إن الدارس
لتاريخ الجزائر وتحديدا فيما يتعلق بالمجتمع وتسيير شؤونه في كل الجوانب يلمس نوعا
من الإتصال والترابط ما بين الفترتان العثمانية والاحتلال الفرنسي، المحددتان ما
بين القرن (16 – 19 ) .
والسبب في ذلك
يعود إلى الفرنسيين الذين واجهوا عند نزولهم بالجزائر مشكلة في التعامل مع السكان
المحليين وإدارتهم لذا لم يكن أمامهم سوى الاعتماد على النظام الإداري للسلطة
السابقة خاصة مع القبائل المتمركزة بالمناطق الجبلية والصحراوية.
ولأننا نريد أن نتطرق إلى دراسة منطقة الجنوب الغربي
دراسة شاملة، سياسيا، اجتماعيا واقتصاديا، اقتضى منا الأمر العودة إلى تاريخها في
هاتين الفترتين لمحاولة معرفة وضعها جغرافيا، ومدى تأثيره سياسيا على القبائل وعلى
نمط حياتهم الاجتماعية والاقتصادية .
1. سياســيا
:
إنّ اِمتداد منطقة الجنوب الغربي من
الأطلس التّلي إلى الأطلس الصحراوي، وصولا إلى العرق الغربي الكبير، جعلها متميزة
بمظاهر طبيعية متنوعة، بداية بالشطين الشرقي والغربي، يليهما السلاسل الجبلية منها
جبال القصور والعمور1.
وبناءً على هذه الطبيعة الجغرافية، نجد سكان المنطقة
منعزلون عن إيالة الجزائر العثمانية، وبالتالي لا يخضعون إلى التنظيم السياسي
الموجود شمالا خصوصا في الشؤون الداخلية للقبيلة2. فصلتهم بالسلطة العثمانية قائمة على معاهدات3 تتجسد أولا في مسالة الجباية المفروضة في شكل ضرائب، وثانيا في
الهجرة الفصلية نحو المناطق التلية بهدف التبادل التجاري4 مقابل دفع غرامة اللزمة والمعونة5 أي لم تكن هناك
علاقات إجتماعية بين السلطة المركزية والمجتمع المجتمع الجزائري. ومن جانب آخر،
تميزت قبائل منطقة
الجنوب أو البعض منها بقوة نفوذها على مستوى الصحراء، وهذا من منطلق النفوذ
الديني، والانتماء إلى سلسلة الأشراف، الأمر الذي صعب عليها الخضوع إلى سلطة واحدة
تحد حريتها6. فهي حسب التركيب الاجتماعي عبارة عن عائلات عريقة تخضع
إلى نظام الجماعات والعشائر تابعة لمشائخ7، ومن أشهرها بالجنوب
الغربي نجد قبيلة حميان وأولاد سيدي الشيخ8. وهذه الأخيرة تشكل مشيخة دينية تضم أعراشا وقبائل ممتدة من الأطلس الصحراوي إلى غاية
العرق الغربي الكبير، متميزة بشيوخها الرافضين للخضوع التام والتدخل في الشؤون
الداخلية. فعلاقتهم مع الحكام العثمانيين تتجسد في التبعية الاسمية في إطار قبائل
المخزن، مبنية على التعاون والاحترام المتبادل9.
ولهذا بقيت قبائل الجنوب تمارس استقلالا حقيقيا طيلة الفترة العثمانية، وتعدته إلى
فترة الإحتلال الفرنسي خاصة في بدايته، عندما كان الغزو الفرنسي منحصرا في المناطق
الساحلية. لكن بمرور الوقت وبعد تصفية الترتيبات التي تبعت الحملة العسكرية على
مدينة الجزائر أقر الفرنسيون الشروع في تطبيق السيطرة الشاملة، فبدأت السلطات
الاستعمارية تشجع الهجرة الأوروبية، للإستيطان بالجزائر بإصدار الأوامر في 08 سبتمبر1830،10
الاستيلاء على أملاك الدولة والأوقاف الإسلامية "والأسر التركية"،
وأتبعتها بسلسلة من الإجراءات والمراسيم منها مرسوم جويلية 111834، والقاضي
بإلحاق الجزائر بفرنسا، واعتبارها جزءً من التراب
الفرنسي12. فأصبحت بذلك الحركة الاستيطانية نشيطة، وتم الاستيلاء على
كل الأراضي المزروعة وغير المزروعة، والتي لا يملك أصحابها وثائق تدل على ملكيتهم
من خلال قراري سنة 1844 وسنة 1846. وتطورت هذه
السياسة في فترة الخمسينات مع الجنرال راندون Randon، الذي حاول تطبيق سياسة حصر القبائل بواسطة قانون 16جوان 131851.
أما بالنسبة
للنظام الاداري بالجزائر، فرغم التغيير الذي عرفته النّظم السياسية الفرنسية14،
فإن الادارة الاستعمارية في الجزائر كانت عسكرية منذ البداية وتأكدت سنة 1834 وسنة 1848 بقوانين
وتشريعات، وظلت كذلك إلى سنة 1870، فالمسؤول
الأول هو حاكم عسكري تحت إشراف وزير الحربية، وكان يساعده قواد النواحي الثلاث "وهران ـ الجزائر ـ قسنطينة"15.
كان بهذه النواحي، مناطق يكثر فيها الأوروبيون يطبق عليهم النظام المدني ومناطق
مزدوجة يقل فيها الأوربيون، يطبق فيها النظام المدني على الأقلية والعسكري على
"الأهالي"، أما باقية المناطق أخرى يسكنها الجزائريون فقط، وتشمل الهضاب
العليا والصحراء، اعتبرت عسكرية وقسمت إلى وحدات إدارية على رأس كل منها ضابط
فرنسي تحت إمرته قائد المقاطعة.
وإنجاحا
للسيطرة، تم وضع مخطط استعماري ارتكز أولا على إنشاء مراكز مراقبة على طول مناطق
الهضاب، ومن أشهرها البيض، الجلفة، الأغواط، تيارت، ... إلخ، خصصت لها وحدات عسكرية. وثانيا إحداث
إدارة محلية تجسدت في المكاتب العربية16 التي قام دورها على جمع
الضرائب، وتحقيق الأمن، من خلال المتابعة الدائمة للسكان والتجسس عليهم17.
وبالرغم من هذه
الترتيبات فإن السيطرة على هذه القبائل كان صعبا لقوة نفوذها، وهو الأمر الذي دفع
الإدارة الاستعمارية إلى توظيف عائلات مرموقة بجانبها المادّي والمعنوي، لتكون
واسطة بينها وبين "الأهالي"18. فأوكلت لها مهاما مختلفة مثل جمع
الضرائب، وأضفوا عليها الألقاب .
و من أشهر هذه العائلات بالجنوب الغربي والتي
تميزت بنفوذها بين قبائل المنطقة وقبائل الجنوب عامة هي عائلة أولاد سيدي الشيخ،
التي رأى الفرنسيون ضرورة التقرب منها، وإستغلال زعمائها لأجل الهيمنة على الجنوب
الغربي، خاصة أنها عائلة جمعت بين شرف الدّين والسّيف، والمكانة السّامية بين سكان
المنطقة19. وتعدت بذلك إلى قبائل ورقلة وقبائل الحدود المغربية الجزائرية.
وبدأت
الإتصالات بين السلطات الفرنسية وفرع الشراقة من العائلة بزعامة سي حمزة في سنة 1850،20 وانتهت بعقد
اتفاق يقضي بعدم التدخل في الشؤون السياسية والدينية للقبيلة، مقابل الخضوع والسير
في السلم الإداري الفرنسي21، وتقديم الخدمات الواسعة لهم. وهكذا يكون
سي حمزة أول قائد من أولاد سيدي الشيخ يضع نفسه في خدمة الحكومة الفرنسية، وسيشارك
في حملاتها التوسعية بالصحراء مقابل إمتيازات ضخمة . وتستمر
خدمات هذه العائلة لفرنسا بعد وفاة سي حمزة مع ابنه أبوبكر الذي عين خلفا لأبيه
لكن بلقب الباشا آغا، وهذا في إطار سياسة التجزئة التي أتبعتها السلطات
الاستعمارية مع العائلات المرموقة للقضاء على نفوذها22، خاصة بعد قرار 22 أفريل 1863، الذي قضى بتمليك الجزائريين الأراضي التي تحت
أيديهم سواء كانت في الأصل ملكا شخصيا لهم أو مشاعة بين الأعراش. فهذا القرار خلف
انعكاسا على وضع القبيلة، حيث أدى إلى تفكيكها بظهور الملكية الخاصة بدلا من
الملكية الجماعية للقبيلة23 وإحداث
نظام الدوار أو بما يعرف بالبلدية الأهلية عوضا لنظام العشائر.
ومن هنا يمكن
القول أن الوضع السياسي والاقتصادي للقبيلة بالجنوب الغربي والجنوب عامة قد أزيل
بفضل زعمائها من خلال التعاون مع الاستعمار. وأحدث حالة عصيان بعد إدراك
النّوايا الاستعمارية لفرنسا بهدف الإقصاء، ومنه ثورة أولاد سيدي الشيخ لسنة 241864.
2. اجتمــاعيــا:
يستمد كل مجتمع نظامه
الاجتماعي من الإرث الثقافي والحضاري للفترات التاريخية
السابقة، وهذا المنطق ينطبق على المجتمع الجزائري، بحيث يمكن القول أنّ الأسس التي
شكلت البنية التقليدية العسكرية، الإدارية، السياسية
والدينية للمجتمع الجزائري مستمدة من الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليها. ولا
بأس أن نخصص هذه الدراسة الاجتماعية للفترتين المذكورتين سابقا، لإبراز التغييرات
التي أحدثها الإستعمار الفرنسي على المجتمع الجزائري، خاصة في منطقة الجنوب الغربي
التي تضم عددا من القبائل
الواسعة، تميزت بالمكانة الدينية والسياسية، والثراء الاقتصادي الذي منحها كسب
إقطاعيات واسعة في المنطقة25.
و
إذا أردنا معرفة تاريخ تشكل القبيلة في المنطقة بصفة عامة، يمكن الاشارة على أنها
عبارة عن وحدة سياسية واجتماعية تعطيهم طابع العائلة الواحدة في إطار جغرافي موحد26.
وهذا يعني أن نظامها الداخلي يعود إلى نظام الجماعات والعشائر تحت إشراف مشيخة27،
تميزت بالطابع الاستقلالي عن السلطة المركزية على الأقل داخليا، سواء في العهد
العثماني أو مع بداية الاحتلال الفرنسي28.
يستمد
صاحب المشيخة السلطة بالقبيلة من ثلاث مصادر:
*أولا المصدر الديني من خلال تأسيس الطرق الصوفية والزوايا
التعليمية، وبفضلها يصبح المؤسس ذو مكانة مقدسة وصاحب بركة، يلقى الدعم والاحترام
من الناس جميعا.
*ثانيا المصدر
العسكري أو الحربي ويعرف أصحابه بالأجواد، انحدروا من عائلات قديمة تعود إلى قبيلة
قريش بشبه الجزيرة العربية، والتي برز أفرادها بالدور العسكري في المجتمع
الإسلامي.
*ثالثا المصدر
المرتبط بالنسب الشريف أي الانحدار من ابناء فاطمة
رضي الله عنها بنت الرسول صلى الله عليه وسلم29.
وعندما تتوفر هذه العوامل تصبح زعامة القبيلة
قائمة، وهذا ما لمسناه في قبائل الجنوب الغربي، وعلى رأسها قبيلة أولاد سيدي
الشيخ، التي توفرت بها هذه الميزات. وهذا ما جعلها من العائلات الراقية ذات نفوذ
قوي بين سكان الصحراء وسكان التل والمغرب الأقصى30. وبهذه السلطة
الدينية المطلقة أصبحت هذه الأخيرة في مواجهة حادة مع السلطات الاستعمارية، كونها
عائقا لطموحاتهم التّوسعية. الأمر الذي دفع فرنسا إلى إحداث وظائف لأبنائهم،
كعملية تذويب بطيئة، فالخلافة الواحدة جزئت إلى عدة قيادات وأغوات حتى لا يستقل
صاحبها بالسلطة لوحده31. واشتدّ تفكيك القبائل بصفة عامة من خلال تقسيم
الأراضي التي كانت مخصصة للرعي والزراعة، والتي تدل على وحدة العائلة والقبيلة ومع
تقنين مبدأ تقسيم الأراضي الجماعية للقبائل والعروش بواسطة قرار سناتوس كونسلت Sénatus-consulteفي فيفري 321863، تم من خلاله
إقصاء القبيلة سياسيا ثم تعدى إلى إقصاءها اجتماعيا بالقضاء على العلاقات
الاجتماعية والروابط بين أفراد القبيلة33 .
3 . اقتصاديــــا :
يرتبط
اقتصاد كل منطقة بالاعتبارات الجغرافية والمناخية. والجنوب الغربي لا يخرج عن هذا
المنطق خاصة منطقة الهضاب العليا، بموقعها المغلق ومناخها القاري الجاف، المتميز
بالأمطار القليلة34، غير المنتظمة تصحبها البرودة القاسية شتاء
والحرارة الدائمة صيفا35، الأمر الذي جعل الغطاء النباتي الغابي شبه
منعدم، تعوضه نباتات صغيرة تغزو مساحات
شاسعة تعرف بالحلفاء والديس36. وعليه فإن النشاط الزراعي في المنطقة
قليل يقتصر على إنتاج التمور وزراعة جزئية للحبوب ـ أقل جودة من حبوب الشمال ـ
إضافة إلى بعض والخضر التي لا تفي
حاجة الفرد37.
وأمام
هذه الظروف اِعتمد سكان المنطقة في اقتصادهم على النشاط الرعوي والتجاري.
وكلاهما قائم على مبدأ الحرية، فالأول يخص تربية المواشي التي كانت منتشرة بكثرة
في الجنوب الغربي نظرا لتواجد الكلأ، وكان بذلك نشاط الرعي مصدر رزقهم من خلال
رؤوس الأغنام التي يبيعونها38، وكذا المواد التي يستخلصونها مثل
الصوف، الحليب، الجلود. وفي هذا الصدد
يقول: إيستبلو Estomblou في قانون الجزائر
المشروعde L’Algérie Code Annoté: "... يعيش
ثلثا السكان المحليين في الواقع من حياة الرعي، يوفر القطيع لا سيما المعز الحليب
الذي يشكل الطعام الأساسي للفرد وعائلته، ويستخدم صوف الخروف لصنع الثياب والبرنوس
كما يستعمله بعد مزجه بالوبر لتحسين الخيمة مسكن البدوي..."39.
أما
النشاط الثاني فهو مرتبط أساسا بالرعي والزراعة، فالفرد عندما كان يتنقل من منطقة
إلى أخرى مع خرافه وجماله، كان ينقل معه كميات كبيرة من البضائع تتمثل أساسا في
التمور والصوف، الجلود والأقمشة، ورؤوس الأغنام من أجل مبادلتها بمواد أخرى خاصة
الحبوب من المناطق التلية40. وهنا تتجسد لنا الواسطة التجارية التي
يقوم بها هؤلاء بين الصحراء والتل، أثناء هجرتهم السنوية.
إضافة
إلى هذا فقد توفر لدى السكان امتيازا تجاريا آخر تمثّل في الموقع الاستراتيجي
لواحاتهم، فهي تمثل مراكز تجارية هامة للقوافل المتجهة من الشمال إلى الجنوب اتجاه
الواحات الصحراوية مثل ورقلة واتجاه السودان41، وكذلك هي مهمة للقوافل
المتجهة من الشرق إلى المغرب الأقصى. ومن أشهر هذه الواحات نجد البيض التي تعتبر
مركز تجاري صحراوي بين الشمال والجنوب مع
السودان كما أن سكانها على رأسهم أولاد
سيدي الشيخ كانوا ينتقلون إلى ورقلة وقورارة وميزاب ومتليلي، وإلى فقيق وتميمون
لمقايضة الماشية والصوف والأفرشة والزبدة واللحم الجاف مقابل التمور ومنتوجات
صحراوية أخرى، وكانوا يلقون الاحترام وقوافلهم كانت محمية تبعا لمكانتهم الدينية42.
وفي
أخيرا يمكن القول أن الوضع السياسي والإجتماعي والإقتصادي ساهم في توجيه السياسة
الإستعمارية بالجنوب الغربي والجزائر عامة من منطلق أن الفرنسيين ارتكزوا في
حركتهم الإستيطانية على نهب وسلب الأراضي -التي تعد أساس القبيلة- بمختلف الأساليب
مما أثر سلبا على القبائل بإقصاء نفوذها السياسي وفصل العلاقات الإجتماعية بين
أفرادها.
الهـوامش:
[1]ـ
Demontés Victoire . l’Algérie économique direction de l’agriculture et de
commerce et de la
colonisation . Alger . 1922 . P 91 .
ـ Sari Djilali. L’insurrection de 1881 – 1882. S
. N . E . D . Alger. 1981 . P. 22 .
2 ـRinn Louis. "Nos
frontiérs sahariennes à l’ouest du Djebel Amour et les Ouled Sidi Cheikh avant
1864" . R . A . N° 177. 30 année . 1886. P.179.
3ـ الجيلالي عبد الرحمن . تاريخ الجزائر
العام. الجزء 3. ديوان المطبوعات الجامعية. ط7. الجزائر. 1994 . ص 473
4 ـTroussel Lucien Marcel . Les Impots
Arabes en Algérie. Leur suppression , leur remplacement. pour le doctorat en droit, sciences politiques et
économiques . Université d’Alger.Ancienne maison.France.Bastide jourdans . Alger . 1922. PP. 23–25 .
5ــ تعريف
المعونة واللزمة هي ضريبة تفرض على أراضي العرش والأراضي المستعصية عن السلطة
الحاكمة وإن امتنعت عن دفعها تتعرض للحملات العسكرية. أنظر: ناصر سعيدوني. النظام المالي للجزائر
في الفترة العثمانية (1800-1830). الشركة
الوطنية للنشر والتوزيع. الجزائر. 1975. ص 87.
ـ6Bernard Augustin. Les Confin
Algéro-Marocains . Emile Larose . Paris .1911.
P 88.
7ـ الجيلالي عبد الرحمان .المرجع السابق . ص
473 .
8ـ قبيلة حميان أصلها عربي تنتسب إلى حميان بن عقبة بن يزيد
بن عيسى ابن زغبة الهلالي تنقسم إلى قسمين
هما حميان شفة وحميان جمبة تنتشر
في المنطقة الممتدة من العريشة حتى سلسلة الأطلس بجبال الميز، تميزت بنشاطها
التجاري ورحالاتها اتجاه التل والمغرب الأقصى وقورارة، أهم قصورهم نجد عين سفيسفة،
عين الصفراء ، تيوت عسلة مقرار الفوقاني والتحتاني أنظر: عبد
القادر المشرفي الجزائري. بهجة الناظر في أخبار الدّاخلين تحت ولاية الإسبانيين
بوهران من الأعراب. تحقيق محمد بن عبد الكريم. 1943 . ص 26.
أما أولاد سيدي الشيخ فينتسبون إلى خليفة
المسلمين أبو بكر الصديق. هاجر أجدادهم الأوائل من بلاد الحجاز قاصدين بلاد المغرب
فاستقروا مؤقتا بمصر (إسكندرية)، ثم شدوا الرحال إلى تونس وعرف هناك بالبوبكريين
نسبة لجدهم الخليفة، اكتسبوا مكانة سياسية مرموقة مكنتهم من تولي مناصب حكومية.
ولقد تواصل نفوذهم أولا مع جدهم سيدي معمر بلعالية الذي رحل بالعائلة من تونس إلى
بلاد بني عامر فاستقر بمنخفض وادي قليتة وأسس قصورا منها الأربوات الفوقاني
والتحتاني، واشتغل بالدين والتصوف مما أكسب العائلة إحتراما بين سكان المنطقة
الصحراوية بربر وعرب. وثانيا مع الجد السادس والعشرين عبد القادر بن محمد بوسماحة
المعروف بسيدي الشيخ والذي استقر بواحة تانكريت بالجنوب الوهراني واصبحت تعرف
بالأبيض سيدي الشيخ نسبة له.
ـ Sabatier Camille. La question
du Sud Ouest. Adolph jourdan . Alger. 1881. P 8
.
ـ9 Rinn Louis. "Nos
frontiérs sahariennes à l’ouest …..avant 1864" . R . A .1886. Op .Cit .
P. 179 .
10ـ عباد
صالح.المعمرون والسياسة الفرنسية في الجزائر (1870 – 1900). ديوان المطبوعات
الجامعية . الجزائر. 1984 . ص 08 .
11ـ حسب المرسوم المذكور أعلاه الجزائر يديرها حاكم عام خاضع لوزير
الحربية يساعده مجلس إستشاري.
12 ـ Julien Charles
André . Histoire de L’Algérie contemporaine . Tome1. P.U. F. Paris. 1964. PP . 114 . 116 .
13ـ قرار يعيد تنظيم كيفية منح الأراضي الخاصة بالدولة، وقد نص على إمكانية رفع
مساحة الإمتياز الممنوح إلى 50هكتار. صادقت عليه الجمعية الوطنية وهو يخول للإدارة
حق الحصول على أراضي العرش بحجة المصلحة العامة.أنظر : عباد صالح . المرجع السابق
. ص 14 .
14ـ عند إحتلال
فرنسا للجزائر 1830 النظام السياسي القائم كان ملكيا مع لويس فليب ثم أزيل بفعل
ثورة 24 فيفري 1848 وتحول إلى نظام جمهوري وأقر وضع دستور وتحقيق سيادة الشعب، لكن
الوضع لم يدم إلا أربع سنوات، أين تحول إلى نظام إمبراطوري مع نابليون الثالث (
1852 – 1870 ).أنظر: أبوالقاسم سعد لله. الحركة الوطنية الجزائرية (1830- 1860) .
ج I .المؤسسة الوطنية
للكتاب . الجزائر .1992. ص 333.
15ـ قائد
الناحية كان تحت إمرته ضباط بدرجات متفاوتة إلى جانبهم موظفين جزائريين بألقاب
مختلفة مثل الخليفة، الآغا، القايد ..... إلخ .أنظر : صالح فركوس. تاريخ الجزائر.
دار العلوم الجزائر. 2005.ص 244.
16ـ يعود تأسيس المكتب العربي إلى قرار 01
/ 02 /1844 في عهد الجنرال بيجو لتكون واسطة بينالإدارة الفرنسية والأهالي يرأسه
ضابط فرنسي إلى جانبه موظفين مترجمين، حارس، كاتب ، قاضي وجابي الضرائب ويخضع المكتب
إلى إدارة مركزية على مستوى العاصمة تابعة للحاكم العام ودورها الحقيقي هو
تفتيت القيادات والزعامات المحلية ذات النفوذ المعرقلة للإستعمار. أنظر: Hugounet Ferdinard . Souvenir d’un chef de
berrau arabe . Michal lévy-Fréver . Paris . 1858 . PP . 8-9.
17 ـG . G . A . Tableau de la Situation des
établissements Francais dans L’Algérie (1865-1866) . Imprimerie Imperiale .
Paris . MDccc . LXII . P . XLV.
ـEmile Thullier .
Les Bureaux Arabes .Courrier de l’Algerie . 9éme Année . N°
.1859 . jeudi 8 / 2/ 1869. P . 1 .
18 ــMercier Ernest . L’Algérie en 1880 .
Challamel Ainé . Paris . 1880 . P48.
19 ــVillot
. Mœurs coutumes et institutions des indigénes de l’Algérie . Adolph Jourdan .
Alger . 1888. 3éme édition . PP . 290 - 299 .
20- بعد معاهدة لالة مغنية المبرمة في
18/03/1845 التي فصلت في النزاع المغربي الفرنسي على الحدود الشمالية، خضعت
قبائلها إلى التقسيم ومنها قبيلة أولاد سيدي الشيخ التي قسمت إلى فرعين الشرقي تحت
إدارة الفرنسيين والغربي تابع للسلطان المغربي. ازدادت الأطماع الفرنسية بالصحراء ورأوا
ضرورة الاتصال بالقبائل القوية للتوغل، وهذا ما حدث مع قبيلة أولاد سيدي الشيخ حيث
دخلوا معها في مفاوضات، بين سي حمزة وحاكم تيارت الذي حاول استعمال الحكمة
والتبصروالمهارة معه، حيث أرسل له وفدا من الأعيان مكون من قدور ولد الحاج
الصحراوي ـ قائد الأحرار ـ ومحمد بن
الأعرج والمعروف بـ : )ابن الحاج
قدور( وسي عبد القادر بن
خالد ـ قائد تيارت ـ لإقناعه بالذهاب إلى تيارت للإتصال بنفسه بالحاكم العسكري من
أجل دراسة الشروط والتعاون مع فرنسا .
بعد المداولات في منزل العربي بن الأعرج قائد
حميان الشراقة يوم 15 /01/1850 اتفقوا على وضع أنفسهم تحت تصرف السلطات الفرنسية.
أرسل سي حمزة مع ابن عمه يوم17/01/1850 رسالة إلى السلطات في موضوع الخضوع، وفي
الوقت الذي كان فيه الوفد بقيادة الشيخ ابن الطيب في طريقه إلى تيارت انقطعت
أخبارسي حمزة بعد ذلك حوالي شهرين، وفي مارس كتب رسالة أخرى إلى حاكم تيارت يخبره
بحضوره، فقررت السلطات الفرنسية في أفريل تعيينه خليفة أولاد سيدي الشيخ الشراقة
واشترط شروطه شخصيا وفعلا توجه سي حمزة إلى معسكر سفيد ـ جنوب سعيدة بحوالي 35 كلم
ـ ووصل في 03 جوان 1850 واستقبله رئيس المكتب العربي بمدينة معسكر. أنظر :
ـ Martiniere. (H), Lacroix. (N) . Op .
Cit . P . 801.
ـ Cheikh Boubakeur Si Hamza . Op .
Cit . PP. 144 – 153 .
ـ21 Du Bouzet. (CH)." La paix au sahara" . Courier de l’Algérie . Mardi 16 Mars 1869 9éme
année . N°1681. PP. 1 – 2 .
22ـ
Trumelet . Histoire de l’inssurrection dans le sud de la province d’Algérie en
1864. Tome I . Adolph
Jourdan .Alger . 1884 . P 4 .
ـ23Bulletin Officiel du
Gouvernement Général . Extrait du Proces . du Senat Senatus
– Consulte. « relatif à la constitution de la propriété en Algérie dans
le territoire occupé par les arabes. Imprimerie Typographique et lithographique
. Boyer. 1863. PP.106 – 107. PP. 130 – 176
.
24 ـ إمتدت
ثورة أولاد سيدي الشيخ مابين (1864-1883) بزعامة زعماء فرع الشراقة للعائلة منهم
المستشار العسكري سي الأعلى بن بوبكر وابناء أخيه سي حمزة كل من سي سليمان وسي
محمد وسي أحمد وسي قدور. شملت منطقة الجنوب الغربي كله وكذا نواحي ورقلة جنوبا
ونواحي سيدي بلعباس شمالا.
25ـ مهديد إبرهيم . الجزائريون في القطاع الوهراني ( 1900- 1940 ) .الجذور الثقافية . الهوية
الوطنية. للنشاط السياسي اطروحة لنيل شهادة
دكتوراه دولة. جامعة وهران معهد التاريخ 1999.
ص. 69 .
ـ26Villot . Op
.Cit . P. 294.
27ـ
Depont Octave.L’Algérie Centénaire.Imprimerie
Cadoret . France . 1928 . P.59 .
ـ Jaques Féremaux .les Bureaux Arabes dans l’Algérie de
la conquêt . Denoêl . 1993. PP. 22 – 23 .
28 ـAnnie
Rey.Groldzeiguer.Le Royaume Arabe. S.N.E.D. Alger .1977. P.311.
29ـ Villot. Op. Cit. PP. 296-298-299.
ـ30 Gourgeot. (F).
Situation Politique de L’Algérie . Challamel Ainé. Paris 1881. P. 25 .
ـــ31 Xavier
Yacono. Histoire de l’Algérie de la fin de la régence Turc à l’insurrection
de 1954 . Edition de l’Athanthrophe .
France 1993 . P.161.
32ـ عدي
الهواري .
الإستعمار الفرنسي في الجزائر. سياسة التفكيك الإقتصادي والإجتماعي (1839– 1970)
ترجمة: جوزيف عبد الله . دار الحداثة . بيروت. 1983. ط 1 . ص ص.. 26 – 27.
33ـ القبيلة تتشكل من أشخاص ينحدرون
من نفس العائلة إلى جانب فروع أجنبية أخرى اي المجموع يمتص الفرد بإخضاعه إلى
ضرورات أخلاقية دينية وتذويبه في بنية ترابية غير محدودة، الشرط هو الخضوع مقابل التأمين والتضامن
والتماثل الإجتماعي بشكل أرقى .أنظر :
عدي الهواري . المرجع السابق . ص
21.
ـ34B7. Departement d’Oran et son Consiel General 1830 –1930 . Oran .Hentz frévers. P.452
ـ Sabatier Camille.Op . Cit . P. 4 .
35ـ يتميز
المناخ في الجنوب الغربي بقلة التساقط وهي نادرة وتكون أحيانا بين شهر أكتوبر ونوفمبر
وفي أفريل لكن لمدة أسبوع فقط وهذا ما يؤدي إلى ظهور نباتات صغيرة الحجم خضراء اللون سرعان
ماتتعرض للإصفرار. إضافة إلى
هذا فالجنوب الغربي يتميزبالبرد الشديد خاصة في الأشهر التالية: نوفمبر- ديسمبر-
جانفي- فيفري, حتى أنه في ضواحي البيض وصلت درجة البرودة 11° تحت الصفر، وفي مقابل
هذه البرودة الشتوية نلمس الحرارة الشديدة صيفا وتعود إلى الحركة السيريكو.أنظر:Camille
Sabatier.Op Cit.PP 4.5.
36 ـBastide. (L) .L’alfa
végétation
exploitation-Commerce-
industri
.Typographie
et
lithographie .
Alger . 1877 . P.12.
37
ـCamille
Sabatier.Op Cit.PP 4.
38
ـLéon Lehuraux . Le Nomadisme et la Colonisation dans les
hauts plateaux de l’Algérie , édition comite de l’Afrique .France .Paris
1931 .PP .138 –139.
39ـ
Estomblou et léfebure . Code de L’Algérie Annoté . T2 . 21/2/1903 . Alger
.
نقلا عن عدي الهواري . المرجع السابق . ص ص . 15-16-18 .
40ـ Villot. Op .Cit . PP. 378 – 381
ـ
Léon Lehuraux .Op .Cit . P. 58
ـ41 Bissuel. (H). Le Sahara
Français.Adolphe jourdan.Alger.1891.P.116.
42ـ رأس مال عبد
العزيز. بحث أنتروبولوجي حول إنتفاضة أولاد سيدي الشيخ . معهد علم الإجتماع .
الجزائر. ملتقى حول ثورة
اولاد سيدي الشيخ . ملتقى1996. ص . 8 .
0 التعليقات:
إرسال تعليق