أحمد بن محمد بن علي أبو العباس الزواوي
مقرئ قسنطينة بالجزائر في عصره فارس القراءات و التجويد بلا منازع، صناجة
عصره ومقرئ السلطان أبي الحسن المريني.
مولده و نشأته:
لم اعثر في جميع المصادر التي طالعتها والتي ترجمت له على تاريخ مولده، ولم تذكر الا انه ولد في بلاد زواوة من بجاية ، حيث حفظ القرآن الكريم و القراءات و التجويد ، كما تعلم العربية و علومها من نحو و صرف و بلاغة، ثم هاجر الى فاس اين تعلم على مشايخها وعلمائها.
شيوخه:
"أخذ عن أبي الحسن بن سليمان القرطبي وأبي مروان الشريشي[ هو العلامة المحدث المقرئ أبو مروان عبد الملك بن موسى بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الشريشي( ت 724 هـ) صاحب "التبيان" في رسم المصحف وضبطه ]، وأبي جعفر بن الزبير [أبي جعفر بن الزبير بن ابراهيم العاصمي الثقفي (ت 708) مؤلف كتاب صلة الصلة وغيرهم"( درة الحجال 1/94-95، ترجمة 136 و 139.).
كما روى عن الرحالة أبي عبد الله بن رشيد وأجاز له. [الإمام الخطيب المحدث أبو عبد الله بن رشيد السبتي (721هـ) ] ( تاريخ ابن خلدون 7/394.]
و قرئ على الامام ابن المرحل (ت 699 هـ)، و الامام أبو الحسن بن سليمان القرطبي (ت 730هـ) "شيخ الجماعة" وأستاذ العصر مؤلف "تهذيب المنافع".
تلامذته:
تعلم و تخرج جيل من العلماء و المقرئين على يد الامام أبو العباس الزواوي بعد ان سارت بذكره الركبان في كل مكان، وغدت طريقته في التجويد والأداء مضرب الأمثال.
ومن تلامذته المؤرخ المشهور ابن خلدون الذي ذكره في تاريخه قائلا : "ومنهم أبو العباس أحمد الزواوي إمام المقرئين بالمغرب، قرأت عليه القرءان العظيم بالجمع الكبير بين القراءات السبع من طريق أبي عمرو الداني وابن شريح في ختمة لم أكملها، وسمعت عليه عدة كتب وأجازني بالإجازة العامة"( تاريخ ابن خلدون 7/385 والتعريف بابن خلدون 20-21).
علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق أبو الحسن السلطان المريني، كان مختصا به ملازما له ، وقد ذكره ابن خلدون في تاريخه قائلا : "كان يصلي بالسلطان التراويح ويقرأ عليه في بعض الأحيان حزبه"( تاريخ ابن خلدون 7/394).
كما أن من تلامذته و المتخرجين على يديه في فن التجويد القارئ كبير، و خليفته في مجالس الأمراء ومساجدهم أبو عبد الله محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم الأنصاري جياني الأصل مالقيه، يكنى أبا عبد الله الانصاري ويعرف بالشديد على بنية التصغير، قال ابن الخطيب في ترجمته [الإحاطة في أخبار غرناطة 3/196-197] : : "من أهل الطلب والذكاء والظرف والخصوصية، مجموع خلال، من خط حسن واضطلاع بحمل كتاب الله، بلبل دوح السبع المثاني، وآية صقعه في الصوت وطيب النغمة… ثم ذكر من مشيخته أنه "قرأ على المقرئ الفذ الشهير في الترنم بألحان القرءان أبي العباس الزواوي سبع ختمات وجمع عليه السبع ".
و منهم أبو عبد الله الفخار محمد بن عبد الله السماتي شيخ صاحب " التحفة في قراءة نافع".
و الامام أحمد بن مسعود بن غالب أبو العباس البلنسي المعروف بابن الحاجة ذكره ابن الجزري في الآخذين عنه في ترجمته رقم 555 ، حيث قال: " أحمد بن محمد بن علي أبو العباس الزواوي مقري بقسنطينة، قرأ على إبراهيم بن أحمد الغافقي وعلى بن سليمان بن أحمد ومالك بن المرحل، روى القراءة عنه أحمد بن مسعود بن الحاجة التونسي لقيه سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بقسنطينة" ( غاية النهاية في طبقات القراء: 1/124).
وفاته:
توفي رحمه الله غريقا في نكبة اسطول الامير ابي الحسن المريني وهو على مشارف السبعين من العمر ، بتاريخ ثامن ذي القعدة الحرام سنة 749هـ كما ذكر صاحب درة الحجال 1/94 ترجمة 136. بعد ان قضي في مشيخة الإقراء عدة عقود من الزمان، " .
مولده و نشأته:
لم اعثر في جميع المصادر التي طالعتها والتي ترجمت له على تاريخ مولده، ولم تذكر الا انه ولد في بلاد زواوة من بجاية ، حيث حفظ القرآن الكريم و القراءات و التجويد ، كما تعلم العربية و علومها من نحو و صرف و بلاغة، ثم هاجر الى فاس اين تعلم على مشايخها وعلمائها.
شيوخه:
"أخذ عن أبي الحسن بن سليمان القرطبي وأبي مروان الشريشي[ هو العلامة المحدث المقرئ أبو مروان عبد الملك بن موسى بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الشريشي( ت 724 هـ) صاحب "التبيان" في رسم المصحف وضبطه ]، وأبي جعفر بن الزبير [أبي جعفر بن الزبير بن ابراهيم العاصمي الثقفي (ت 708) مؤلف كتاب صلة الصلة وغيرهم"( درة الحجال 1/94-95، ترجمة 136 و 139.).
كما روى عن الرحالة أبي عبد الله بن رشيد وأجاز له. [الإمام الخطيب المحدث أبو عبد الله بن رشيد السبتي (721هـ) ] ( تاريخ ابن خلدون 7/394.]
و قرئ على الامام ابن المرحل (ت 699 هـ)، و الامام أبو الحسن بن سليمان القرطبي (ت 730هـ) "شيخ الجماعة" وأستاذ العصر مؤلف "تهذيب المنافع".
تلامذته:
تعلم و تخرج جيل من العلماء و المقرئين على يد الامام أبو العباس الزواوي بعد ان سارت بذكره الركبان في كل مكان، وغدت طريقته في التجويد والأداء مضرب الأمثال.
ومن تلامذته المؤرخ المشهور ابن خلدون الذي ذكره في تاريخه قائلا : "ومنهم أبو العباس أحمد الزواوي إمام المقرئين بالمغرب، قرأت عليه القرءان العظيم بالجمع الكبير بين القراءات السبع من طريق أبي عمرو الداني وابن شريح في ختمة لم أكملها، وسمعت عليه عدة كتب وأجازني بالإجازة العامة"( تاريخ ابن خلدون 7/385 والتعريف بابن خلدون 20-21).
علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق أبو الحسن السلطان المريني، كان مختصا به ملازما له ، وقد ذكره ابن خلدون في تاريخه قائلا : "كان يصلي بالسلطان التراويح ويقرأ عليه في بعض الأحيان حزبه"( تاريخ ابن خلدون 7/394).
كما أن من تلامذته و المتخرجين على يديه في فن التجويد القارئ كبير، و خليفته في مجالس الأمراء ومساجدهم أبو عبد الله محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم الأنصاري جياني الأصل مالقيه، يكنى أبا عبد الله الانصاري ويعرف بالشديد على بنية التصغير، قال ابن الخطيب في ترجمته [الإحاطة في أخبار غرناطة 3/196-197] : : "من أهل الطلب والذكاء والظرف والخصوصية، مجموع خلال، من خط حسن واضطلاع بحمل كتاب الله، بلبل دوح السبع المثاني، وآية صقعه في الصوت وطيب النغمة… ثم ذكر من مشيخته أنه "قرأ على المقرئ الفذ الشهير في الترنم بألحان القرءان أبي العباس الزواوي سبع ختمات وجمع عليه السبع ".
و منهم أبو عبد الله الفخار محمد بن عبد الله السماتي شيخ صاحب " التحفة في قراءة نافع".
و الامام أحمد بن مسعود بن غالب أبو العباس البلنسي المعروف بابن الحاجة ذكره ابن الجزري في الآخذين عنه في ترجمته رقم 555 ، حيث قال: " أحمد بن محمد بن علي أبو العباس الزواوي مقري بقسنطينة، قرأ على إبراهيم بن أحمد الغافقي وعلى بن سليمان بن أحمد ومالك بن المرحل، روى القراءة عنه أحمد بن مسعود بن الحاجة التونسي لقيه سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بقسنطينة" ( غاية النهاية في طبقات القراء: 1/124).
وفاته:
توفي رحمه الله غريقا في نكبة اسطول الامير ابي الحسن المريني وهو على مشارف السبعين من العمر ، بتاريخ ثامن ذي القعدة الحرام سنة 749هـ كما ذكر صاحب درة الحجال 1/94 ترجمة 136. بعد ان قضي في مشيخة الإقراء عدة عقود من الزمان، " .
ولقد انهد بذهابه ركن عظيم في هذا المجال،
وإن كان بعض المتأثرين به قد حاولوا السير في هذا المنهاج، تلك أثارة مما
بلغنا عن البلبل الصداح الذي بقي صداه فيمن سيخلفه من أصحابه إتقانا
وتحريرا وحذقا وإحسانا ".
مؤلفاته:
ذكر الدكتور حميتو حفظه الله في رسالة الدكتوراه (قراءة الإمام نافع عند المغاربة: 4/ 56 ) بأنه لم يقف على تسمية شيء من مؤلفاته في المصادر ولا في كتب القراءات على الرغم مما ذكره له أبو عبد الله بن مرزوق [ في المسند الصحيح الحسن لابن مرزوق ص 136 ] من قوله :
مؤلفاته:
ذكر الدكتور حميتو حفظه الله في رسالة الدكتوراه (قراءة الإمام نافع عند المغاربة: 4/ 56 ) بأنه لم يقف على تسمية شيء من مؤلفاته في المصادر ولا في كتب القراءات على الرغم مما ذكره له أبو عبد الله بن مرزوق [ في المسند الصحيح الحسن لابن مرزوق ص 136 ] من قوله :
"وله تصانيف في علم القراءات والعربية نظما ونثرا".
ولعل تصانيفه هذه ضاعت أو غرقت معه في النكبة التي ذهب فيها ومن معه من جلة العلماء والقراء، والإشارة الوحيدة التي وقفت عليها ويمكن أن يكون هو المراد بها، قد ساقها كل من أبي زيد ابن القاضي وتلميذه مسعود جموع في شرحيهما على "الدرر اللوامع" لابن بري عند ذكر تسهيل الثانية من الهمزتين المفتوحتين من كلمة لورش فقالا :
ولعل تصانيفه هذه ضاعت أو غرقت معه في النكبة التي ذهب فيها ومن معه من جلة العلماء والقراء، والإشارة الوحيدة التي وقفت عليها ويمكن أن يكون هو المراد بها، قد ساقها كل من أبي زيد ابن القاضي وتلميذه مسعود جموع في شرحيهما على "الدرر اللوامع" لابن بري عند ذكر تسهيل الثانية من الهمزتين المفتوحتين من كلمة لورش فقالا :
"وقال سيدي الحسن الدرعي[من شراح أرجوزة "تفصيل عقد الدرر" لابن غازي] في شرحه :
"وروي عن أبي يعقوب البدل كما روي عنه
التسهيل، قال أبو العباس أحمد الزواوي : وافق أبو يعقوب صاحبيه وزاد البدل،
انتهى"( الفجر الساطع وكذا في الروض الجامع لمسعود جموع في باب الهمز).
طريقه في القراءات:
يعتبر طريق أبي العباس الزواوي عن شيخه أبي الحسن بن سليمان عن شيخه أبي جعفر بن الزبير أشهر طريق عند المغاربة في قراءة نافع... فإن الإسناد من طريقه أكثر، وأئمة الإقراء من زمنه لا يكادون يسندون إلا من هذه الطريق، وعلى الأخص في روايتي ورش وقالون، كما نجد ذلك في فهرسة ابن غازي، ثم في إجازة ابن القاضي وأبي عبد الله البوعناني وفهرسة أبي العلاء المنجرة وابنه أبي زيد وغيره.[ "قراءة الإمام نافع عند المغاربة" 4/57 د. عبد الهادي حميتو ].
وقد أسند منها الإمام ابن غازي رواية ورش في فهرسته (التعلل برسوم الإسناد) ص 36-37.فقال :
طريقه في القراءات:
يعتبر طريق أبي العباس الزواوي عن شيخه أبي الحسن بن سليمان عن شيخه أبي جعفر بن الزبير أشهر طريق عند المغاربة في قراءة نافع... فإن الإسناد من طريقه أكثر، وأئمة الإقراء من زمنه لا يكادون يسندون إلا من هذه الطريق، وعلى الأخص في روايتي ورش وقالون، كما نجد ذلك في فهرسة ابن غازي، ثم في إجازة ابن القاضي وأبي عبد الله البوعناني وفهرسة أبي العلاء المنجرة وابنه أبي زيد وغيره.[ "قراءة الإمام نافع عند المغاربة" 4/57 د. عبد الهادي حميتو ].
