يقال كانت هناك قرية وديعة حالمة حانية
أحيانا تغرد فيها العصافير ويوجد فيها الأزهار والورود ، يسمع فيها أصوات السمر كثير والصخب
والعويل قليلا نادرا فهي سنة الحياة ولم يؤثر ذلك على ساكنيها وفجأة تغيرت قريتي الحليمة
ومعشوقتي الجميلة تغيرت الحياة فيها ، ظهرت بها مخلوقات غريبة حيث حل البوم مكان العصافير،
وحتى (الأفاعي)
دخلتها وعضت ساكنها ولما لم يعتادوا السكان الطيبون على وجودها في قريتنا الحالمة وأهلها
المسالمون الطيبون آثر بعضهم الابتعاد ولم يهربوا ومنهم آثر أن يهرول بعيدا بعيدا
.. حتى يبتعد من (الأفاعي).
والآخرون فضلوا الصمود والبقاء ثم أتي (التيس) معتقدا أن السكان قطيع من الأغنام وهو يريد أن يمارس
هوايته المفضلة بهم وعندما التفتوا إليه فر (التيس)
وانزوى إلا أن صوته المزعج مازال يزعج أهل قريتي الحليمة ولم يلبثوا السكان الطيبون
المساكين قليلا إلا وأن أتي إليهم (شيطان) ياللهول
... تربي وترعرع بها ؟
وجلس تحت شجرة ظليلة وبقي ينشرالوسواس؟
فضّل بعض السكان ممن بقوا أن يخرجوا من القرية الحالمة بهدوء دون أن يحدثوا ضجة والآخرون
فضلوا أن يعلنوا خروجهم كيف لا وهناك (أفاعي) و(شيطان) و(تيس) وكل له دوره المسند إليه
إلا أن البعض مازالوا صامدين... صامدين... صامدين... ولكنهم على يقظة .... وهم يسمعون فحيح
الأفاعي وخائفون من الشيطان الذي يغدر في كل يوم على أحدهم وذاك التيس بهوايته المفضلة
التي تم كبحها وهو يحدث صوتا مزعجا.
مساكين أهل قريتي الحليمة أشبههم بالأزهار ورائحتها
الجميلة فوق شجره... تساقطت منها الأزهار الواحدة تلو الأخرى والزهور طبيعتها لا تصيب
من وقعت فوقه وإنما تنفحه بعبقها وعطرها... وبقيت الوردة الكبيرة فوق الشجر تنفح برائحتها
ولم تقع، ولا أود لها أن تقع وأسأل الله ألا تقع.
وردتي الجميلة أتمنى أن تبقي أما أنا فمن ضمن تلك
الأزهار التي سقطت وذبلت وتلاشت من مدينتي الوادعة الجميلة بعد أن كنا ضمن زهورها الفواحة
الجميلة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق