المجاهد محمد خيار المولود سنة 1936 بحي 1 نوفمبر وسط ولاية برج بوعريريج والمعروف شعبيا باسم الجباس، من المجاهدين والفدائيين
الأوائل بولاية برج بوعريريج، قضى أكثر من 33 سنة في صفوف الجيش، حيث كان جنديا وعضوا بجيش التحرير الوطني من 1956 إلى غاية 1962، التحق بالجيش الوطني الشعبي سنة 1963 وأحيل على التقاعد سنة 1987، منخرط منذ أكثر من 20 سنة بالمنظمة الولائية لأبناء المجاهدين وهو حاليا نائب مكلف بالإعلام والثقافة.
عمي محمد تحدث عن الأوضاع التي كانت عليها ولاية برج بوعريريج خلال الحقبة الاستعمارية، وكذا حال الجزائريين وظروفهم المعيشية الصعبة التي كانوا يتخبطون فيها، حيث أكد أن ولاية البرج آنذاك كان يحيط بها جدار من كل الجهات بغية التضييق على الجزائريين ومنع أي محاولات أو تنظيمات عسكرية تجاه المستعمر الغاشم، هذا الجدار به أربع أبواب، الباب الأول كان في مكان مركز الشرطة الحالي وكان يسمى باب سطيف وفي الجهة الجنوبية كان هناك باب ثاني يسمى باب المسيلة، بالإضافة إلى الجهة الغربية أين كان يوجد الباب الثالث والذي كان يسمى باب الجزائر، أما الباب الرابع فقد أطلق عليه اسم باب زمورة الذي كان متواجدا بمتحف المجاهد حاليا، حيث كان خلال الاستعمار مركزا للتعذيب ومقرا للقوات الفرنسية، عمي محمد أكد أن الأوضاع داخل ولاية برج بوعريريج خلال الاستعمار كانت صعبة جدا خاصة بعد اندلاع الثورة التحريرية التي لم تصل إلى ولاية برج بوعريريج سنة 1954 بسبب عدم التحاق مسؤول الناحية آنذاك، بل وصلت مع أوائل سنة 1955، حيث كانت البداية بالخونة والحركى، مؤكدا صعوبة القيام بأي محاولات عسكرية أو عمليات فدائية بالنظر للأوضاع التي كانت تعرفها الولاية وبالأخص الجدار الذي كان يحيط بها، إذ كانت تقوم السلطات الفرنسية بمجرد حدوث أي شيء بغلق الأبواب الأربعة والقيام بعمليات تفتيش وتمشيط واسعة من أجل القبض على المجاهدين وأسرهم وتعذيبهم، وبالرغم من كل هذا، أكد محدثنا بأنهم كانوا ينسقون فيما بينهم ويقومون بعمليات عسكرية ويخفون أسلحتهم فيما بعد بأماكن خفية يصعب الوصول إليها، إلى أن جاءت سنة 1956 أين قاموا بفتح مخرجين على مستوى الجدار من أجل مباغتة المستعمر والهروب فيما بعد.
أما فيما يخص الأحياء التي كان يقطنها الجزائريون إبان الاستعمار، فقد أكد المجاهد محمد خيار بأنها من بين أقدم الأحياء وأكثرها فقرا وتفتقد لأبسط متطلبات الحياة الأساسية على غرار كل من حي دوار السوق ودوار الجباس، وحي الكوشة ولقراف وهي أحياء تحتوي على منازل مبنية بالطوب وغير لائقة تعرف انتشارا رهيبا للأوساخ بسبب غياب قنوات الصرف الصحي، كما تحتوي على منبع واحد خاص بالماء الشروب يعرف توافد الآلاف من المواطنين من أجل التزود بالمياه، حيث أكد بأن الجزائريين خلال الاستعمار عاشوا على حد تعبيره "الميزيرية" الحقيقية التي تذوقوا من خلالها طعم المعاناة وقسوة الفقر وسوء المعاملة، في الوقت الذي كان يقطن فيه الفرنسيون بأرقى الأحياء على مستوى الولاية آنذاك على غرار كل من حي الفيبور وبومرشي ولقار وينعمون فيها بكل سبل الراحة.
المجاهد تشبوبت محمد أمزيان المعروف ثوريا بـ "بوحو"
المجاهد تشبوبت محمد امزيان من مواليد منطقة أولاد سيدي إبراهيم ببرج بوعريريج، انخرط في صفوف جيش التحرير سنة 1956 ومارس جهاده كجندي في العديد من مناطق الولاية على غرار كل من منطقة ملوزة وبني يلمان والخرابشة وزرارقة وأولاد عبد الله والدريعات وكان معروفا ثوريا باسم بوحو، انتقل سنة 1959 للشرق الجزائري رفقة العديد من المجاهدين وبقي بالولاية الثانية بجبل سرج الغول إلى غاية توقيف القتال سنة 1962، انخرط بالمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين سنة 1964 وهو الآن مندوب المنظمة الولائية لأبناء المجاهدين بناحية بلدية المنصورة، المجاهد بوحو أكد من خلال حديثه الأوضاع المعيشية الصعبة التي كان يعيشها الجزائريون إبان الحقبة الاستعمارية والتي كان يطبعها الاضطهاد والظلم والحقرة والتهميش وذلك على عكس ما كانت تعيشه العائلات الفرنسية القاطنة بالجزائر، مؤكدا في السياق ذاته بأنه بالرغم من كل الظروف الصعبة هذه التي عاشوها، إلا أن إصرارهم بغية طرد المستعمر الغاشم واسترداد الاستقلال كانت أقوى من أن تقهر وتندثر والدليل على ذلك على حد تعبيره هو الاستقلال الذي ينعم به أبناء الجزائر حاليا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق