إن مالكًا يرى أن الإصلاح الذي يمثله
ابن باديس والجمعية هو القمين بتحرير الجزائر، وأن الشعار الذي رفعته
الجمعية هو الشعار الصحيح في قوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
مدخل:
تأسست جمعيّة العلماء الجزائريين عام
1931م، كان ذلك بعد مرور قرن كامل على احتلال فرنسا للجزائر، وبعد أن ظنّت
فرنسا أن الجزائر أصبحت جزءًا منها، كان هذا التأسيس بعد دراسة وبحث بين
الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ البشير الإبراهيمي، ثم انضم إليهما
علماء آخرون.
وكان
للجمعية الفضل الأكبر في تثبيت دعائم الإسلام في الجزائر، ونشر اللغة
العربيّة، وإنشاء المدارس، ومحاربة البدع الخرافات، والوقوف في وجه دُعاة
الاندماج مع فرنسا "وإذا كان الجناح الاستقلالي قد رفع راية الاستقلال فإن
جمعية العلماء وضعت الأسس التي يقوم عليها الاستقلال، وهو إحياء الشعب
الجزائريّ في إطاره العربيّ الإسلاميّ، إنه من السهل إقامة دول ولكن من
الصعب إحياء أمم، وهذا الصعب هو ما قامت به جمعية العلماء" (1).
ويقول الشيخ الإبراهيمي:
"لا تستطيع هيئة من الهيئات العاملة لخير
الجزائر أن تدّعي أنّ لها يدًا مثل الجمعية في توجيه الأمة الجزائرية
للصالحات، ورياضتها على الفضيلة الإسلاميّة، وأما عملها للعروبة فها هنا
معاقد الفخار..."(2).
درس مالك المرحلة المتوسطة وما بعدها في
مدينة قسنطنية حيث كان الشيخ ابن باديس قد بدأ دروسه ونشاطه في مساجدها -
قبل تأسيس الجمعية - ولكن مالكاً مع قربه (المكاني) من ابن باديس لم يحضر
دروسه، ولم يتتلمذ عليه ولا جلس معه، يقول في مذكراته عن ابن باديس: "كانت
نظراتي تتبعه بعطف وحنان كلما مَرَّ أمام مقهى بن يمينة، فهذا الرجل الأنيق
المرفّه ذو المنبت الصنهاجيّ(3) كان
يحسن معاملة الناس، لم أكن قد جالسته في حديث، ولكنه كان في نظري لا يمثل
الإصلاح، ولم أعترف بخطئي حول هذه النقطة إلا بعد ربع قرن حين تبين لي أن
السبب يكمن في أحكام اجتماعية مُسبَقة، في تنشئة غير كافية في الروح
الإسلامي، وأحكامي المسبقة أورثتنيها طفولتي في عائلة فقيرة زرعت لا
شعوريًا في نفسي الغيرة والحسد حيال العائلات الكبيرة..." (4).
ومع ذلك فإن مالكًا يرى أن الإصلاح الذي
يمثله ابن باديس والجمعية هو القمين بتحرير الجزائر، وأن الشعار الذي رفعته
الجمعية هو الشعار الصحيح في قوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم" ويقول:
"فيما يخصني إنني بذلت شطرًا من حياتي في
سبيل الحركة الإسلامية، وشهدت في مناسبات مختلفة بالفضل لجمعية العلماء
التي قامت في الجزائر، وتكلمت مرات في معاهدها دون أن أكون عضوًا من
أعضائها.." .
وكتب في هامش هذا النص: "وعلى الأصح دون أن تدعوني هذه الجمعية للمساهمة في شؤونها الإدارية لو قدمت لها الطلب من أجل ذلك.." (5).
أحداث 1936م ونقد الجمعية:
كان مالك بن نبي، وهو مقيم في باريس يتابع
أحداث الجزائر والتطور السياسي الذي حدث بعد ظهور قيادات تتوسل إلى فرنسا
لإعطاء الشعب الجزائري بعض حقوقه، هذه القيادات التي أغرتها فرنسا بالتمثيل
في المجالس والانتخابات، ويكتب مالك في عام 1933م، وفي هذه الفترة نشأ
الجناح الكادح الطامح إلى البرجوازية والمتواطئ مع الحركة اليسارية
الفرنسية، والجناح البرجوازي المتواطئ مع الاستعمار"(6) ويكتب في عام 1936م:
"وهكذا بدأ الوطن يخرج رويدًا رويدًا عن جادته إلى مسارب الديماغوجية"(7) .