وقد أسند منها الإمام ابن غازي رواية ورش في فهرسته (التعلل برسوم الإسناد) ص 36-37.فقال :
"حدثنا بها- يعني شيخه أبا عبد الله الصغير
النيجي- عن أبي العباس الفيلالي، عن أبي عبد الله الفخار السماتي، عن أبي
العباس الزواوي، عن أبي الحسن بن سليمان عن أبي جعفر بن الزبير، عن أبي
الوليد إسماعيل العطار، عن أبي بكر بن حسنون، عن أبي محمد عبد الله بن بقي،
عن أبي محمد عبد الله بن عمر بن العرجاء، عن أبي معشر الطبري وأبي العباس
بن نفيس، عن أبي عدي، عن أبي بكر بن سيف، عن أبي يعقوب الأزرق، عن ورش عن
نافع، عن ابن هرمز عن أبي هريرة عن أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن جبريل عن اللوح عن القلم عن رب العزة سبحانه".
صلته بالأمير أبي الحسن علي بن عثمان:
لعل مما أسهم في شهرة أبي العباس الزواوي وذيوع صيته، تلك الصلة العلمية الوثيقة التي كانت له بالسلطان أبي الحسن المريني يعسوب الدولة المرينية وعالمها ، " وهي صلة لم تكن تقف عند حدود الإعجاب به أو انتدابه للتعليم والتدريس بحضرته، بل إنها تجاوزت ذلك إلى الصحبة الطويلة الدائمة، ولا سيما بعد موت الشيخ أبي الحسن القرطبي ونظرائه من الأئمة الذين كانت تزدان بهم مجالس السلطان في المناسبات الرسمية.
ولعل صحبة الإمام الزواوي لهذا الأمير كانت منذ عهود التلمذة والأخذ عن المشايخ، لأننا نلاحظ أن عامة من أخذ عنهم كانوا من المتصدرين بفاس أو ممن كانوا يترددون عليها من سبتة وغيرها كابن المرحل وابن رشيد، إلا أنه أدرك من المشايخ من لم يدركهم أبو الحسن ، ومنهم الامام ابن المرحل (ت 699) وأبو جعفر بن الزبير (ت 708)، ولهذا نجد أبا الحسن المريني المذكور يختاره ليعرض القراءة عليه، كما يختاره لصلاة التراويح، و يجعله ملازما له يقرأ له ورده اليومي ، و يرافقه في جميع اسفاره و رحلاته وقد رافقه في رحلته الى تونس حيث مات غريقا رحمه الله في نكبة أسطول أبي الحسن، و قد ذكر ابن خلدون ان السب في ترشيحه لهذه المهمة هما:
ما أوتيه من الحدق في القراءات وما وهبه من ملكة فيها،
ما وهبه الله إياه من طيب النغمة بالقراءة، وهما أمران نادرا ما يجتمعان.
ولقد نوه كل من ترجموا له بهاتين الخاصيتين، وعبروا بالمخالطة والسماع عن مبلغ انبهارهم بما أعطيه من ذلك، ولا سيما ما ذكروا عنه من حسن الأداء الذي أعانه عليه - كما عبر ابن خلدون - "صوت من مزامير آل داود".
ولقد نبه على ما أوتيه من ذلك أيضا خلفه في مجالس المرينيين ابن بلده الجزائري أبو عبد الله محمد بن مرزوق الخطيب(الجد) الذي ألف عن حياة أبي الحسن المريني كتابه المشهور "المسند الصحيح الحسن في مآثر مولانا أبي الحسن" ، فكان مما قال فيه عن المترجم في الصفحات 121 – 136:
"ثم لزم الحضرة أخيرا الأستاذ العلامة أبو العباس الزواوي الشهير، الذي لم ير في عصره أطيب منه نغمة ولا أحسن منه صوتا ولا أنداه، لا تملك النفوس ولا الشؤون عند سماعه، هذا مع إتقان الضبط وإحكام الروايات وعلو السند، يسرد القرءان مع الغاية في إخراج الحروف من مخارجها، وتوفية أدوات القراءة".
المصادر و المراجع:
- تاريخ ابن خلدون المسمى بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر - طبعة سنة :1391هـ -1971م.
- المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن لابن مرزوق التلمساني -الجزائر 1981م.
- غاية النهاية في طبقات القراء للحافظ ابن الجزري نشر برجستراسر ـ ط1-1351-ط2-1400-1980 دار الكتب العلمية بيروت لبنان.
- درة الحجال في أسماء الرجال لأبي العباس أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي تحقيق محمد الأحمدي أبو النور نشر دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقة بتونس ط1- 1390-1970.
- فهرسة ابن غازي (التعلل برسوم الإسناد) ص 36-37. تحقيق محمد الزاهي، مطبوعات دار المغرب الدار البيضاء: 1399هـ/1979هـ.
- رسالة دكتوراه بعنوان: " قراءة الامام نافع عند المغاربة " للدكتور عبد الهادي حميتو.
صلته بالأمير أبي الحسن علي بن عثمان:
لعل مما أسهم في شهرة أبي العباس الزواوي وذيوع صيته، تلك الصلة العلمية الوثيقة التي كانت له بالسلطان أبي الحسن المريني يعسوب الدولة المرينية وعالمها ، " وهي صلة لم تكن تقف عند حدود الإعجاب به أو انتدابه للتعليم والتدريس بحضرته، بل إنها تجاوزت ذلك إلى الصحبة الطويلة الدائمة، ولا سيما بعد موت الشيخ أبي الحسن القرطبي ونظرائه من الأئمة الذين كانت تزدان بهم مجالس السلطان في المناسبات الرسمية.
ولعل صحبة الإمام الزواوي لهذا الأمير كانت منذ عهود التلمذة والأخذ عن المشايخ، لأننا نلاحظ أن عامة من أخذ عنهم كانوا من المتصدرين بفاس أو ممن كانوا يترددون عليها من سبتة وغيرها كابن المرحل وابن رشيد، إلا أنه أدرك من المشايخ من لم يدركهم أبو الحسن ، ومنهم الامام ابن المرحل (ت 699) وأبو جعفر بن الزبير (ت 708)، ولهذا نجد أبا الحسن المريني المذكور يختاره ليعرض القراءة عليه، كما يختاره لصلاة التراويح، و يجعله ملازما له يقرأ له ورده اليومي ، و يرافقه في جميع اسفاره و رحلاته وقد رافقه في رحلته الى تونس حيث مات غريقا رحمه الله في نكبة أسطول أبي الحسن، و قد ذكر ابن خلدون ان السب في ترشيحه لهذه المهمة هما:
ما أوتيه من الحدق في القراءات وما وهبه من ملكة فيها،
ما وهبه الله إياه من طيب النغمة بالقراءة، وهما أمران نادرا ما يجتمعان.
ولقد نوه كل من ترجموا له بهاتين الخاصيتين، وعبروا بالمخالطة والسماع عن مبلغ انبهارهم بما أعطيه من ذلك، ولا سيما ما ذكروا عنه من حسن الأداء الذي أعانه عليه - كما عبر ابن خلدون - "صوت من مزامير آل داود".
ولقد نبه على ما أوتيه من ذلك أيضا خلفه في مجالس المرينيين ابن بلده الجزائري أبو عبد الله محمد بن مرزوق الخطيب(الجد) الذي ألف عن حياة أبي الحسن المريني كتابه المشهور "المسند الصحيح الحسن في مآثر مولانا أبي الحسن" ، فكان مما قال فيه عن المترجم في الصفحات 121 – 136:
"ثم لزم الحضرة أخيرا الأستاذ العلامة أبو العباس الزواوي الشهير، الذي لم ير في عصره أطيب منه نغمة ولا أحسن منه صوتا ولا أنداه، لا تملك النفوس ولا الشؤون عند سماعه، هذا مع إتقان الضبط وإحكام الروايات وعلو السند، يسرد القرءان مع الغاية في إخراج الحروف من مخارجها، وتوفية أدوات القراءة".
المصادر و المراجع:
- تاريخ ابن خلدون المسمى بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر - طبعة سنة :1391هـ -1971م.
- المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن لابن مرزوق التلمساني -الجزائر 1981م.
- غاية النهاية في طبقات القراء للحافظ ابن الجزري نشر برجستراسر ـ ط1-1351-ط2-1400-1980 دار الكتب العلمية بيروت لبنان.
- درة الحجال في أسماء الرجال لأبي العباس أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي تحقيق محمد الأحمدي أبو النور نشر دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقة بتونس ط1- 1390-1970.
- فهرسة ابن غازي (التعلل برسوم الإسناد) ص 36-37. تحقيق محمد الزاهي، مطبوعات دار المغرب الدار البيضاء: 1399هـ/1979هـ.
- رسالة دكتوراه بعنوان: " قراءة الامام نافع عند المغاربة " للدكتور عبد الهادي حميتو.
0 التعليقات:
إرسال تعليق