تفوق قوتها البحرية الشروع في استغلال خيرات الهند [جوهرة التاج البريطاني]
إذا كانت انجلترا قد استفردت بالهند فإنها في الوقت نفسه فقدت مستعمراتها في العالم الجديد بعد الإعلان عن استقلال ال و. م. أ.
2- أثرت التحولات الاقتصادية على بنية المجتمع الأوربي:
و تمثل ذلك في:
• بروز طبقة البورجوازية:
تكونت من فئة التجار التي اغتنت من التجارة و من استثمار أمـوالها فـي النشـاط الصنـاعي و البنكي و الفلاحي، كما نمت بورجوازية متوسطة من موظفي الدولة و الأطباء و المحامين
. - عندما شعرت البورجوازية بقوتها الاقتصادية و أخذت تدعو إلى تغيير البنية الاجتماعية و رغبتها في المشاركة في الحكم إلى جانب الأرستقراطية.
• تراجع هيمنة الطبقة الأرستقراطية: و التي قامت بردود فعل مختلفة منها:
- التقرب من البورجوازية بالمشاركة في ميدان الاستثمار و الصناعة [فرنسا]
- القبول بإعادة تنظيم المجتمع على أساس الثروة [انجلترا]
- الحيلولة دون تسرب البورجوازية بين صفوفها عن طريق: احتكار المنـاصب العليا + إحيـاء حقوقها على الأرض و الفلاحين و الغابات.
• تردي أوضاع الفلاحين و العمال:
- عانى صغار الفلاحين و العمال الزراعيين نتيجة تقلب أسعار المواد الفلاحية + الضغط الضريبي + ثقل حقوق الأرستقراطية و الكنيسة الهجرة نحو المدن.
- عانت الطبقة العمالية من عجز الأجور عن مواكبة ارتفاع الأسعار القيام بمظاهرات تمثلت في تحطيم الآلات. - خاتمة:يمكن أن نطلق على القرن 18 قرن الصورات: ثورة ديموغرافية، ثورة فلاحية، ثورة صناعية، أفرزت احتدام الصراع الاستعماري و تحولات اجتماعية هامة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق