طارق بن زياد (TARIQ IBN ZIYAD)
مواليد مدينة تلمسان سنة 670م
هو قائد عسكري أمازيغي ينتسب إلى قبيلة (نفزة) من فرع (ولهاصة) وهي زناتية أمازيغية، ولد قرب (وادي التافنة) (بتلمسان).
كان أبرز قادة (موسى بن نصير)، فتولّى مواصلة الفتح الإسلامي بعد (المغرب الأوسط/ الجزائر) إلى (المغرب الأقصى) ووصل إلى (المحيط الأطلسي).
بعد فترة وجيزة (عام تقريبا) كان الأمن والأمان قد عمّ بلاد المغرب، وانتشر الإسلام فيها.
فتح الأندلس:
_________
اعتدى القوط (Goth) على حليف طارق حاكم سبتة (الكونت جوليان يسميه العرب يوليان)، فطلب المعونة من (طارق) الذي اتصل فوراً بـ(موسى بن نصير)، وأخذ موافقة الخليفة الأموي (الوليد بن عبد الملك) الذي نصحهم بأن لا يثقوا بـ(الكونت جوليان) وأن يستكشفوا الأمر بأنفسهم.
أرسل (طارق) قائداً أمازيغيا آخر اسمه (طريف بن مالك) على 500 جندي نزلو الاندلس في منطقة سميت (جزيرة طريف) نسبة إلى قائد الحملة، في رمضان (91هـ - 710م).
وفي 5 رجب 92/ أفريل 711 انطلق الجيش الإسلامي بقيادة الفاتح العظيم (طارق بن زياد) إلى الأندلس في جيش قوامه (7000) أمازيغي و (300) عربي .. ليطلب المدد من موسى بن نصير فأمّده بجيش قوامه (5000) مقاتل.
صعق القوط لخبر وصول (طارق بن زياد) إلى الأندلس فتجهّزوا لقتاله على أرضهم بقيادة (الملك رودريجو) الذي يسميه العرب (لذريق) لجيش قوامه 100 ألف جندي... وتقاتلا في (أواخر شهر رمضان المعظّم 92هـ ) فتمّ النصر المؤزّر للمسلمين وانكسرت شوكة (القوط).
طارق بين مواصلة الزحف أو الحفاظ على المكاسب:
___________________________________
كانت الأوامر لطارق أن لا يتجاوز منطقة الساحل، لكن القوط كانوا ينظمون صفوفهم في كل مرة ويعودون لقتاله، فطلب المدد من موسى بن نصير ليتوسّع في الفتح وهو ما حصل حيث أمدّه بـ 18 ألف جندي.
طارق في دمشق عاصمة الخلافة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذهب طارق بن زياد مع موسى بن نصير إلى دمشق مصحوبا بـ500 أسير من العائلات الإسبانية المالكة، وترك ابنه (عبد العزيز بن طارق بن زياد) قائدا على الأندلس، لكن الخلاف دبّ بين (طارق) وبين (موسى بن نصير).. فهجر حياة الأضواء والسياسة والشهرة وفضّل الانعزال والتفرّغ للعبادة إلى أن وافاه الأجل في دمشق سنة 720م
مقطع من خطبة طارق قبيل معركة الفتح الفاصلة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام علي مائدة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية (يقصد لذريق) فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة، وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن، إن سمحتم لأنفسكم بالموت.
وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة، ولا حَمَلْتُكُمْ على خطة أرخص متاع فيها النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي، واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشقِّ قليلاً، استمتعتم بالأرفَهِ الألذِّ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفى من حظي.»
0 التعليقات:
إرسال تعليق