وفي عام 1936م لوّحت فرنسا للجزائريين بمشروع (بلوم- فيوليت)(8) الذي ينتقد السياسة الفرنسية السابقة، وفي مقترحات المشروع:
- إصلاح مستوى التعليم.
- تأمين نفس الحقوق التي للفرنسيين لبعض الجزائريين.
- إلغاء المحاكم الخاصة بالجزائريين...
وقد رحّب بعض السياسيين الجزائريين بالمشروع، ورفضه الفرنسيون الذين يعيشون في الجزائر، ووقف العلماء منه موقف المتحفظ.
ولكن المشروع رفض في نهاية الأمر من قبل البرلمان الفرنسي (9).
ورغم
فشل هذا المشروع إلا أنه فتح شهيّة السياسيين الجزائريين للمطالبة بالحقوق
والاندماج مع فرنسا، وأعجبتهم لعبة الدجل السياسي حتى أصبح الجزائري
العادي ذو الاهتمام السياسي يعلن عضويته في الحزب الاشتراكي الفرنسي (حزب
فيوليت) وهكذا تحول الوطن برأي مالك إلى (هيصة) الانتخابات، ورجع الناس إلى
(الزردة) السياسيّة بعد أن كانوا يمارسون (الزردة) الصوفيّة.
وأصبحت الانتخابات وما يتبعها من اختلاف
وتمزق هي الصنم الجديد، والأصل أن يجتمع الشعب الجزائري على منهج واضح
يقودهم إلى حياة كريمة.
كان الشيخ ابن باديس يعارض هذا المشروع في
البداية، ولكنه سعى بعد ذلك إلى توظيفه "ليحدث من خلاله ثغرة في قلعة
التنظيمات والقوانين الفرنسية، بما يفتح المجال للاستقلال"(10).
في هذه الظروف وعندما رأى الشيخ غلبة فكرة
الاندماج على عقلية السياسيين، واعتقاد (اتحاد النواب) الذي يرأسه الدكتور
صالح بن جلول أنهم أصحاب الحق في البتّ بمصير الجزائر عندما رأى ذلك دعا
إلى مؤتمر جزائري إسلامي، لعل ذلك يكون وسيلة لإحباط مؤامرة الاندماج مع
فرنسا.
عقد المؤتمر في مدينة الجزائر بتاريخ 7/6/1936م برئاسة الزعيم السياسي بن جلول نائب قسنطينة المالي.
وشارك في هذا المؤتمر نواب عن العمالات (المحافظات) الثلاث: الجزائر، وهران، وقسنطينة.
ومثل جمعية العلماء: ابن باديس والإبراهيمي والطيب العقبي.
وكان من مطالب المؤتمر:
- إعطاء الحقوق السياسية للمسلم الجزائري تامة غير منقوصة.
- وحرية القول والكتابة والاجتماع والتعليم العربي.
- ورفع القوانين الاستثنائية.
وشكل المؤتمر وفداً للذهاب إلى باريس ليعرض مطالبه إلى الحكومة الفرنسية.
قد تكون فكرة المؤتمر فكرة صحيحة، خاصة وقد شاركت فيه كل الجزائر:
علماء وساسة، شيوخاً وشباناً، وهذا أدعى
ليكون الطرف الجزائري في المباحثات مع فرنسا قوياً ولكن المؤتمر تحوّل إلى
لغة المطالب بدل القيام بالواجبات وفتح شهيّة السياسيين كما ذكرنا في مشروع
(فيوليت) ويعلق مالك
"فبأي غنيمة أرادوا أن يرجعوا من هناك (باريس) وهم يعلمون أن مفتاح القضية في روح الأمة لا في مكـان آخر" (11).
إذاً هنا ينصّب انتقاد مالك حول ما آلت إليه الأمور في المؤتمر الجزائري، لماذا سارت الجمعية مع القافلة السياسية؟
لماذا تُسلم القيادة (المعممة) زمام الأمر إلى القيادة (المطربشة)؟(12).
لماذا تُسلم الرئاسة إلى ابن جلول الذي
تبرأ من الجمعية عندما سئل من قبل الصحافة الفرنسية حول قضية مقتل مفتي
الجزائر (بن كحول) وكانت فرنسا قد اتهمت الجمعية بقتله، وهو اتهام باطل
طبعاً.
وابن جلول يردّد ما تقوله فرنسا: "إنها طعنة في الصدر للمؤتمر الجزائري، فمات بعد شهر من ولادته" (13).
ويذكر مالك بن نبي أن الشيخ العربي
التّبسي، وهو من شيوخ الجمعية، كان يدافع عن ابن جلول باعتباره زعيماً
سياسياً لا بد منه "وكان الرجل (بن جلول) يقوم علانية بدور من ينقض الغزل
كلما غزله الشعب منذ ربع قرن" (14).
والخلاصة التي يصل إليها مالك:
هي أن العلماء وهم الأمناء على مصلحة الشعب
سلموا الأمانة لغيرهم، سلموها لمن يضعها تحت قدميه لتكون سلماً يصعد عليه
للمناصب السياسية، سلموها للجناح القومي البرجوازي (فرحات عباس وأمثاله)
الذي تقبلها منهم بكل سرور!
ويعتقد مالك أن العلماء لم يكن في استطاعتهم مواجهة هذا التيار لأنهم بادئ ذي بدء لا يشعرون به(15).
"ولأنهم لم يكونوا على جانب من الخبرة بوسائل الاستعمار في مجال الصراع الفكري حتى يفطنوا إلى هذا الانحراف.
وربما كان هذا سبب فتور علاقاتي بهم خاصة مع الشيخ العربي التّبسي"، (16).
ويرى مالك أن الحركة الإصلاحية كان عليها
أن تتعالى على أوحال السياسة والمطامع الانتخابية وأن من أسباب انجرارهم
لهذه الأحوال هو شعورهم بمركب النقص إزاء قادة السياسة (17).
ومما يؤيد وجهة نظر مالك من (الزعيم) ابن جلول، وصدق فراسته فيه ما كتبه بعدئذ الشيخ الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء بعد ابن باديس:
"ولكن الرجل –ابن جلول- تملّكه الغرور،
وتكشف عن خِلال كلها غميزة في وطنيّة السياسيّ، وكان أقوى الأسباب في سقوطه
اصطدامه بجمعية العلماء، وهي التي كونته وأذاعت اسمه، وعبّدت له الطريق
إلى النيابات، فأرادت الجمعية أن تستصلحه فلم ينصلح، فنبذت إليه على
سواء..." (18).
ومن الأدلة على أن الأحزاب السياسية تخطط لاستغلال الجمعية قول الإبراهيمي أيضاً:
"وقد احتكت بها (الجمعية) جميع الأحزاب، من
خاطبٍ لِودّها إجلالاً، إلى رائمٍ من نفوذها استغلالاً، إلى عامل على
الكيد لها احتيالاً.."(19) وهذه
الأحزاب وإنْ رفع بعضها شعار الاستقلال ولكنها كانت تتبنى أفكار فرنسا
وتستلهم قيمها الماديّة، وإذا كان البعض تبنى القيم الحضاريّة للجزائر من
دين وأخلاق ولغة، فقد تبنّوْها عن عاطفة وليس عن قناعةٍ وعلمٍ بأهميتها.
مناقشة لآراء مالك ونقده:
إن ما ذكره مالك حول انزلاق الجزائر إلى
وحول التهريج السياسي كان في محله، فالشيخ الإبراهيمي عاد ليكتب عام 1954
منتقداً هذه الطرق السياسية:
"وكأن
الحكومة الاستعمارية التي تدرس نفسية الشعوب عرفت مواطن الضعف في النفسيّة
الجزائرية، فرأت أن الانتخابات هي الفتنة الكبرى للزعماء وأتباعهم،
فنَصَبَتها صنماً يصطرعون حوله، والغالب على الشعوب البدائيّة في السياسة
أن تكون على بقيّة من وثنيّة، أصنامها الشخصيات، فيكون إحساسها تبعاً
لإحساسهم ولو إلى الضياع والشر، وهذه هي الحالة السائدة في شرقنا" (20).
وأما ما يتهم به مالك العلماء في مركّب
النقص إزاء السياسيين فهذا قد ينطبق على البعض وليس على الكل، ولا أظن
الشيخ ابن باديس وأمثاله من العلماء عندهم مركب نقص تجاه السياسة
والسياسيين وإن أخطأوا في تصرف معين أو حادثة معينة.
نعم هناك حوادث تدل على مركّب النقص هذا؛
فالعلماء هم الذين نصّبوا محمد علي باشا في مصر حاكماً رغم أنه أمي بحجة
أنهم لا يفقهون في السياسة، ونحن نرى في واقعنا اليوم كيف تستغل الأحزاب
السياسية العلماء للحصول على أصوات الناخبين، ثم لا تقدم هذه الأحزاب
للإسلام أي خدمة، واغترار العلماء بالسياسيين واضح في كلام الإبراهيمي
(والجمعية هي التي كونته –ابن جلول- وأذاعت اسمه، وعبدت له الطريق...).
ورغم صحة آراء مالك في هذا الجانب إلا أنني أُلاحظ أن مالكاً ضخّم من
الأخطاء التي نتجت عن المؤتمر الجزائري، فالأمر كان واضحاً بالنسبة للشيخ
ابن باديس، فالمؤتمر لم يكن إلا موقفاً مرحلياً هدف من ورائه في حال
استجابة فرنسا لمطالب المؤتمر إلى تخفيف الضغط على الشعب الجزائري وتحسين
حالته الاقتصادية،.
وقد حاول الشيخ توجيه قرارات المؤتمر
لإثبات الشخصية العربية الإسلامية للجزائر مما يساعد على تعطيل فكرة
الاندماج التي هلل لها السياسيون ولم يوافق الشيخ على قرارات المؤتمر كلها،
بل ندّد بها بعد ذلك وقال:
"مددنا إلى الحكومة الفرنسية يداً، فإنْ
مدّت إلينا يدها فهو المراد، وإن ضيعت فرنسا فرصتها، فإننا نقبض أيدينا
ونغلق قلوبنا فلا نفتحها إلى الأبد، وإن الذين كانوا معنا يوم قابلنا رئيس
الوزراء (بلوم) باسم المؤتمر، يعلمون أنهم رجعوا وأيديهم فارغة، ولم يصدق
لا الرئيس ولا الوزير.
إنّ فرنسا تعد وتخلف، والجزائر تنخدع
وتطمع، أما نحن فلا تسلمنا المماطلة إلى الضجر، وإنما يدفعنا اليأس إلى
المغامرة والتضحية، وكذب رأي السياسة وساء فألها.." (21).
يقول الدكتور محمود قاسم حول هذه القضية:
"ولذا فإننا نميل إلى أن نخالف صديقنا
الكبير الأستاذ مالك بن نبي في رأيه بعض المخالفة عندما عاب على جمعية
العلماء أنها انزلقت إلى ميدان السياسة فأضاعت شيئاً كثيراً من مبادئها،
على أننا نوافقه تماماً إذا كان الأمر بصدد انزلاقهم إلى الانتخابات
المزيفة التي انساق إليها الجميع ابتداء من سنة 1947م أي بعد وفاة ابن
باديس بسبع سنوات..." (22).
إن
العلماء من أمثال ابن باديس والسياسيين الكبار كالثعالبي وأرسلان ينظرون
للأمور نظرة واقعيّة، نظرة فيها حصافة وتدبير حيث يرون الحال التي هم فيها
–ولكن مالكاً- ينظر نظرة مثالية أو يفكر للمستقبل البعيد، ومن هذه الزاوية
انتقد مالك دخول بعض العلماء والسياسيين في المصالحة بين ابن سعود وملك
اليمن، وكان في رأيه تأييد ابن سعود لتخلف الدولة اليمنية في عهد آل حميد
الدين، ثم إن مالكاً تحدث في مذكراته بأنه لم يكن نزيهاً كل النـزاهة في
تخوفه في تسليم جمعية العلماء المقاليد لفئة الحاملين للشهادات الجامعية،
إذ كان لي غرض يشاركني فيه حمودة بن الساعي، وهو أن نكون نحن الاثنان
الوارثين لجمعية العلماء، لأننا نظن في أنفسنا الجدارة لخوض المعركة
السياسية مع المحافظة على الخط الإصلاحي" (23).
وقد لاحظت أنّ حِدة النقد لجمعية العلماء
زادت بعد رجوع مالك إلى الجزائر، ففي تقويمه لما كتب في بدايات النهضة،
وكتابات شكيب أرسلان والأفغاني ومحمد عبده، يرى أن هذه الكتابات كانت تنطلق
في صورة شعلات دفاعيّة أو جداليّة، فهي أعمال للتبرير، وليست أعمالاً
للبناء والتوجيه، ويضيف بعد ذلك في تقويمه لجمعية العلماء:
"والإصلاح الجزائري نفسه لم يكن بالإجمال سوى مجادلة ضد المرابطية والاستعمار" (24).
وأما مقدم الكتاب صديقه الدكتور عبد العزيز الخالدين فيقول:
"لقد قام الشيخ ابن باديس ومدرسته بجهد
محمود في هذا الاتجاه، وإن لم يحققا ذلك التحرر تحققاً تاماً، لأن طريقة
سيرهما قد ظلت رهينة لكلٍ من علم الكلام والمغيبات.."(25) ؟!
إن
جمعية العلماء لم يكن همها الوحيد مجادلة (الطرقيّة) التي يسميها مالك
المرابطية، وإن كانت محقّة في هجومها على الطرقيّة لآثارها المدمرة على
الإنسان الجزائري، ومالك كان يؤيد الجمعية في هذا الجانب، ومجادلة الجمعية
للطرقيّة والاستعمار كان تمهيداً لمرحلة أخرى، والجمعية قامت ببناء المدارس
ونشر العلم، وأعادت الثقة للشخصية الجزائرية.
وأما قول الخالدي: إن مدرسة ابن باديس
كانت رهينة علم الكلام فهذا غريب جداً، فابن باديس والجمعية كانوا من أبعد
الناس عن علم الكلام بالمعنى الاصطلاحي عند الفرق الإسلامية، فإن كان
الدكتور يقصد علم الكلام بالمعنى الاصطلاحي فهذا قلة علم منه، وأما إن كان
يعني أن الجمعية تهتم بالكلام دون العمل، فهذا أيضاً مجانب للحقيقة تماماً،
وأغرب من هذا أن يصف الجمعية بأنها رهينة المغيبات؛ فإن الإيمان بالغيب من
أصول الإيمان والإسلام، ولا يكون مسلماً من لم يؤمن بالغيب، أما إن كان
يقصد الإيمان بأشياء وهمية فهم أبعد الناس عن هذا، وابن باديس من كبار
علماء الدين الذين يفقهون الإسلام، وكذلك زملاؤه كلهم من العلماء المتبعين
للكتاب والسنة.
الهوامش:
(1) ناصر الدين سعيدوني: الجزائر، منطلقات وآفاق/224.
(2) الآثار الكاملة 3/56.
(3) نسبة إلى صنهاجه كبرى قبائل البربر في
الشمال الأفريقي ويرجع نسب الشيخ إلى المعز بن باديس الذي كان حاكمًا
للشمال الأفريقي في القرن الرابع الهجري.
(4) مذكرات شاهد للقرن/ 131.
(5) في لهب المعركة /190 وقد أهدى للجمعية
أحد كتبه ولم يأته رد، وكتب لهم مقالاً ولم يأته رد. انظر: في لهب المعركة
/172. (6)مذكرات شاهد للقرن/276.
(7)مذكرات شاهد للقرن/ 319.
(8)بلوم هو رئيس الوزراء في حكومة الجبهة
الشعبية و (فيوليت) كان حاكمًا للجزائر في العشرينات، وقد عين في هذه
الحكومة مختصًا بالشؤون الجزائرية.
(9) انظر: أبو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية في الجزائر الجزء الثاني.
(10) محمد الميلي: الشيخ مبارك الميلي: حياته العلمية ونضاله الوطني/ 12.
(11) شروط النهضة 34.
(12) مذكرات (384) و (المطربشة) كناية عن
الزعماء السياسيين خريجي الجامعات، وهذه المصطلحات كانت قد ظهرت في مصر
أثناء الصراع بين قيادات الأخوان المسلمين أصحاب العمائم الأزهريين وبين
خريجي الجامعات من (الأفندية) كما كانوا يسمون.
(13) مذكرات 368.
(14) مذكرات 386.
(15) مذكرات 386.
(16) مذكرات 386.
(17) مذكرات 386.
(18) الآثار الكاملة5/132.
(19) الآثار الكاملة 3/69.
(20) الآثار الكاملة 3/69.
(21) محمد الميلي ابن باديس وعروبة الجزائر /180.
(22) الإمام عبد الحميد بن باديس/30 العبارة الأخيرة توحي بأنه لو كان ابن باديس حياً لم يقع هذا الانجرار.
(23) مذكرات /304 وهذا اعتراف يشكر له لما فيه من نقد ذاتي. (24) آفاق جزائريّة /47.
(25)مذكرات 386.