إن الحمد لله نحمدُه، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده، ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، بلّغ الرّسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأُمّة؛ فكشف الله به الغُمّة، وبعد:
فإن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يحتفلون بذكرى ميلاد خير البشريّة في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عامٍ، ويكون الاحتفال على هدي النبي- صلى الله عليه وسلّم-؛ فيجتمع الناس يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، ويُكثرون من الصّلاة على النبيّ وآله؛ حتى ينالوا الثّواب الجزيل من ربّ العالمين، هكذا يكون الاحتفال، أما الشّروع في الاحتفالات غير الموافقة للقرآن الكريم، ولا لهدي نبيّه إنما هو تعدٍّ على ما أمر الله به، وشروعٌ في ما نهى الله عنه.