يعتبر الشيخ عبد الرحمن الجيلالي من الرعيل
الأول الذين أرّخوا للجزائر من بداية عصورها ،
ويعتبر كتابه " تاريخ الجزائر العام " الذي صدر سنة 1953 قفزة نوعية في الكتابة التاريخية بأقلام
أبناء الجزائر ، وهو طفرة
نوعية وتتمة لما بدأه
الشيخ مبارك الميلي و الأستاذ أحمد توفيق المدني، وفي هذا المقال و إن كان المجال لا يسمح لنا
بدراسة تحليلية ونقدية لكتاب الجيلالي ، إلا أننا سنتعرض لحياته وبعض من مواضيع و منهجية كتابه والذي ظهر
في وقت كان للمدرسة
التاريخية الاستعمارية
دور لا يقل أهمية عن الأسلحة
.
1- التعريف بشخصية
عبد الرحمن الجيلالي : هو عبد الرحمن بن محمد الجيلالي، وأمه مونية بنت الحاج إبراهيم ابن الجبار، ولد
يوم 09 فبراير 1908/محرم
1326هـ بمدينة الجزائر، من عائلة متوسطة الحال،
ومتمسكة جدا بالإسلام. حفظ القرآن الكريم، ولم يكن قد تجاوز سن الرابعة عشر على يد معلّمه محمد بن البشير البوزيري .بعد وفاة والده امتهن وهو شاب التجارة الداخلية، والخارجية، وخاصة تجاه اسبانيا
وفرنسا،
ثم تفرغ لطلب العلم،
ولا سيما علوم الدين من تفسير وفقه وأصول، وعلم الكلام وما يتصل به، والأدب من بلاغة وبيان، وعروض.وقد أخذ عن مشايخه بالعاصمة ومنهم : المولود الزريبي، الحفناوي أبا القاسم صاحب " تعريف الخلف برجال السلف " ومحمد بن أبي شنب (1)وكانت دراسته بالجوامع والمدارس التالية : الجامع الكبير والجامع الجديد، وجامع سيدي
رمضان، وجامع السفير، وفي مدرستي
الإحسان والهداية .ثم تولى الجيلالي مهنة التدريس في مدرسة
الشبيبة الإسلامية
وذلك خلال الثلاثينات
من القرن العشرين (2)إن
دراسة الشيخ لم تكن نظامية، ولم
يسافر خارج الجزائر إلى
الزيتونة أو إلى القرويين للتعلم، ولم يدرس بالمدارس الفرنسية ولا الحرة، بل كان تكوينه عصاميا (3)، أي كوّن نفسه بنفسه، وخاصة في الميدان الديني، فهل يكون لهذا التعليم الخاص
بالدين وقضاياه من أثر على اهتمامات الجيلالي المستقبلية؟ ويبدو أن المؤثرات التي صقلت شخصيته وأثّرت في تكوينه
العلمي تكمن في نتاج المدرسة الإسلامية، وهو متأثر
بالمؤرخ عبد الرحمن بن خلدون.وكان لاحتكاك الجيلالي ببعض أفراد الجمعية الصوتية
للمدائح الدينية
(القصّادين)
(4) دوره في اهتمامه واطلاعه الواسع على الطرب
الكلاسيكي، فالتفت إلى
فن النغم والموشحات
والأزجال الأندلسية، وتمكن من هذه الفنون وأدرك أصولها حق الإدراك (5)وقد شغل عدّة مناصب علمية خلال عهد
الاستعمار، فعمل أستاذا في
جمعية الشبيبة
الإسلامية، ودرّس في الجامع الحنفي الجديد، والجامع الكبير، وجامع السفير، وجامع سيدي رمضان،كما درّس بالمدارس
الحرة، كمدرسة التربية والتعليم
بقسنطينة خلال سنتي1942،1943 وبما أنه فقيه جيد في المسائل الدينية، فقد
دخل الإذاعة للرد على أسئلة المستمعين ذات الطابع
الديني التاريخي من خلال برنامج
"
لكل سؤال جواب "
ثم نشط في برنامج آخر
هو "رأي الدين في أسئلة المستمعين "لقد
شارك من خلال هذه البرامج من أجل الإصلاح الديني وتوعية الأهالي، واستمرت الحصة الأخيرة من سنة 1940 إلى ما بعد الاستقلال .كما أسندت للشيخ قراءة القرآن وترتيله بالجامع الجديد الحنفي، وأسندت إليه
وظيفة تدريس
صحيح الإمام البخاري
رواية بسنده المتصل
، وكان
خطيبا وإماما بجامع سيدي رمضان
إثر وفاة الشيخ أبي
يعلى محمد السعيد الزواوي سنة 1952، وأثناء كل هذا كان يلقى دروسا بصفة تطوعية في الفقه، وعلم الكلام،
والعروض، والحديث، والتفسير، والأصول، واللغة في مختلف مساجد العاصمة (6)تحصّل
الجيلالي على إجازات عدة، والمقصود
بالإجازة تلك الشهادة
التي يمنحها شيخ لتلميذه، وتكون عادة بطلب منه، وتسمى في المصطلح استدعاء، ويقوم الشيخ بإجازة تلميذه بعد القراءة عليه، وحضور دروسه
لمدة معينة(7)،
وحصل على الإجازات من طرف شيوخه الآتية أسماؤهم : المولود الزريبي، وعبد الحميد بن سماية، الحفناوي بن الشيخ. وكانت في
صحيح البخاري والفنون الإسلامية
الأخرى، منها مجموع
المتون في آداب اللغة العربية والفقه الإسلامي(8) ونظرا لتعدد ما أنتجه في مختلف المواضيع الأدبية والفنية مركزا خاصة على الفنيات المعمارية والصناعية، استفاد من بحوثه كتّاب
تناولوها في دراساتهم وأبحاثهم وجعلوا منها شواهد في مؤلفاتهم. وبمناسبة تعيين المستشرق مرسي (George Marçais) وتنصيبه
رئيسا للإدارة ومجلس
الأكاديمية، قرّر مجلس الأكاديمية وباقتراح من رئيسه الجديد تكريم نخبة من رجال العلم والآداب والفن
الجزائريين، بمنحهم وسام المعارف برتبة الاستحقاق ومن ضمنهم الجيلالي تقديرا لجهوده في البحث(9) ، وذلك سنة 1950.وبعد الاستقلال وظّف أستاذا محاضرا بالجامعة المركزية في علوم الحديث، وكذلك في
معاهد وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حيث درّس عناصر
الفقه المالكي، كما كان يعمل
باحثا في المتحف الوطني
لدراسة وتحقيق ما كان من آثار وتراث تاريخيين.وقد حج الشيخ الجيلالي وزار الحرمين الشريفين مرتين، كما زار القدس الشريف،
ومصر وتونس
وسوريا ولبنان والعراق
والكويت، وتركيا وفرنسا وإيطاليا وبولونيا واسبانيا كتب الجيلالي أول مقال وعمره أقل من خمس عشر سنة في جريدة
(الإقدام) للأمير خالد. ثم نشر عدّة مقالات بجرائد الشهاب (10) والبلاغ الجزائري والتلميذ . كما كتب بعد
الاستقلال
مقالات في مجلات مختلفة
منها : الثقافة، الأصالة، التاريخ، هنا الجزائر، والجرائد اليومية كالسلام … وشارك في ملتقيات
الفكر الإسلامي، وكان محاضرا ومناقشا في أغلبها. كما شارك في الملتقيات المختلفة : الثقافية، الأدبية، الفنية، والتاريخية والفقهية …إلخ.وبصفة عامة، فإن مواضيعه تتضمن مختلف العلوم
والفنون
أهمها التاريخ، وعندما
تأسس المجلس الإسلامي الأعلى ثمّ انتخاب الجيلالي عضوا بهذا المجلس، وعيّن في لجنة الفتوى التي كان يشرف
عليها الشيخ أحمد حماني.وذكر الشيخ الجيلالي أنه رغم انتخابه عضوا إلا أنه لم يلتحق بالمجلس، ورفض ذكر أسباب
ذلك، وترك
الأمر للتاريخ على حد
تعبيره (11).وقد شغل منصب العضو العامل بلجنة الفتوى
بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وعرض عليه في 2001 رئاستها، ولكن ظروفه الصحية وتقدم سنه منعاه.وللشيخ الجيلالي آثار ضخمة، وما هو
منشور منه قليل جدا مقارنة بما
يحتفظ به من مخطوطات
وبحوث غير منشورة ، ومن أهم آثاره المطبوعة والمنشورة نذكر(12) :
أ-في التاريخ
:ذكرى الدكتور محمد بن
شنب، المطبعة العربية 1933، ويعد الجيلالي أوّل من اهتم بحياة هذا الرجل وبأعماله، وهو من معاصريه والمقربين
منه، يعرف عنه الكثير وخاصة ما يتعلق بحياته
العلمية.
- تاريخ الجزائر،
المدية،
مليانة (الجزائر 1972)، صدر بمناسبة عيدها الألفي، ويشمل الكتاب
على دراسات وأبحاث
عدة باحثين منهم: عبد
القادر حليمي، يفر
Yver ،مولاي بلحميسي…
ب- في الدين: الحج إلى بيت الله الحرام، 1947.المولد والهجرة، (مسرحية) 1949.أما آثاره المخطوطة فلا يمكن ذكرها كلها لكثرتها، ونكتفي هنا بذكر بعض من تلك الكتب المخطوطة :-الثقافة والحضارة والعمران بالجزائر عبر العصور.فن التصوير والرسم عبر العصور الإسلامية .-المستشرقون الفرنسيون والحضارة الإسلامية .عناصر الفقه المالكي.فنون الطلاسم.جامع سيدي رمضان .-المسكوكات الإسلامية الموجودة بمتحف باردو ..-الجامع الكبير علميا وأثريا -العلائق الثقافية والسياسية بين (المغرب والأندلس)
ب- في الدين: الحج إلى بيت الله الحرام، 1947.المولد والهجرة، (مسرحية) 1949.أما آثاره المخطوطة فلا يمكن ذكرها كلها لكثرتها، ونكتفي هنا بذكر بعض من تلك الكتب المخطوطة :-الثقافة والحضارة والعمران بالجزائر عبر العصور.فن التصوير والرسم عبر العصور الإسلامية .-المستشرقون الفرنسيون والحضارة الإسلامية .عناصر الفقه المالكي.فنون الطلاسم.جامع سيدي رمضان .-المسكوكات الإسلامية الموجودة بمتحف باردو ..-الجامع الكبير علميا وأثريا -العلائق الثقافية والسياسية بين (المغرب والأندلس)
2- دواعي كتابة " تاريخ الجزائر العام : "أدرك
الجيلالي بأن تاريخ الجزائر مجهول، وبما أنه باشر التعليم الابتدائي في الجمعيات والمدارس السابق ذكرها،
فقد وجد أن تدريس مادة التاريخ ممنوع ومحرّم فيها، إلا ما يتعلق بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان
المعلمون
فيها يحاولون جهد
المستطاع تدريس المادة خفية من غير الإعلان عنها (13). وكانت كتب التعليم الفرنسية لا تحتوي تاريخ الجزائر، ولا تذكر ما هو مجيد فيه، مما
جعله يطرح
هذه الأسئلة : أين كتب تاريخ الجزائر؟ كيف كان حالها؟ وكيف
حال علماء الجزائر
وأعيانها ومثقفيها؟ لقد
كان كل ذلك مجهولا (14).
وكان ذلك من بين دوافعه إلى إيجاد
كتاب للمدارس
الابتدائية في جزء واحد يقدّم للتلاميذ. وعندما شرع في الكتابة وجد نفسه في موج بحر (15)، ذلك لأن الجيلالي عندما انطلق في تحقيق
مشروع الكتاب الموجه
لتلاميذ المدارس وجد
المادة غزيرة ومجال البحث أرحب وأوسع، وفراغ المكتبة أكثر إلحاح على سد بعض النقص، بإيجاد كتاب يشتمل
على تاريخ الجزائر من أقدم العصور،
فتحوّل بذلك مشروع
الكتاب المدرسي إلى مشروع ذو مستوى عال
. هذا وقد وجد أن
تاريخ الجزائر لم يدرس
دراسة شاملة ولا موضوعية، ويظهر أن الكتب التي ألّفها الميلي والمدني قبل الجيلالي لم تكن موضوعية من جهة،
وغير شاملة لكل العهود من جهة
أخرى،حسب وجهة نظره
ولذلك كان مشروع الكتاب كتابة تاريخ الجزائر من القدم إلى سنة 1954 .فحرص على أن يظهر أن لهذه الأمّة تاريخا تستطيع أن تفخر به (16)، تاريخا يفنّد ادّعاءات المستعمر الكثيرة والقائلة بأنّ الجزائر
فرنسية، وغير ذلك من الادّعاءات التي كذّبها التاريخ .وما شجّع الجيلالي على إنجاز مشروعه هو الدعم
الذي لقيه من طرف
أصدقائه(17)، وقد وضّح المؤلّف الغاية من كتابه بقوله : "
لحمل الشباب المسلم الجزائري على احترام بلاده، وتمجيد
تاريخه اللامع العظيم، والثقة بمستقبله الزاهر النيّر، مع نفخ روح القوميّة فيه، وإعداده لوصل حاضره بماضيه، حتّى
تتكامل فيه أركان الحياة الأربعة : المحافظة على
شخصيّته وميزته، وتقديس أسلافه الأمجاد والتمسّك بدينه، والعمل على الإشادة بوطنه "(18).فهدفه من التأليف كان وطنيا مثل الميلي والمدني، ولعلّ الشيخ
كان يهدف أيضا بالتأليف في تاريخ الجزائر إثبات وجود الشخصيّة الجزائريّة، خاصّة وأنّ بعض الجزائريين شكّكوا فيها
مثل فرحات
عباس الذي صرّح قائلا : لن أضحي بحياتي من أجل الوطن الجزائري، لأن
ذلك الوطن لا وجود له، لقد سألت التاريخ، والأموات
والأحياء فلم يخبروني عنه …" (19) .وقد ردّ عليه ابن باديس مؤكّدا وجود هذه
الأمّة، ثمّ جاء الجيلالي بكتاب
ليثبت بأنّ الجزائر لها
شخصيّتها العربيّة الإسلاميّة، وأن الواجب يفرض التمسّك بذلك، وقد أكّد اهتمامه بالعصور الإسلاميّة، لكونه رأى الخصم " فرنسا " يعمل
على محاربة الإسلام
عقائديّا وأدبيّا فركّز الكتابة عن هذا العصر(20)وقد اعتبر الجيلالي الجزء الأكبر من التاريخ الإسلامي المدوّن من طرف الميلي
والمدني
غير كاف(21) . فالأول من مجموع 359 صفحة في الجزء الأول خصّص 313 صفحة للحقبة ما قبل الإسلاميّة، أي ما يعادل 7/8 من الجزء، أمّا المدني فبحث في الحقبة
العربيّة في
كتاب قرطا جنة… ضمن 13 صفحة فقط، أمّا في كتاب الجزائر فكان جدّ
مختصر لاهتمامه
بالفترة المعاصرة،
ولذلك ارتأى الجيلالي أن يخصّص اهتماما أكبر بالفترة الإسلامية، وقد قيل أنّ المسلمين عندما يكتبون عن وطنهم،
يكونون أقرب إلى الصدق من
الأوربيّين(22).ونختم دواعي كتابة تاريخ الجزائر العام بما
قال الشيخ :" لقد كنت عاجزا عن حمل السلاح فرفعت القلم (23)
مفهوم التاريخ عند الجيلالي :التاريخ عنده هو الذي يثبت وجود الأمّة، من ماض وحاضر وآمال مستقبليّة، دفاعا عن وحدتها ومجتمعها وموطنها
المقيمة فيه، ومستقرّها حيث وجدت (24)وعرّف التاريخ في المصطلح بأنّه " علم تعرف به أحوال الماضين من الأمم الخالية،من حيث معيشتهم وسيرتهم ولغتهم
وعاداتهم ونظمهم وسياستهم واعتقادهم وأدبهم حتّى يتمّ بذلك معرفة أسباب الرقي والانحطاط في كلّ أمّة وجيل "(25) . ويرى
بأنّ صلة الحاضر
بالماضي وثيقة وقويّة، خاصّة وأنّه مؤمن بأنّ التاريخ يعيد نفسه . ومنه، فتتبّع أحوال الأمم السابقة من صميم
خدمة المستقبل، فالماضي يعطينا أمثلة واقعيّة تطبيقيّة لسيرة شخصيات من الماضي،ولا يستثني الجيلالي حتّى الأخطاء
التي ارتكبها الأشرار من الأسلاف، والهدف هو أخذ
الدروس والعبر النفيسة
والعميقةالباعثة في
الأمم صفة الأخذ بالعبرة تجنّبا للوقوع في مثل تلك الأخطاء حاضرا ومستقبلا
.ومن التاريخ يمكن لنا
معرفة سير المدنية والثقافة التي عاشها هذا الوطن خلال مختلف العصور، فهو نعم الأستاذ في تنمية الأفكار وتوسيعها .
أما شروط المؤرخ في رأيه : " العلم بقواعد السياسة وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والبقاع والأعصار في السير والأخلاق والعوائد والنحل والمذاهب وسائر الأحوال، والإحاطة بالحاضر من ذلك… والقيام على أصول الدول والملل ومبادئ ظهورها وأسباب حدوثها ودواعي سقوطها وأحوال القائمين بها وأخبارهم حتى يكون مستوعبا لأسباب كل حادث واقفا على أصل كل خبر " (26) .من خلال ما أورده، نجد أن تعريفه للتاريخ يستند إلى مبادئ ابن خلدون في التاريخ والعمران(27)، ولكنّه ينظر إلى الأساليب الحاضرة ومقاييس المعرفة .
وإذا كان قد قدّم هذا التعريف وما يشمله من شروط للمؤرخ، فهل اتبع ذلك في تأليفه،
وهل نهج خطّة مطابقة لما شرحه ؟ ذلك ما سنعرفه عند التعرّض لمنهجيّة الكتاب
3- منهجية الكتاب: صدر من تاريخ الجزائر خلال مرحلة الدراسة جزءان، الأول سنة 1953 ويحتوي على 340 صفحة، والثاني سنة 1955 وفيه 402 صفحة ، وتزامن ذلك مع اندلاع الثورة التحريرية، وقد أعيد طبعه بعد الاستقلال سبع مرات، والثامنة صدرت مؤخرا (2008)، وكانت كل طبعة مزيدة ومنقحة، حتى أصبح في خمسة أجزاء (28)، وعندما قارنا هذه الطبعات مع الطبعة الأولى كدنا نقول بأنه كتاب جديد، ولذلك فإن اعتمادنا سوف يكون على الطبعة الأولى .وعن المنهج أو الطريقة التي اعتمد عليها، فهو يقول بأنه سوف يبتعد عن كل تعقيد أو إبهام، لتيسير الفهم واستيعاب المعلومات، ومعتمدا طريقة الجمع، أي البحث في الكتب التي تتوفر عنده عن كل ما يهم الجزائر فيخرجه، ويقوم بعملية الربط والتنسيق بين النصوص ووضعها حسب مواضيعها المختلفة (سياسية، اقتصادية، دينية، …)، وذلك على نسق ما سطّره من خطّة، لأنّ هدفه كان جمع ما هو مشتّت في الرفوف وعلى صفحات الكتب.وفيما يتعلق بالفترات التي أراد جمع معلوماتها وترتيبها، فقد رأى عدم الحاجة للعهد القديم خلال تلك الظروف التي صدر فيها الكتاب(29)، فمن مجمل هذا الأخير خصّ ذلك العهد بـ 88 صفحة وفي المقابل أسهب في العصور الإسلامية وفصّل فيها القول .
