الدراجي رقم 57 الشهيد كشرود علي 1924/1954
...
ثلاثون عاما كانت كافية لتخلد رجلا صنع كل شيء في ظرف وجيز ،،تجند ،عمل ، تزوج ،خلف أطفالا ،جاهد ، ثم استشهد ..
إنه المجد حين يكتب بأحرف من نور ،ليسترخي على تأريخ ينير دروب العظماء الذي لايؤلون على فعل مناط يحيلهم على إشراقة وطن ،ورفادة مجد ...
هو علي كشرود بن محمد بن الحسين ،وإبن كشرود الزهرة ،المولود بتاريخ 07/أفريل /1924 م بأولاد بن صوشة ،،صوشي دراجي حضني .
انتقلت عائلته ثلاثينيات القرن المنصرم ،إلى مدينة خنشلة ،حيث الأوراس الأشم ،معقل الثوار ومنبت الرجال ومصب الكبرياء ،ومتنفس الثورة الأولى..كان أبوه جزارا ( يبيع اللحم ) ،في وقت كانت الظروف الحياتية لأبناء الحضنة قاسية ومن الصعوبة بمكان ،فقر مدقع وقحط ويباس ..
نشأ هناك في الأوراس ،فاكتسب كثيرا من طباعهم ونخوتهم ،وشجاعتهم وكرمهم وذبهم عن الأرض والعرض كباقي ساكنة الوطن ..
تابع دراسته هناك في مدرسة الأندجينة ،وفي العام 1946 م إلتحق بالجيش الفرنسي مجبرا لمدة 4 سنوات شارك خلالها في الحرب الهند الصينية ،وسرح من الخدمة سنة 1950 م برتبة رقيب أول ،،ليتزوج بخنشلية ،وانتقل بعد عام من بعد ذلك ( 1951)إلى مدينة سكيكدة ،وفتح مقهى في نهج ( دون ريمون) الواقع بوسط المدينة ،وهناك بدأ اشتغاله بالسياسة والقضايا التي تهم وطنه ،ليعود العام 1953 إلى مدينة خنشلة ليواصل تحركاته ،حيث التحق بصفوف النضال في المنظمات التحريرية الجزائرية ،وخاصة المنظمة السرية ،مما هيأه لأن يكون من صانعي النواة الأولى لجيش التحرير الوطني ،ومن أوائل مفجري الثورة المجيدة في الفاتح من نوفمبر 1954 م عند الساعة( الصفر )،وهو ابن ثلاثين عاما ..
عينه الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد ،تحت قيادة الشهيد القامة عباس لغرور لرئاسة فوج مكلف باقتحام دار الجندرمة بمدينة خنشلة وإحراقها ،والتحق بعدها بالجبل ،في ناحية الأوراس ،ليكون من رعيل المجاهدين الأول ،وتابع جهاده ضد القوات الغازية ،مشاركا في عدة معارك ،كانت آخرها يوم 14 ديسمبر1954م ،والتي استشهد فيها ليسقط في ميدان الشرف في المكان المسمى ( دوار كيمل جبل سيدي علي ) مخلفا ولدا وبنتا لها من العمر سبعة أيام ...
رحم الله الشهيد كشرود علي ،وكل مجاهدي وشهداء الوطن ،،،والمجد لهم وللوطن ..
_ المصدر:
منظمة المجاهدين بتصرف كبير.
0 التعليقات:
إرسال تعليق