وحسب ما أورده في المقدّمة يظهر أنّه جمّاعة للأحداث وناشر لها، فقال : "… جامعا فيه ما لا يسع جهله ولا يحسن إغفاله "(30) ، ثمّ قال :"حيث أنّني لم أجيء فيه بشيء جديد أو مبتكر حديث وإنّما هو جمع وتدوين… "(31).أمّا الفئة التي وجّه إليها الكتاب فهي من الهواة بالدرجة الأولى، وعن موقفه من القضايا التاريخية فقد أكد على الصراحة في الحكم متحاشيا كل انحياز أو امتياز .انطلاقا مما ذكره نرى بأنه جامع وناشر للتاريخ وليس مؤرخا محترفا، بل هاو غير أننا لا نجزم بالحكم النهائي، إلا بعد الغوص في ثنايا الكتاب ودراسته شكلا ومضمونا حتى يتهيّأ لنا تقييمه، والحكم عليه وعلى صاحبه.يظهر أن الجيلالي استفاد كثيرا مما ألّفه مبارك الميلي و أحمد توفيق المدني، ليس من المعلومات فحسب، ولكن في احتياطه مما وقعا فيه، سواء من حيث المضمون التاريخي أو من حيث الطابع الشكلي المنهجي للكتابة، ولا نرجع كل الفضل للجيلالي، ولكن الفضل لمن سبق وانطلق، ومن واجب الثاني أن يعرف عوامل النقص والتقصير فيتفاداها.لقد حرص كل الحرص على إتباع خطة واحدة في التأريخ لكل حقبة، فسار على مخطط واحد تقريبا، متضمنا فقرات معنونة.درس الأحوال والأطر التاريخية التي مرّ بها هذا الوطن في كل عهد، وخاصة خلال الفترات الإسلامية، متعرضا لمختلف أوجه الحياة، وكانت الخطة في كتابه على هذا الشكل :الدولة ونشأتها، وحدودها، ونظام حكمها، ووضعيتها الدينية والثقافية والحضارية والعمرانية والاقتصادية، وأسباب ازدهار كل دولة في وقت ما، وأسباب انحطاطها في وقت آخر، ولكل دولة في آخر الحديث عنها جدول للملوك والأمراء، وآخر جامع لأهم الأحداث التي جرت على عهدها، وجدول ثالث لأشهر الحكام والشخصيات، وكانت نهاية الكتاب في طبعته الأولى عند العهد العثماني، ولكن لم يتعرض لكل هذا العهد، وتوقّف عند نهاية عصر الباشاوات (995هـ/1069م. 1587/1659و
أما شروط المؤرخ في رأيه : " العلم بقواعد السياسة وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والبقاع والأعصار في السير والأخلاق والعوائد والنحل والمذاهب وسائر الأحوال، والإحاطة بالحاضر من ذلك… والقيام على أصول الدول والملل ومبادئ ظهورها وأسباب حدوثها ودواعي سقوطها وأحوال القائمين بها وأخبارهم حتى يكون مستوعبا لأسباب كل حادث واقفا على أصل كل خبر " (26) .من خلال ما أورده، نجد أن تعريفه للتاريخ يستند إلى مبادئ ابن خلدون في التاريخ والعمران(27)، ولكنّه ينظر إلى الأساليب الحاضرة ومقاييس المعرفة .
وإذا كان قد قدّم هذا التعريف وما يشمله من شروط للمؤرخ، فهل اتبع ذلك في تأليفه،
وهل نهج خطّة مطابقة لما شرحه ؟ ذلك ما سنعرفه عند التعرّض لمنهجيّة الكتاب
3- منهجية الكتاب: صدر من تاريخ الجزائر خلال مرحلة الدراسة جزءان، الأول سنة 1953 ويحتوي على 340 صفحة، والثاني سنة 1955 وفيه 402 صفحة ، وتزامن ذلك مع اندلاع الثورة التحريرية، وقد أعيد طبعه بعد الاستقلال سبع مرات، والثامنة صدرت مؤخرا (2008)، وكانت كل طبعة مزيدة ومنقحة، حتى أصبح في خمسة أجزاء (28)، وعندما قارنا هذه الطبعات مع الطبعة الأولى كدنا نقول بأنه كتاب جديد، ولذلك فإن اعتمادنا سوف يكون على الطبعة الأولى .وعن المنهج أو الطريقة التي اعتمد عليها، فهو يقول بأنه سوف يبتعد عن كل تعقيد أو إبهام، لتيسير الفهم واستيعاب المعلومات، ومعتمدا طريقة الجمع، أي البحث في الكتب التي تتوفر عنده عن كل ما يهم الجزائر فيخرجه، ويقوم بعملية الربط والتنسيق بين النصوص ووضعها حسب مواضيعها المختلفة (سياسية، اقتصادية، دينية، …)، وذلك على نسق ما سطّره من خطّة، لأنّ هدفه كان جمع ما هو مشتّت في الرفوف وعلى صفحات الكتب.وفيما يتعلق بالفترات التي أراد جمع معلوماتها وترتيبها، فقد رأى عدم الحاجة للعهد القديم خلال تلك الظروف التي صدر فيها الكتاب(29)، فمن مجمل هذا الأخير خصّ ذلك العهد بـ 88 صفحة وفي المقابل أسهب في العصور الإسلامية وفصّل فيها القول .
وحسب ما أورده في المقدّمة يظهر أنّه جمّاعة للأحداث وناشر لها، فقال : "… جامعا فيه ما لا يسع جهله ولا يحسن إغفاله "(30) ، ثمّ قال :"حيث أنّني لم أجيء فيه بشيء جديد أو مبتكر حديث وإنّما هو جمع وتدوين… "(31).أمّا الفئة التي وجّه إليها الكتاب فهي من الهواة بالدرجة الأولى، وعن موقفه من القضايا التاريخية فقد أكد على الصراحة في الحكم متحاشيا كل انحياز أو امتياز .انطلاقا مما ذكره نرى بأنه جامع وناشر للتاريخ وليس مؤرخا محترفا، بل هاو غير أننا لا نجزم بالحكم النهائي، إلا بعد الغوص في ثنايا الكتاب ودراسته شكلا ومضمونا حتى يتهيّأ لنا تقييمه، والحكم عليه وعلى صاحبه.يظهر أن الجيلالي استفاد كثيرا مما ألّفه مبارك الميلي و أحمد توفيق المدني، ليس من المعلومات فحسب، ولكن في احتياطه مما وقعا فيه، سواء من حيث المضمون التاريخي أو من حيث الطابع الشكلي المنهجي للكتابة، ولا نرجع كل الفضل للجيلالي، ولكن الفضل لمن سبق وانطلق، ومن واجب الثاني أن يعرف عوامل النقص والتقصير فيتفاداها.لقد حرص كل الحرص على إتباع خطة واحدة في التأريخ لكل حقبة، فسار على مخطط واحد تقريبا، متضمنا فقرات معنونة.درس الأحوال والأطر التاريخية التي مرّ بها هذا الوطن في كل عهد، وخاصة خلال الفترات الإسلامية، متعرضا لمختلف أوجه الحياة، وكانت الخطة في كتابه على هذا الشكل :الدولة ونشأتها، وحدودها، ونظام حكمها، ووضعيتها الدينية والثقافية والحضارية والعمرانية والاقتصادية، وأسباب ازدهار كل دولة في وقت ما، وأسباب انحطاطها في وقت آخر، ولكل دولة في آخر الحديث عنها جدول للملوك والأمراء، وآخر جامع لأهم الأحداث التي جرت على عهدها، وجدول ثالث لأشهر الحكام والشخصيات، وكانت نهاية الكتاب في طبعته الأولى عند العهد العثماني، ولكن لم يتعرض لكل هذا العهد، وتوقّف عند نهاية عصر الباشاوات (995هـ/1069م. 1587/1659و
( الجدول التالي يوضح
المواضيع التي
غطت كتابه وبصفة دائمة
لكلّ دولة
النشأة
النظام الحدود المجتمع المعتقد الاقتصاد الثقافة،والحضارة،والعمران السقوط الولاة
والأمراء أشهر
الشخصيات أهم الأحداث )
البربر ج1،
ص48 ص50،51
52 53 56
54
القرطاجيون
88-146ق م 57 61 63 64 63 69 69 70 73
القرطاجيون
88-146ق م 57 61 63 64 63 69 69 70 73
الرومان
146ق م-431م 76 76 79 91 80 92 93 96
146ق م-431م 76 76 79 91 80 92 93 96
الفندال
431-534 108 109 110 110 112 113
431-534 108 109 110 110 112 113
البيزنطيون
534-647م 117 118 119 120 121 124 123 130
534-647م 117 118 119 120 121 124 123 130
الأمة العربية
132 133
134
الفتح الاسلامي 166 168 177
الخوارج بافريقية
122،157ه/740،774م 176 185 189 191
الرستميون
160،296ه/776،909م 192 193 194 201 204 210 212
الأدارسة
172،311ه/788،923م 213 214 215 219 219 220 223 224 225
الأغالبة
184،296ه/800،909م 226 227 229 234 234 236 239 241 242 244
الفاطميون
296،361ه/909،972م 245 247 248 264 265
الفتح الاسلامي 166 168 177
الخوارج بافريقية
122،157ه/740،774م 176 185 189 191
الرستميون
160،296ه/776،909م 192 193 194 201 204 210 212
الأدارسة
172،311ه/788،923م 213 214 215 219 219 220 223 224 225
الأغالبة
184،296ه/800،909م 226 227 229 234 234 236 239 241 242 244
الفاطميون
296،361ه/909،972م 245 247 248 264 265
271 272 275
منهاجة الزيريون
منهاجة الزيريون
361،405ه/972،1014م
276 278
294 300
303 304 307
الحماديون
405،547ه/1014،1153م 308 309 310 327 333 328 334 339 340 343
المرابطون
472،539ه/1079،1145م 346 347 349 350 351 352 354 355 358
الموحدون
524،668ه/1130،1269م 359 361 363 381 383 383 388 394 395 400
الحفصيون
627،543ه/1220،1536م 7
ج2 9 1133 40 45 53 55 67
المرينيون
668،796ه/1269،1393م 69 70 71 86 90 89 96 100 102 113
الزيانيون
633،962ه/1235،1554م 114 119 121 215 216 236 244 251 252 269
الدولة التركية العثمانية
الحماديون
405،547ه/1014،1153م 308 309 310 327 333 328 334 339 340 343
المرابطون
472،539ه/1079،1145م 346 347 349 350 351 352 354 355 358
الموحدون
524،668ه/1130،1269م 359 361 363 381 383 383 388 394 395 400
الحفصيون
627،543ه/1220،1536م 7
ج2 9 1133 40 45 53 55 67
المرينيون
668،796ه/1269،1393م 69 70 71 86 90 89 96 100 102 113
الزيانيون
633،962ه/1235،1554م 114 119 121 215 216 236 244 251 252 269
الدولة التركية العثمانية
1246-920هـ/1830 ،
1514م 270 277
332 395 285
282
هذه مواضيع كتاب تاريخ الجزائر العام. وقد ذكر في
تقديم الكتاب أسباب
ودوافع تأليفه، ونوعية المواضيع المتطرق إليها ومنهجية ذلك وتعريف التاريخ، وأهم المصادر والمراجع التي
اعتمد عليها، بذكر العنوان، واسم
المؤلف، ودار الطبع،
وسنة ذلك، مرتبة ترتيبا هجائيا، ومصنفة، أي العربية وحدها، والفرنسية وحدها.وكان في بعض المواضع يحيل القارئ إلى الهامش
الذي ُيضمنه
الحديث على مصدر ما
أورده، بدون أن ينسى ذكر ما يخص الكتاب من عنوان، واسم مؤلفه، وطبعته، وعندما يستدعي الأمر التوضيح فإنه
يخصص للشرح والتحليل هامشا، ولا يهمه إن أطال، فمثلا عند حديثه عن المصحف الشريف خصّص أكثر من صفحتين للحديث عنه في الهامش(32)واحتوى الجزء الأول على صور توضيحية تتمثل في
ست خرائط (عن القطر
الجزائري، المعادن
والمناجم، الجزائر الفلاحية، الجزائر الوندالية، المغرب العربي في القرنين 2،3 هجري، المغرب العربي في القرنين 4،6 الهجريين) وعلى ست لوحات مصورة عن الآثار المختلفة.أما الجزء الثاني ففيه خريطتان تاريخيتان
وأربع لوحات.
وكان يضع عنوان الخريطة ومقياس رسمها، كما كان يعنون الصور. وفي آخر الجزء الأول صحّح بعض الأخطاء بذكره للصفحة
والسطر والخطأ وصوابه، وفعل نفس الشيء في الجزء الثاني.
وعند حديثه عن أشهر الشخصيات نجده يأسف على فقدان بعض مِن كُتبهم والتي يذكر عنوانها فقط، كما انه يعطي
من حين لآخر عناوين كتب وأرقام
تواجدها بالمكتبات سواء
داخل الجزائر أو خارجها، فمثلا عندما يتعرض لمحمد بن مرزوق الخطيب (ت 781هـ/1378م) ذكر بأن له ثروة علمية عظيمة أودعها بطون
مؤلفاته، ولكن لم يبق لنا
اليوم منها سوى قائمة
أسمائها،منها
المسند الصحيح في محاسن
مولانا أبي الحسن،
توجد نسخة منه بمكتبة
الأسكوريال قرب العاصمة مدريد تحت رقم 1616(33) ولم يكتف
بالحديث عن الجزائر
فقط، بل وسّع المجال إلى شمال إفريقيا، وثبت فهارس تاريخية أخرى عن مناطق أخرى مثل ذكره للخلفاء الأمويين
والعباسيين… إن فائدة الجداول التي وظفها المؤلف ضرورية جدا ومهمة، خاصة وأن الجزائر عرفت حقبا مختلفة وأحداثا أكثر
اختلافا،
كما عرفت ملوكا وحكاما
محليين، وأوربيين ومشارقة، فالباحث المتخصص يفترض فيه الاطلاع على كل شيء يتعلق بتخصصه، أما القارئ العادي فيكتفي بمعرفة الإطار
العام لتاريخ البلاد
.إن تلك الجداول المقيدة
لأهم الأحداث التاريخية وأشهر الشخصيات تسهّل المعرفة التاريخية بدون شك.
ويتفق الجيلالي مع الميلي في توظيفهما الاستشهاد بالنصوص التاريخية المختلفة حتى الطويلة منها (34) . غير أن الجيلالي كان يحيل إلى مصدر استشهاده. ولم يكتف بالنصوص
التاريخية فقط، بل وظّف نصوصا أدبية ونثرية وشعرية. ومن ذلك الأبيات التي نظمها الشاعر ابن حميدس الذي وصف عصر
المنصور
بن ناصر(35) في قصيدة طويلة جدا، شملت 48 بيتا(36).
إن الاعتماد على الشعر دعم لما يكتبه المؤلف، ومصدر مهم في التأكيد على ما أورده الباحث، فالأدلة والشواهد في التاريخ بمثابة الركائز الأساسية للبناء القوي، وقد تنبه الجيلالي إلى ذلك ولم يهمله.
إن الاعتماد على الشعر دعم لما يكتبه المؤلف، ومصدر مهم في التأكيد على ما أورده الباحث، فالأدلة والشواهد في التاريخ بمثابة الركائز الأساسية للبناء القوي، وقد تنبه الجيلالي إلى ذلك ولم يهمله.
إنّ كتاب الجيلالي لم يتناول القضايا السياسية والعسكرية فقط، بل عالج حوادث أخرى مثل الميدان الفكري والحضاري، حيث
أرّخ للحركة الفكرية في عهد الدولة
الحمادية، وما تميزت به
من صناعات فنية كالتصوير والنحت والنقش والزليج (37)، وذلك يدل على شساعة أفق المؤلف.
وإننا نجد في كتابه الدقة في ضبط التواريخ لدرجة أنه أحيانا يذكر حتى اليوم والشهر، ولم يكتف
بتاريخ واحد بل استعمل الهجري والميلادي لحدث واحد
وتعتبر ترجمته لأشهر
الشخصيات إحياء للتراث الجزائري، ودعما لعمل الحفناوي صاحب
"تعريف
الخلف برجال السلف". وإن كان الجيلالي قد أتمّ تنسيق المعلومات وحررها وأصدر كتابه في الطبعة
الأولى، وتناوله القراء، إلا أنه في باقي الطبعات ابتداء من الطبعة الثانية (1965) كان يرجع ليضيف في كل واحدة منها معلومات إضافية وبمصادر ومراجع أخرى كاعتماده
على بعض كتابات صلاح العقاد التي ظهرت متأخرة .وعن التنقيح والزيادة يقول الشيخ بأنه وقع له
ما وقع للقاضي الفاضل عبد
الرحيم البيساني، الذي
كتب إلى صاحبه العماد الأصفهاني معتذرا عن كلام استدركه عليه حيث قال
: "… رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال
في غده : لو
غيّر هذا لكان أحسن ولو
زيد لكان يستحسن ولو قدّم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل… وهذا من أعظم العبر وهو دليل على
استيلاء النقص على جملة البشر
"(38).
إلا أن صاحب "مؤرخي الشرفاء" يرى أن تلك التغيرات التي تلحق الكتاب بعد تبييضه وإخراجه للناس هي من أهم أسباب عدم توفر الوحدة في الكتب التاريخية (39)
ويبدو أن بروفنسال كان يقصد الكتب التي تتناول القضايا التاريخية المحددة زمانا ومكانا، أما بالنسبة للجيلالي فكتابه في التاريخ العام، ومهما أضاف لا يعد سلبيا، بل توسعا وتثمينا لعمله السابق، وتلك المعلومات يستحسن إضافتها .إن أي بحث لا يخلو من الصعوبات، فإن الصعوبات التي واجهها الجيلالي، هي تشتت الموضوع، وانتشاره في عدة مراجع حاضرة ومفقودة، عربية وفرنسية، ثم أن زوجته السيدة "أم غالب" هي الوحيدة التي ساعدته، وأما جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فلم تقدم له أي عون، أو مساعدة (40)، ومن ثمة لم يكن لها فضل في عمله.ويظهر أن ذلك كان بسبب كونه غير عضو فيها لعدم رغبته الغوص في المسائل السياسية. وما يؤكد أن الجمعية لم تهتم بكتاب الجيلالي، اهتمامها بالميلي والمدني، بحيث أنها كانت من حين لآخر، وبمناسبة صدور أي كتاب إلا وسارعت بالإعلان عنه في الجرائد (خاصة في البصائر والشهاب) ثم أن الجمعية كانت تقيم حفلات تكريمية للميلي والمدني.
ومن أهم الصعوبات التي اعترضت الجيلالي متابعة الإدارة العسكرية له، ولم يدافع عنه سوى بعض الأصدقاء الذين أكدوا لها بأنه يكتب في تاريخ قديم لا يمس الحاضر ولا يهدد وجود فرنسا(41).
3- المصادر والمراجع : نجدها متنوعة، وخاصة العربية منها، والتي ركز عليها الجيلالي أيما تركيز وعددها واحد وستون عنوانا، في مقدمتها القرآن الكريم، وما ألّفه الميلي والمدني. كما اعتمد بصفة خاصة على كتاب عبد الرحمن بن خلدون (ت808هـ-1406) المسمى كتاب العبر، وخاصة على المقدمة .وعلى كتاب "البيان المغرب في أخبار المغرب " لابن عذاري المراكشي (ت706هـ-1307م)ويحتوي هذا المؤلف على وقائع تاريخية وأخبار تتعلق بالوضعية الاقتصادية وطبيعة المجتمع والعلاقات بين الحكام، وخاصة في الفترة التي عايشها، إلا أنه من حين لآخر كان يختصر المعلومات(42)، غير أن أهمية الكتاب لا يمكن نكرانها ولا الاستغناء عنها، فهو يحتوي على تسجيل لوقائع الفترة الإسلامية الأولى ببلاد المغرب منذ أن فتح عمرو بن العاص الإسكندرية سنة 21هـ/641م وذكره لما وقع أيام الفاطميين .ومما رجع إليه الجيلالي كتاب نيل الابتهاج بتذييل الديباج، لصاحبه أحمد بابا التنبكتي (ت1036/1627) وهو أهم ما كتب بحيث تعرض فيه لترجمة ثمانمائة (800) شخصية من المذهب المالكي. وكان هذا الكتاب مصدرا مهما لأعلام المغاربة(43)وما تميز به الجيلالي عن سابقيه هو اعتماده على المخطوطات وعددها ثمانية، منها تاريخ بلد قسنطينة (44)لأحمد بن العطار (ت1287هـ/1870)، ورغم صغر حجمه (38 ورقة) إلا أنه يحتوي على معلومات جادّة عن مدينة قسنطينة، وهو نوع من الآثار والتاريخ والذكريات العامة والأحداث المهمة التي عرفتها قسنطينة في العهد العثماني.
كما اعتمد على مخطوط ) الرحلة القمرية) لابن زرفة، والحقيقة أنه ليس برحلة، بل هو في سيرة الباي محمد الكبير وجهاده، فهو مهم للفترة العثمانية.إضافة إلى اعتماده على مخطوط "الزهرة النائرة فيما جرى في الجزائر حين أغارت عليها جنود الكفرة " لمحمد بن يوسف التلمساني (ت1780/1194) . ومن الملاحظ أنه يحتوي على مادة مهمة عن العهد العثماني وخاصة عن الاعتداءات الأوربية الخارجية على الجزائر سنة 1775.
إلا أن صاحب "مؤرخي الشرفاء" يرى أن تلك التغيرات التي تلحق الكتاب بعد تبييضه وإخراجه للناس هي من أهم أسباب عدم توفر الوحدة في الكتب التاريخية (39)
ويبدو أن بروفنسال كان يقصد الكتب التي تتناول القضايا التاريخية المحددة زمانا ومكانا، أما بالنسبة للجيلالي فكتابه في التاريخ العام، ومهما أضاف لا يعد سلبيا، بل توسعا وتثمينا لعمله السابق، وتلك المعلومات يستحسن إضافتها .إن أي بحث لا يخلو من الصعوبات، فإن الصعوبات التي واجهها الجيلالي، هي تشتت الموضوع، وانتشاره في عدة مراجع حاضرة ومفقودة، عربية وفرنسية، ثم أن زوجته السيدة "أم غالب" هي الوحيدة التي ساعدته، وأما جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فلم تقدم له أي عون، أو مساعدة (40)، ومن ثمة لم يكن لها فضل في عمله.ويظهر أن ذلك كان بسبب كونه غير عضو فيها لعدم رغبته الغوص في المسائل السياسية. وما يؤكد أن الجمعية لم تهتم بكتاب الجيلالي، اهتمامها بالميلي والمدني، بحيث أنها كانت من حين لآخر، وبمناسبة صدور أي كتاب إلا وسارعت بالإعلان عنه في الجرائد (خاصة في البصائر والشهاب) ثم أن الجمعية كانت تقيم حفلات تكريمية للميلي والمدني.
ومن أهم الصعوبات التي اعترضت الجيلالي متابعة الإدارة العسكرية له، ولم يدافع عنه سوى بعض الأصدقاء الذين أكدوا لها بأنه يكتب في تاريخ قديم لا يمس الحاضر ولا يهدد وجود فرنسا(41).
3- المصادر والمراجع : نجدها متنوعة، وخاصة العربية منها، والتي ركز عليها الجيلالي أيما تركيز وعددها واحد وستون عنوانا، في مقدمتها القرآن الكريم، وما ألّفه الميلي والمدني. كما اعتمد بصفة خاصة على كتاب عبد الرحمن بن خلدون (ت808هـ-1406) المسمى كتاب العبر، وخاصة على المقدمة .وعلى كتاب "البيان المغرب في أخبار المغرب " لابن عذاري المراكشي (ت706هـ-1307م)ويحتوي هذا المؤلف على وقائع تاريخية وأخبار تتعلق بالوضعية الاقتصادية وطبيعة المجتمع والعلاقات بين الحكام، وخاصة في الفترة التي عايشها، إلا أنه من حين لآخر كان يختصر المعلومات(42)، غير أن أهمية الكتاب لا يمكن نكرانها ولا الاستغناء عنها، فهو يحتوي على تسجيل لوقائع الفترة الإسلامية الأولى ببلاد المغرب منذ أن فتح عمرو بن العاص الإسكندرية سنة 21هـ/641م وذكره لما وقع أيام الفاطميين .ومما رجع إليه الجيلالي كتاب نيل الابتهاج بتذييل الديباج، لصاحبه أحمد بابا التنبكتي (ت1036/1627) وهو أهم ما كتب بحيث تعرض فيه لترجمة ثمانمائة (800) شخصية من المذهب المالكي. وكان هذا الكتاب مصدرا مهما لأعلام المغاربة(43)وما تميز به الجيلالي عن سابقيه هو اعتماده على المخطوطات وعددها ثمانية، منها تاريخ بلد قسنطينة (44)لأحمد بن العطار (ت1287هـ/1870)، ورغم صغر حجمه (38 ورقة) إلا أنه يحتوي على معلومات جادّة عن مدينة قسنطينة، وهو نوع من الآثار والتاريخ والذكريات العامة والأحداث المهمة التي عرفتها قسنطينة في العهد العثماني.
كما اعتمد على مخطوط ) الرحلة القمرية) لابن زرفة، والحقيقة أنه ليس برحلة، بل هو في سيرة الباي محمد الكبير وجهاده، فهو مهم للفترة العثمانية.إضافة إلى اعتماده على مخطوط "الزهرة النائرة فيما جرى في الجزائر حين أغارت عليها جنود الكفرة " لمحمد بن يوسف التلمساني (ت1780/1194) . ومن الملاحظ أنه يحتوي على مادة مهمة عن العهد العثماني وخاصة عن الاعتداءات الأوربية الخارجية على الجزائر سنة 1775.
أما المراجع الفرنسية فقد اعتمد بصفة خاصة على شارل أندري جوليان، في كتابه تاريخ إفريقيا الشمالية الذي صدر في سنة 1931 (45) والذي اهتم بماضي المنطقة، فله أهمية خاصة، كونه يعطي نظرة عامة وشاملة.
وللكتاب دور تاريخي، فلا يزال إلى يومنا هذا المرجع المعتمد لدى المغاربة (المغرب الأقصى، الجزائر، تونس) خاصة وأن
جوليان أظهر شجاعة نادرة عندما أصدر كتابه على وقع
الاحتفالات المئوية، وحسب عبد الله
العروي فإنه لا يوجد
أحد يستطيع أن ينوه بالكتاب التنويه اللائق بشجاعة جوليان (46).وعلى الرغم من التحيز الذي أظهره في أحكام غير موضوعية، إلا أننا عندما نقارنه بالكتاب الذي أصدرته الإدارة الفرنسية
حول "تاريخ ومؤرخي الجزائر" يتّضح لنا مدى ما اتصف به جوليان من جدّة، فهو يقف على أرضية إصلاحية، أي إصلاح وضعية الأهالي وتحسينها،
ويناقش منظري الاستعمار انطلاقا من
مسلماتهم، ويحاور قزال
وغوتيه وأوجين البيرتيني محاولا إقناعهم أن نتائج بحوثهم هي التي تحتم إعادة النظر في مستقبل شمال إفريقيا
وتغيير السلوك السياسي فيها .
ونجد الجيلالي ينوه بالمؤرخ الفرنسي ستيفان قزال Stephane Gsell ويصفه بالمؤرخ
الكبير، أما كتابه
التاريخ القديم لإفريقيا الشمالية فيصفه بالحافل
.وبصفة عامة فالمراجع المعتمد عليها لا بديل عنها آنذاك،
ثم أنها مهمة لأي باحث في تاريخ شمال إفريقيا عامة، والجزائر خاصة، ويظهر جليا أن المادة العلمية عند الجيلالي
عرفت تحسنا وتطورا كبيرين مقارنة مع الميلي (47).
4-الترجمة والأسلوب : لم يكن الجيلالي يعرف الفرنسية إلا قليلا (48)، ولا يختلف في هذا كثيرا عن الميلي، وفي الطبعة الأولى لم نجد أي إشارة توحي إلى
اعتماد الجيلالي على تراجمة أو مساعدين، ولكنه في الطبعة الثانية (1965) أقر بما هو مدين به : للكتب ومؤلفيها، وهم
الذين ذكرهم في صدر الكتاب منوها بأسمائهم، ثم بما
هو مدين به لزوجته السيدة : " أم غالب" "ميمي
خداوج"
التي توفيت سنة قبل
صدور هذه الطبعة (1964)..فهو يقول عنها بأنها قدّمت له مؤازرة عظيمة بما حققته من مواضيع تاريخية، وبحوث مهمة، استخلصتها من قراءتها
المتواصلة لكتب الأوربيين الذين اهتموا وكتبوا عن تاريخ الجزائر، وقال بأنها كانت تلخصها وتترجمها (49)، طيلة الفترة الخاصة بإعداد البحث، أي نحو ستة (16) سنة، منذ بداية الحرب العالمية الثانية(50)، فكانت خير معين له. وهي الوحيدة التي كانت تساعده في الترجمة، وقد كان عمله
مرهونا بما كانت تترجمه له.
ولم يغفل الشيخ
الجيلالي في الطبعة الأولى عن التنويه بها، ولكنها هي التي رفضت ذلك، لتواضعها وخجلها وتنازلها عن حقها.وإن تقديم الزوجة يد المساعدة لزوجها ليست غريبة لا ماضيا ولا حاضرا، فأبو القاسم سعد الله
نجده ينوه
بزوجته في كتابه تاريخ
الجزائر الثقافي، والذي قال بأنها كانت تدفعه كلما اعتراه سأم أو مرض، وأملت عليه معظم فصول الجزء
الأول، كما أنها دلّته على مراجع ومسائل لم يكن قد اهتدى إليها (51).غير أن ما احتاجه سعد الله يختلف عن الذي
احتاج إليه
الجيلالي، فهذا الأخير
عمله كان مرهونا ومتوقفا على مدى عطاء زوجته بما تستطيع أن تترجمه .
وقد كان المؤرخ الجيلالي متمكنا من اللغة العربية، مثل تمكن الميلي والمدني، وامتاز أسلوبه في الكتابة
بالسلاسة والسهولة، والوضوح، وعدم
الإكثار من المحسنات
البديعية والتنميق، مما جعله أقرب إلى الأسلوب العلمي منه إلى الأدبي، وهو الأسلوب المناسب في الكتابة
التاريخية
.
الهامش :
1-لقاء مع الجيلالي بمدينة الجزائر، في بيته
يوم 25/01/2001 .
2-نفس اللقاء.
3- لقاء مع الجيلالي ببيته يوم 27/07/2001، 06
جمادى الأولى 1422 هـ
4-الهاشمي العربي، تصدير لكتاب تاريخ الجزائر العام للجيلالي، ط8، تحت الطبع (صيف 2001)
5-تاريخ الجزائر الثقافي، 09ج، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط1 1998، ص54.
6-كانت هذه الفرقة تعقد بمسجد ضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي حلقات للذكر بإشراف الشيخ بوقندورة مفتي الحنفية بالجزائر العاصمة، وهو أستاذ محي الدين باش تارزي، عميد الحركة المسرحية بالجزائر .
4-الهاشمي العربي، تصدير لكتاب تاريخ الجزائر العام للجيلالي، ط8، تحت الطبع (صيف 2001)
5-تاريخ الجزائر الثقافي، 09ج، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط1 1998، ص54.
6-كانت هذه الفرقة تعقد بمسجد ضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي حلقات للذكر بإشراف الشيخ بوقندورة مفتي الحنفية بالجزائر العاصمة، وهو أستاذ محي الدين باش تارزي، عميد الحركة المسرحية بالجزائر .
7- لحاج محمد حشلاف، عبد الرحمن الجيلالي،
بطاقة تعريف، مطبعة هومة، الجزائر، جويلية 1999، ص08.
8-لقاء يوم 10/08/ 2001
9-اطلعت على هذا الوسام عند زيارة الشيخ ليوم
27/07/2001 وهو إطار ممضى من طرف مرسى سنة 1950، وفي 05 جويلية 1987 قدّم
له ئيس الجمهورية السابق الشاذلي بن جديد وسام استحقاق واعتراف وتقدير جهوده.
10-نشر بها مثلا
"كتاب الجزائر تجاه النقد" سنة 1932.
11-لقاء يوم 25/01/2000.
12-منحني السيد / صدّيق مخيوبة مشكورا كل ما كتبه الجيلالي حسب المواضيع، ومشيرا إلى بعض أماكن
نشرها
13-لقاء مع الجيلالي يوم 27/07/2001
14-محمد دحو / لأني رأيت تاريخ الجزائر مهمشا- لقاء مع الشيخ الجيلالي/يومية السلام ، الجزائر، ع8، الأربعاء 27
ربيع الثاني 1411، 14 نوفمبر 1990، ص04.
نفس اللقاء السابق
.
15- دون إمضاء
/تاريخ الجزائر العام/في
/المنار، الجزائر، س3، ع45، الجمعة 29 شوال 1372/
10 يوليو 1953، ص2.
10 يوليو 1953، ص2.
16- عبد الرحمن بن محمد الجيلالي، تاريخ
الجزائر العام، 2ج، المطبعة العربية، الجزائر، ط1، 1272هـ/1953، ج1، ص5
17-.نفسه،ص6
19-FERHAT ABBAS,/ LA FRANCE C’EST MOIS/ IN/ LA DEFENSE , ALGERIE, N° 95, VENDREDI 1936, P01.
20-لقاء مع الجيلالي، يوم 10/08/2001
19-FERHAT ABBAS,/ LA FRANCE C’EST MOIS/ IN/ LA DEFENSE , ALGERIE, N° 95, VENDREDI 1936, P01.
20-لقاء مع الجيلالي، يوم 10/08/2001
.21--
BEN CHENEB (SAADEDDINE)/QUELQUES HISRORIENS ARABES MODERNES DE L’ALGERIE /IN/
REVUE AFRICAINE, JOURNAL DES TRAVAUX DE LA SOCIETE HISTORIQUE
ALGERIENNE, ALGER, VOL100 , 1956. P496
22-بروفنسال (ليفي)، مؤرخو الشرفاء، ت عبد القادر الخلادي ، دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط، 1397/1977 ص23
22-بروفنسال (ليفي)، مؤرخو الشرفاء، ت عبد القادر الخلادي ، دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط، 1397/1977 ص23
23
-لقاء
يوم 27/07/2001، 06
جمادى الأولى 1422 هـ.
24-نفسه
25-
الجيلالي، المصدر السابق، ص18.
26-نفسه ، ص21
27-لمعرفة ذلك، انظر، عبد الرحمن بن خلدون، المقدمة، تقديم عبد الهادي بن منصور وآخرين، (في فصل علم التاريخ…) موفم
للنشر، الأنيس، الجزائر 1995، ج1،ص13
28-ظهر الجزء الخامس مع الطبعة السادسة،
ويحتوي فهارس الأعلام البشريّة والجغرافيّة، وفهارس القبائل ومشاهير الاعلام
والحوادث، لجميع الأجزاء، يقع هذا الجزء في 268 صفحة -الجيلالي، المصدر السابق،
ص8
29-نفسه، ص5.
30-نفسه ، ص6
31-الجيلالي، المصدر السابق، ص ص 116،
118 (الهامش) رقم 01
32-
نفسه،ج2، ص 106
33- نفسه، مثلا في حديثه عن الحركة الاقتصادية للدولة الحمادية، نقل عن الادريسي 11 سطرا. ص391
34-تولى
الحكم سنة 481 هـ/1089
على عهد الدولة الحمادية، 405هـ،547هـ/1014م-1145م.
35-الجيلالي، المصدر السابق، ص ص،
331،332،333 .
36-نفسه، ص 329
37-نفسه، الطبعة الرابعة، دار الثقافة، بيروت، ص01
38-بروفنسال، المرجع السابق، ص64.
39-لقاء يوم 10/08/2001
40-لقاء يوم 27/07/2001-
41- من التراث التاريخي والجغرافي للغرب
الإسلامي، تراجم مؤرخين ورحالة وجغرافيين، دار الغرب الإسلامي،
بيروت، لبنان، ط1 1999، ص138.
42-نفسه، ص322.
43- تصحيح وتقديم ، نور الدين عبد القادر،
منشورات المدرسة التطبيقية للدراسات الإسلامية، المطبعة
الرسمية، الجزائر، الجزائر 1952 أ
44- أعيد طبعه في جزأين، سنة1951 طبعة منقحة
بإشراف كورتوا وروجي لوتورنو
45-المرجع السابق، ص31.
47- ابن شنب، المقال السابق، ص498.
48- نفسه، ص
497.
49-الجيلالي المصدر السابق، ط2، 1965، مكتبة
الشركة الجزائرية، الجزائر، ج1، ص9.
50-المنار، المقال السابق
51-ج1، ص08.
*~~~~~~~~~~ أ. بلقاسم ميسوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق